تعتمد كثير من الدول الأفريقية على إسرائيل للاستفادة من تقدمها التكنولوجى والطبى والبيئى والزراعى.
وأشار تقرير لمجلة إسرائيل فى القرن 21 إلى تصريح سابق خلال زيارتها لأفريقيا عام 1958 تعهدت فيه وزير الخارجية فى ذلك الوقت “جولدا مئير” بمساعدة إسرائيل للدول الأفريقية لإيجاد حلول للتحديات خطيرة فى مجال الأمن الغذائى وسلامة المياه والصرف الصحى، والرعاية الصحية، والنمو الاقتصادى، وبناء المجتمع، وتمكين المرأة والتعليم.
فى السنوات التى تلت ذلك قامت وكالة التابعة لوزارة الخارجية وهى وكالة إسرائيل للتعاون الدولى للتنمية بالعمل على تحقيق هذا الوعد من خلال مشاريع لا تعد ولا تحصى فى المقام الأول استهدفت إثيوبيا، غانا، كينيا، رواندا، السنغال وجنوب السودان وأوغندا ولم يقتصر الأمر على شركات إسرائيلية، خاصة بل ساهم فى ذلك عدد من المنظمات غير الربحية أيضاً.
كما ذكرت المجلة الإسرائيلية فإن الشركات والمنظمات من جميع الأشكال والأحجام قد وظفت خبراتها وقدراتها البشرية لتحسين الحياة فى أفريقيا. وعلاوة على ذلك عملت وكالات مثل «اسرائى ايد» على إرسال فرق الإغاثة باستمرار لتخفيف ازمات الغذاء ودعم حالات الطوارئ الطبية فى دول مثل كينيا وجنوب السودان.
قال مدير مركز مشاف ايلان فلوس، إن إسرائيل ككيان صغير يبلغ عدد سكانه فقط 8 ملايين نسمة لا يمكنه توظيف استثمارات ضخمة فى المساعدات الأفريقية كما تفعل البلدان الكبيرة، ومع ذلك فان قياس الأثر من حيث النتائج يضع إسرائيل فى بؤرة إعجاب فريدة بفضل الجهد المبذول باستمرار من خلال المزيد من البرامج والمزيد من الشراكات الفاعلة على حد تعبيره.
وكان من أحدث هذه البرامج مشروع التحديات الكبرى المدعوم من الأمم المتحدة ومبادرة أفريقيا المشتركة الإسرائيلية – الألمانية.
ويعتبر برنامج التحديات الكبرى جزء من برنامج عالمى لدعم النهج التكنولوجيى والابتكار فى مجالات الصحة العامة والأمن الغذائى فى البلدان النامية بينما مبادرة أفريقيا تضمنت مساهمة إسرائيل بـ7 ملايين دولار مقابل 70 مليون دولار مساهمة ألمانيا جرى انفاقهما جميعاً لتمويل بعثة مشتركة للمساعدة فى كينيا وغانا وإثيوبيا فى مجال الزراعة وإدارة المياه والأمن الغذائى والصحة.
ويمكن إبراز بعض المشاريع المميزة التى أثمرت نتائج إيجابية ساهمت فى خلق صورة ذهنية جيدة لدى الأفارقة تجاه الكيان الصهيونى خصوصاً فى الفترة من 2011 إلى 2014.
أولاً. جهود تحقيق صحة أفضل
1- تعد الملاريا المرض الأكثر تدميراً فى دول جنوب الصحراء الكبرى فى أفريقيا، والتى تقتل طفلاً كل 30 ثانية وسعى مركز كوفين للأبحاث لنقل خبرات إسرائيل فى هذا المجال لأفريقيا، حيث قضت على المرض تماماً فى الأربعينيات من القرن الماضى.
فى ديسمبر 2013، استضافت مدرسة براون هداسا فى القدس المحتلة مؤتمر دولى لخبراء الملاريا لصياغة استراتيجية جديدة للدول الأفريقية. وحضر الاجتماع ممثلون من من دول أفريقية.
