نحن على أبواب الخطر ويجب أن نعترف بذلك فأزمة سعر الصرف وما خلفته من مصاعب اقتصادية تتفاقم وتعكس حجم الخطر الذى يحدق بنا.. وما الحل إذاً؟.. ألا يوجد حلول لهذه الأزمة؟ أين الحكومة وسياساتها؟ أين البنك المركزى وأفكاره؟ أين خبراء الاقتصاد.. أين القيادة السياسية من كل ذلك؟ أزمة دولار وموجات غلاء يكتوى بنارها الغلابة.. حتى ضريبة القيمة المضافة سيدفعها الغلابة.. أى مخرج للأزمات تبحث عنه الحكومات فى جيوب الغلابة.. لماذا لا نعترف بأخطائنا ونراجع أولوياتنا لماذا لا نتحاور مع أهل العلم والكفاءة ولا نتبنى أفكار أهل الثقة فقط.. أين أبناء هذا الوطن المخلصين ولماذا يضنوا عليه بعلمهم وبأفكارهم لماذا انسحبوا من مقدمة المشهد وهل يجوز الانسحاب فى وقت يحتاج إليه الوطن لكل علم وفكر ونصيحة خالصة.. نعم هناك من يسعى لاقصاء المخلصين ليتصدر هو المشهد هل نتركه ينحرف بالبلاد لمسارات الخطر.. ماذا ينتظر أبناء مصر من المخلصين علماء ومفكرين وسياسيين ليطرحوا رؤيتهم للمشهد الراهن ويقولوا قول الحق لوجه الله والوطن يطرحون حلولاً لأزماته واستشرافاً لمستقبله.. لماذا لا يخرج تيار تنويرى من علماء ومفكرين مخلصين لهذا الوطن لا يبحثون عن شهرة ولا ينتظرون مجداً أو منصباً يطرحون برنامجاً أو استراتيجية عمل لهذا الوطن فى مختلف المجالات.. يقدمونها للرئيس وللبرلمان ويعلنوها للرأى العام أو يقودون حواراً وطنياً مع القيادة السياسية والتى ينبغى ان تسمع لهؤلاء وتجندهم فى صفوف من يدافع عن هذا الوطن.. فليس من يدافع عن الوطن هو من يمسك ببندقية ويرابط على الحدود فقط.. هناك أيضاً جنود فى مختلف المجالات يريدون أن ينالوا شرف الدفاع عن هذا الوطن بالنهوض به وبرفعته بين الأمم لنعترف بأننا فى ظروف أشبه بظروف دولة تحارب أو على وشك الدخول فى حرب.. تحتاج إلى تهيئة وتأمين الجبهة الداخلية ضد أى أزمات حتى تواجه العدو دون أى خطر من الداخل وهذا يحتاج لتكاتف كل فئات المجتمع.. وتاريخنا يحوى الكثير من هذه المواقف لعل آخرها ما حدث فى الإعداد لحرب أكتوبر 73.. فمثل هذه الظروف تحتاج لقيادات شجاعة مبدعة ولأفكار جديدة ولمجتمع يريد ان يحافظ على نفسه بنفسه.. وكيف يتحقق ذلك قد يكون الأمر فى يد الرئيس السيسى بأن يقود تغييراً فى السياسات وفى الأشخاص التى تدير وتنفذ وان يقوم الرئيس بمراجعة الأولويات وان يقتحم المشكلات الاقتصادية مثلما اقتحم أزمة الطاقة فى مصر ونجح فى حلها بصورة كبيرة ومذهلة.. فما الخطأ أو الخطر الذى يجعل الرئيس يؤجل بعض المشروعات أو يراجع بعض السياسات التى تطبق ويعيد النظر فيها، خاصة بعدما اثبت التنفيذ عدم جدواها.. ولماذا يتحمل هو أخطاء من يعملون معه ولماذا يرضى الرئيس بأن يظل الغلابة من أبناء هذا الشعب هم فقط من يدفعون ثمن كل اخطاء الحكومات وسياستها الفاشلة.. هل بعد ثورتين سيظل الفقراء فى هذا الوطن ينتظرون مسكناً على قائمة الانتظار وهل ستظل جيوبهم خاوية وطعامهم بالبطاقة وصحتهم معلولة هؤلاء الفقراء الذين مجدوا عبدالناصر وخلدوه حتى الآن فى قلوبهم لأنه كان مشغولاً بهم ويخطط من أجلهم.. احبوا عبدالناصر لأنه كان صاحب مشروع حقيقى للعدالة الاجتماعية لذلك وقفوا بجانبه فى انكساراته لاقتناعهم بإخلاصه وصدق نواياه فكيف يقبل هؤلاء الغلابة بعاصمة إدارية جديدة وهم لا يجدون مسكناً ياويهم أو طعاماً يكفيهم وكيف يقبلون ضريبة جديدة ونار الأسعار تكويهم هؤلاء الغلابة هم الشعب هم جيش مصر الذى يحارب ويدافع عنها.. هؤلاء الغلابة هم من يضحوا بأبنائهم فى سيناء كل يوم من أجل حماية هذا الوطن وهم أيضاً من يخرجون فى الشوارع إذا ما ضاق بهم الحال.
[email protected]