زيادة الطلب بسبب التسمين يدعم استمرار الزيادة حتى عيد الأضحى
واصلت أسعار النخالة ارتفاعاتها غير المبررة لتقفز بقيمة تجاوز 300 جنيه للطن خلال شهر واحد، ووصل متوسط سعر الطن الى مستوى 2750 جنيها ويرتفع لدى بعض الشركات إلى ثلاث آلاف جنيه، مع التوقعات باستمرار الصعود حتى عيد الاضحى فى سبتمبر وظهور الأعلاف الخضراء.
وأرجعت الشركات الزيادة فى الاسعار إلى زيادة الطلب خلال هذه الفترة والتى تمثل موسم الطلب على النخالة، ما جاء متزامناً مع قلة المعروض بسبب وقف استيراد النخالة لارتفاع سعر الدولار فى السوق السوداء وأيضاً ارتفاع اسعار الذرة الصفراء والفول الصويا المستورد والتركيز على الردة، بالاضافة الى المشاكل السياسية فى غالبية الدول المصدرة، ما يسرع وتيرة الارتفاعات، خاصة مع اتجاه المربين واصحاب المزارع الى التسمين استعدادً للعيد.
وقال على عبد الهادى مدير ادارة التسويق بشركة «مطاحن جنوب القاهرة والجيزة»، إن الشركة تسعى خلال الربع الحالى لتغطية كامل تكاليف العام المالى 2016-2017 باعتباره موسم زيادة الطلب، وذلك عبر رفع سعر بيع النخالة إلى 2750 جنيها للطن مقارنة بـ 2450 جنيها يونيو الماضى، مبينا ان العام المالى السابق تكبدت الشركة خسائر بقرابة 13 مليون جنيه لانخفاص اسعار الردة ووصولها الى 1300 جنيه للطن بفصل الشتاء.
واشار عبد الهادى إلى انخفاض كمية الدقيق المطحون من قبل الشركات بعد تطبيق منظومة الخبز الجديدة وصرف فروق الخبز، ما ادى بالتبعية الى تراجع الكميات المنتجة من النخالة، بالاضافة الى اتجاه المستوردين الى السوق المحلى بعد وصول الدولار الى 11.50 جنيه، حيث يتم الاستيراد من اليمن وسوريا واوكرانيا.
وتوقع مدير ادارة التسويق بشركة مطاحن جنوب القاهرة والجيزة، ان تعاود الاسعار الهبوط مرة اخرى مع بداية الموسم الشتوى وظهور محصول البرسيم، لتعود الى الاسعار المتعارف عليها من قبل دون 2000 جنيه للطن.
ويرى سمير السيد مدير علاقات المستثمرين بشركة «مطاحن شرق الدلتا» ان مصائب قوم عند قوم فوائد، فارتفاع اسعار القمح والدولار تسبب فى اتجاه المطاحن الخاصة الى رفع سعر النخالة خاصة مع زيادة الطلب عليها، لتستفيد شركات الطحن العام هى الأخرى، إلا أن الأسعار لديها تظل هى الأقل، مشيرا الى ان اسعار النخالة الحالية بالشركة 2600 جنيه للطن مقابل 2300 جنيه للطن الشهر السابق، فى حين تقوم المطاحن الخاصة ببيعها بقرابة 2800 جنيه بمحافظة الشرقية.
واشار سمير إلى أن الارتفاعات المتكررة فى اسعار الردة، تأتى نتيجة دخول 15% منها بالاعلاف مع الدرة الصفراء و الفول الصويا، اللذين ارتفعت اسعارهما الفترة الماضية بصورة كبيرة.
وقال ربيع قليعى رئيس مجلس إدارة شركة «مطاحن مصر العليا»، إن شركته تأتى ضمن أقل الشركات فى سعر بيع النخالة على مستوى الجمهورية، حيث تقوم الشركة بالبيع عند 2500 جنيه للطن بزيادة 400 جنيه عن الشهر الأسبق، مشيرا إلى أن اتجاه الشركة الى الزيادة يتزامن مع ارتفاع مصاريف العام المالى الجديد حيث زادت نسبه الاجور 20%، بالاضافة الى زيادة اسعار الكهرباء والمياه وقطع الغيار.
واوضح قليعى ان الاسعار بوجه بحرى ترتفع بشكل اكبر عن الاسعار فى محافظات الدلتا، حيث ان القواعد التى تلتزم بها الشركة تجعلها فى منأى عن تجار التجزئة، ما يجعلهم يلجأون الى شركات المطاحن بالقاهرة ومن ثم زيادة الاسعار بشكل أكبر فيها.
وقال محمد عبده تاجر جملة بمحافظة المنوفية، أن الاسعار فى وسط الدلتا تتراوح بين 2700 – 2800 جنيه نظرا لكثرة اعداد المزارعين والمربين، لافتا الى تفاوت الاسعار بين شركات القطاع العام والمطاحن الخاصة، الا ان كثرة الطلب تخلق وقتا اطول من الحجوزات.
ولفت الى ان تجار التجزئة يقومون أيضاً برفع الاسعار فى حدود 300 جنيه للطن، لتصبح جملة الزيادة على المستهلك النهائى فى حدود 600 جنيه، ما أدى الى تفاقهم الازمة، لافتا الى ان الاسعار ارتفعت بقيمة 1000 جنيه للطن خلال ثلاثة أشهر فقط.
ومن الجدير بالذكر، ان ارتفاع اعداد المواشى واتجاه الشركات الكبرى الى زيادة الكميات المنتجة من الالبان ادى الى زيادة الطلب بالسوق، حيث اعلنت شركة جهينة مؤخرا عن استهدافها زيادة حجم مزرعتها بحوالى 2500 بقرة ام حلابة.