قال وزير الخارجية البرازيلى خوسيه سيرا، إن بلاده سوف تدفع محادثات التجارة المباشرة مع المملكة المتحدة تحت رعاية «ميركوسور» التكتل التجارى فى أمريكا الجنوبية فور شروع بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطانى الجديد فى العمل.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن البرازيل التى لم تتخذ أى موقف بشأن خروج بريطانيا من الكتلة الأوروبية تحرص على استكمال محادثات التجارة الحرة القائمة بين «ميركوسور» والاتحاد الأوروبى إضافة إلى القيام بمفاوضات مماثلة مع بريطانيا التى صوتت بمغادرة الاتحاد الأوروبى الشهر الماضى.
وتتطلب قواعد «ميركوسور» من البرازيل وأعضاء آخرين فى الكتلة مثل الأرجنتين وأوروجواى وفنزويلا وباراجواى إجراء محادثات عند المشاركة بأى صفقات تجارية مع الكيانات الخارجية.
وقال سيرا، فى مقابلة مع الصحيفة إن بلاده تعتزم فتح مفاوضات على الفور بين «ميركوسور» والمملكة المتحدة التى لديها اقتصاد أكثر انفتاحاً وله موقف مهم جداً فيما يتعلق بالاستثمار فى البرازيل.
وأضاف بمجرد أن يشرع الوزير البريطانى الجديد للشؤون الخارجية فى عمله سأقوم بالتواصل معه لتعزيز المبادرات القائمة واستكشاف كيفية المضى قدماً تحت رعاية «ميركوسور».
وتأتى هذه المبادرة فى ظل الحكومة الوسطية الجديدة فى البرازيل بأوامر الرئيس المؤقت ميشال تامر أدى، الذى يسعى لإطلاق مرحلة جديدة من المفاوضات التجارية.
وجاءت تصريحات سيرا، فى وقت تسارع فيه الحكومة البريطانية الجديدة التى تقودها تيريزا ماي، لإعداد صفقات تجارية مع دول مثل أستراليا بحيث يمكن التوقيع عليها فور مغادرة البلاد الاتحاد الأوروبى رسميا.
وتوقع سيرا، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى سيكون ليس له تأثير كبير على العلاقات بين «ميركوسور» والاتحاد الأوروبى وبريطانيا والذى يمكن أن يعزز المزيد من القوى الحمائية فى أوروبا.
وتدرس البرازيل وشركاؤها فى «ميركوسور» ما يجب فعله حيال فنزويلا خامس عضو فى أحدث تكتل تجارى قائم منذ 25 عاما.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يزداد فيه الوضع الاقتصادى والسياسى فى فنزويلا صعوبة حيث إن البلاد على شفا كارثة وسط النقص الكبير فى الغذاء والأزمة القائمة بين حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، والمعارضة.
وأكد سيرا، أن التعاون بين الاتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة والبرازيل من شأنه أن يدفع مزيدا من العلاقات التجارية مع دول مثل إيران والصين وكوريا الجنوبية.
وارتفعت الصادرات البرازيلية من السلع الزراعية لهذه البلدان الثلاثة بنسبة تتراوح بين 21% و30% فى النصف الأول من العام الجارى مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وتجرى البرازيل أيضا محادثات مع الهند وكندا واليابان وغيرها من الدول للقيام ببعض الصفقات المتعلقة بالتجارة فى الوقت الراهن.