تكثّف إيران عمليات البحث عن الاستثمارات الخارجية فى قطاع البنية التحتية للطاقة بعد المحادثات مع شركة «سيمنز» الألمانية و«رولز رويس»، البريطانية التى تشير إلى الانفتاح التدريجى لاقتصاد البلاد بعد رفع العقوبات الدولية.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن حميد جيت جيان، وزير الطاقة الإيرانى التقى ممثلى الشركتين فى لندن، الأسبوع الماضي؛ لمناقشة التعاون فى مجال تكنولوجيا توليد الطاقة.
وأضافت الصحيفة، أن المحادثات ارتكزت على ما يسمى «مولدات الطاقة اللامركزية» التى يمكن أن توفر إمدادات محلية من الكهرباء من محطات الطاقة الكبيرة.
وأوضح جيت جيان للصحيفة، أن الشركتين كانتا مهتمتين بالاستثمار فى طهران، ولكن لم يتم التوقيع بعد على أى صفقات، ولكنه يأمل فى التوصل إلى نتائج فى القريب العاجل.
وأعلنت «رولز رويس»، أن محادثات الأسبوع الماضى مع وزير الطاقة الإيرانى تضمنت إمكانية استخدام محركات المكابس من قبل أنظمة الطاقة، حيث طلب الوزير اجتماعاً مع الشركة لمناقشة تجديد البنية التحتية للطاقة فى إيران.
وكشفت «سيمنز» عن قرب الانتهاء من محادثات مع الحكومة المحلية وشركاء إيرانيين فى مجال البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا.
وأوضحت الصحيفة، أن رفع العقوبات الدولية المتعلقة بالأنشطة النووية الإيرانية فى يناير الماضى أزال العديد من الحواجز أمام الاستثمار الأجنبى فى البلاد فى وقت يعد فيه قطاع الطاقة أحد الجوانب التى تحظى باهتمام كبير.
وأضافت أن الصفقات مع شركات البترول والغاز الغربية لم تتحقق بالكامل، ولكن شركات البنية التحتية للطاقة كانت الأسرع فى التحرك.
وكانت شركة الطاقة التركية «يونيت إنترناشيونال» قد وقعت الشهر الماضى اتفاقاً بلغت قيمته 4.2 مليار دولار مع وزارة الطاقة فى إيران لبناء سبع محطات لتوليد الكهرباء بالغاز.
وقال جيت جيان، إنه يتوقع المزيد من الصفقات فى المستقبل، مضيفاً أن الوزراة تلقت عدة مقترحات للاستثمار داخل البلاد تمثل بعضها فى بناء محطات توليد الكهرباء، والبعض الآخر لتصنيع معدات مصانع الطاقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الشركات والبنوك لا تزال قلقة من إيران رغم رفع العقوبات الدولية.
واعترف جيت جيان، بأن بعض المشكلات ما زالت موجودة بسبب بطء البنوك فى استئناف العلاقات مع إيران، لكنه أفاد بأن الاتجاه العام إيجابي.
ونوّهت الصحيفة بأن إيران بحاجة إلى الاستثمار لتحديث وتوسيع شبكة الكهرباء لضمان وجود ما يكفى من الكهرباء لدعم النمو الاقتصادى فى البلاد.
وقال ديجلا خاتنوجلو، خبير فى سوق الطاقة الإيرانى، إن طهران تحتاج إلى 15 مليار دولار للاستثمار فى توليد طاقة إنتاجية جديدة خلال السنوات الخمس المقبلة، بالإضافة إلى 5 مليارات دولار فى شبكة النقل.
وأضاف أن إيران تحتاج بشدة للاستثمار الأجنبى المباشر؛ لأن البلد ليس لديه خيار سوى تعزيز قدرته على توليد الطاقة بسرعة.
وأكدّ أن صادرات الكهرباء الإيرانية قد تراجعت خلال العامين الماضيين؛ بسبب الزيادة السريعة فى الطلب المحلي، وتواجه الصيف الجارى انقطاع التيار الكهربائي.