2. فى عام 2011 ذهب فريق إسرائيلى متخصص فى الأطفال حديثى الولادة إلى كوماسى ثانى أكبر مدينة فى غانا، لتدريب الأطباء والممرضين المحليين على طرق منخفضة التكلفة ومتقدمة أيضاً لمعالجة ارتفاع معدل الوفيات الرضع فى المدينة، كما تم إنشاء اثنين من وحدات حديثى الولادة الجديدة فى مستشفى كوماسى الوحيد.
3. تم تأسيس غرفة طوارئ إسرائيلية فى المستشفى العام بمقاطعة كيسومو فى شرق كينيا فى أقل من شهر من قبل المهندسين الإسرائيليين والأخصائيين الطبيين فى عام 2011 لخدمة 6 ملايين نسمة.
4. ساهمت بدور فعال فى حملة لتوفير الختان الطوعى للرجال الأفارقة كوسيلة ناجعة للحد من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية /الإيدز.
وتم إنشاء عيادة ختان للرجال فى 2011 من قبل أطباء إسرائيليين فى المقاطعة المنكوبة بالإيدز «كوازولو ناتال» فى جنوب أفريقيا، حيث تم علاج الآلاف من الرجال.
كما نجحت تجربة اسرائيل فى إنشاء عيادة للختان بالطرق غير الجراحية فى صيف 2013، حيث عممتها منظمة الصحة العالمية فى 14 دولة افريقية تعانى من ارتفاع معدلات الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية.
5. شاركت معلمات التمريض فى مستشفى هرتسوج فى القدس المحتلة عبر دائرة تليفزيونية مغلقة فى حلقة تعليمية لموظفى الرعاية الصحية فى مستشفى كريستيان فى منطقة ريفية فى غانا حول مواضيع مثل الوقاية من مرض السكرى وسبل العلاج بدعم من نادى روتارى الدولى فى القدس حيث يعتبر مرض السكرى من المشكلات المتصاعدة فى أفريقيا وقد ارتفع عدد الإصابات به فى غانا إلى 4 ملايين نسمة.
6. قامت مؤسسة «عين» غير الربحية الإسرائيلية بجلب أطباء العيون الإسرائيليين المتطوعين إلى دول مثل إثيوبيا، حيث تلقى ألف مريض العلاج المجانى بما فى ذلك جراحة إعتام عدسة العين فى غرفة عمليات متنقلة تبرع بها مركز حاييم شيبا الطبى، كما تم نقل المرضى الذين يحتاجون إلى جراحات أكثر تعقيداً، خاصة الأطفال إلى الدولة العبرية.
7. منذ عام 2008 حتى 2014 تراس البروفيسور تسفى بنتويتش من مركز الأمراض الاستوائية الصاعدة والإيدز فى جامعة بن جوريون فى النقب جهود مساعدة إثيوبيا فى المناطق الموبوءة الطفيلية التى تسهم فى نشر الإيدز والأوبئة مثل السل وغيرها من مشاكل صحية خطيرة بشكل خاص على الأطفال، ووزع الإسرائيليون من مؤسسة نالا أقراص مكافحة الديدان بالإضافة الى تنظيم حملات تثقيف لمئات الآلاف من الإثيوبيين حول الوقاية.
ثانياً. نحو زراعة أفضل
8. تخطط إسرائيل تخطط لبناء قرى زراعية نموذجية فى جنوب السودان لتعليم المزارعين المحليين الأساليب الزراعية المبتكرة والتكنولوجيات التى يمكن أن تساعد هذه الدولة الأفريقية الوليدة فى زيادة الإنتاج النباتى لها، وبدأت الفكرة عندما التقى نائب وزير الخارجية السابق دانى أيالون بوزير الزراعة فى جنوب السودان بيتى اوجاوروا فى عام 2012 فى معرض تكنولوجيا الزراعة فى تل أبيب.
9. انتجت أجولة تحمل اسم جرين برو لتخزين الحبوب لمساعدة المزارعين على إبقاء الحبوب طازجة عبر تفريغ الرطوبة والهواء، ويفقد المزارعون نحو 50% من محصول الحبوب فى العالم النامى بسبب الآفات والاصابة بالعفن، ولكن هذه الاجولة خفضت نسبة الفاقد فى أفريقيا وآسيا.
10. وقعت فى عام 2012 وزارة الخارجية اتفاقاً للتعاون مع كينيا وألمانيا لجلب تقنيات تربية الأسماك الإسرائيلية المتقدمة ولتدريب ومساعدة الملايين من الأوغنديين والكينيين والتنزانيين الذين يعتمدون على الصيد من بحيرة فيكتوريا لتوفير سبل العيش.
11. شهدت منطقة البترول فى دلتا نيجيريا صراعاً عنيفاً بسبب سوء توزيع الثروة، لكن اسرائيل وفرت مشروعات زراعية لألفى متمرد نيجيرى، لكن هؤلاء المتمردين احتاجوا الى تدريب على المهارات الزراعية وإدارة المزارع وقد قام بهذا الامر معهد الإدارة الدولية فى منطقة الجليل المحتلة وهى مؤسسة غير ربحية قامت بتدريب أفواج من النيجيريين على العديد من المهارات المختلفة على مدى السنوات الـ 20 الماضية، وفى عام 2011، وضع المعهد دورات تدريب زراعى لمدة شهر واحد استفاد منه عدة مجموعات من المتمردين التائبين.
ثالثاً: بيئة أعمال أفضل
12. عندما سعى البنك المركزى فى كينيا لإيجاد شريك للقيام برنامج تدريبى لمدة 8 أشهر للطلاب فى الكلية الكينية للدراسات النقدية لجأ إلى معهد الإدارة الدولية الإسرائيلى لأن العديد من مديرى البنوك الكينية كانوا بالفعل خريجى هذ المعهد الذى يجرى مرتين فى العام والمتخصص فى الإدارة المصرفية الدولية، ووفر فى 2012 أيضاً خدمات تحليل متعمق ساعدت البنك على صياغة سياسات أفضل للمعاشات التقاعدية والتدريب وإدارة الموارد البشرية.
13. وضعت الشركة الإسرائيلية نوفا لاموس أنظمة طاقة شمسية المحمولة صغيرة للأفارقة لشحن الهواتف وتم توفير الأضواء والأجهزة الصغيرة بمقابل مادى معقول، ويسهم هذا الحل فى القضاء على ما يسمى بقوادى الكهرباء الذين يكبدون الافارقة فى الريف مبالغ باهظة نظير من شحن هواتفهم.
14. تم عرض نموذج مماثل للأعمال التجارية الصغيرة لسكان القرى الريفية فى إثيوبيا وتنزانيا وملاوى وأوغندا وجنوب أفريقيا عن طريق الابتكار بحيث تم استخدام خلايا الطاقة الشمسية فى شحن الهواتف، مما يساعد على تحسين حياة الناس فى الدول النامية الأفريقية، واستفادت السيدات على وجه الخصوص بالعمل فى هذه المهنة السهلة التى تمكنهم من الحصول على لقمة العيش بدون مخاطر.
رابعاً: استجابة أفضل فى حالات الطوارئ
15. شهدت كينيا انفجاراً فى خط الغاز فى سبتمبر 2011 تسبب فى إرسال أكثر من 100 شخص إلى مستشفى كينياتا الوطنى مصابين بحروق فقامت إسرائيل بتقديم 360 كيلو جرام من المساعدات بما فى ذلك معدات التضميد والأدوية وقد تم تنسيق حزمة المساعدات من خلال السفير الإسرائيلى فى كينيا ووكالة مشاف.
16. طورت إسرائيل تطبيق متطور للأجهزة المحمولة من أجل الاستجابة للطوارئ وأشرف على تصميمه مؤسسة نيوفورس فى 2013 وتسلمت نيجيريا نسخة منه لتنسيق جهود الشرطة ورجال الإطفاء مع وكالات السلامة العامة الأخرى.
17. ذهب فريق «إسرائيل أيد» إلى جنوب السودان فى عام 2012 لتدشين برنامج تدريب للأخصائى الاجتماعى المتخصص فى ضحايا العنف الجنسى بالتعاون مع منظمات صهيونية غير حكومية منها منظمة فريست الاسرائيلية وبلاسينج إسرائيل، وشارك فى المشروع مستشارى منظمة ثقة الاطفال ضحايا الصراعات وهى المنظمة التى توفر منزل آمن لأكثر من 400 طفل تعرضوا لاستغلال جنسى او فتيات عرضة لمخاطر فى الأحياء الفقيرة فى جوبا عاصمة جنوب السودان.
خامساً: توفير تعليم أفضل
18. طلبت وزارة التربية والتعليم فى كينيا مساعدة مشاف فى تعزيز وتنفيذ برنامج التعليم من أجل التنمية المستدامة وتولى معهد التعليم من أجل التنمية المستدامة فى أكاديمية دافيد يلين للتعليم فى القدس أعداد المناهج الدراسية بالإضافة إلى عقد جلسات تدريب للمعلمين فى كينيا وفى دولة الاحتلال أيضاً.
وتم إطلاق أول مشروع فى أغسطس 2013 فى المدرسة الثانوية المختلطة «جويل اومينو»، حيث يتعلم الأطفال التكنولوجيا والفيزياء من خلال تطبيقات تنقية المياه والعلوم من خلال تطبيقات الزراعة العضوية والاقتصاد وريادة الأعمال من خلال إنشاء مخبز عضوى، وتم تدريس التاريخ والمجتمع القبلى من خلال بناء المنازل بالطرق القبلية التقليدية.
19. بدأ أمير يتشيلى وهو مدرس علوم بالقدس شركة صغيرة باسم يوفال مايام، لبناء نظم تجميع مياه الأمطار فوق أسطح المنازل والمدارس لحفظها وإعادة استخدامها، وفى 2013 سافر إلى كينيا للمساعدة فى بناء نظام مماثل لنحو 600 من منازل القرويين التى تفتقر الى المياه الجارية، وقدم الصندوق القومى اليهودى له التمويل لتطوير نظام تجميع مياه الأمطار لصالح جامعة كمبالا فى أوغندا، حيث يتوقع أن يخفض فواتير المياه التى تبلغ 15 ألف دولار شهرياً إلى النصف.
سادساً: استخدام أفضل الطاقة والصرف الصحى والمياه
20. وفرت انيرجيا العالمية لإسرائيل لشركة جيجاوات جلوبال كوبيراتيف 23 مليون دولار قروض تمويل بالإضافة إلى منح بحوالى 710 آلاف دولار لإنشاء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 8.5 ميجاوات فى رواندا، والتى تعد أول محطة للطاقة الشمسية فى فى شرق أفريقيا حيث توفر 8% من احتياجات البلاد من الطاقة.
21. نالت مؤسسة بولى كلين تيك الإسرائيلية إشادة كبير فى القمة العالمية للمراحيض فى جنوب أفريقيا فى عام 2012 لأنها انتجت مرحاضاً لا يحتاج إلى الماء ولا يترك أى مخلفات فبحسب تقارير المنظمة العالمية للمراحيض فإن واحدة من كل ثلاث أسر فى جنوب أفريقيا تفتقر إلى وجود مرافق صحية مناسبة و40% من الأسر على مستوى العالم تواجه نفس المشكلة.
22. استطاعت الدبلوماسية الإسرائيلية السابقة أورنيت افيدار ابتكار حلول ناعمة لترشيد استهلاك المياه فى إسرائيل بطريقة لامركزية بسيطة وقد قامت بتطبيقها فى أنحاء كثيرة فى أفريقيا من خلال شركتها لخدمات المياه حيث نقلت التكنولوجيا الإسرائيلية المستحدثة إلى الأفارقة.
كما قامت الشركات الشريكة الإسرائيلية مثل صن ووتر بنقل تكنولوجيا تنقية المياه فى المواقع الخارجية باستخدام التكثيف القائم على الأشعة الشمسية.