شركات: الحكومة لم تحدد جدولاً زمنياً لوقف استخدام الفحم قبل الحصول على الرخصة الدائمة
الوزارة تمنح الرخصة الدائمة لـ15 شركة أسمنت
فاجأت وزارة البيئة، مصانع الاسمنت الحاصلة على رخصة استخدام الفحم كبديل للطاقة، باعتزام الحكومة التوقف عن استخدام الفحم كوقود بديل نهائياً بحلول عام 2040، ما أثار غضب الشركات.
وقالت شركات أسمنت إن الوزارة لم تخطر الشركات بموقف الحكومة التوقف عن استخدام الفحم قبل الحصول على الرخص الدائمة، ولم تحدد جدولا زمنيا لاستخدام الفحم، قبل اتخاذ الشركات قراراً بتحويل خطوط الانتاج بمصانعهم للفحم.
وأوضحت المصادر أن شركات الأسمنت أنفقت استثمارات كبيرة للتحويل للفحم لعلمها أن الرخصة دائمة، وأن تكلفة تحويل المصنع الواحد بلغت 200 مليون دولار.
وقال مصدر بوزارة البيئة، إن المعايير وضوابط استخدام الفحم التى حددتها وزارة البيئة لم تتضمن وضع جدول زمنى لانهاء استخدام الفحم ضمن عملية مزيج الطاقة.
وأضاف أن الوزارة بدأت التواصل مع شركات الأسمنت، لمساعدتهم على وضع دراسات وخطط تهدف استخدام وقود مساعد للفحم وبشكل تدريجى مثل المخلفات بأنواعها «زراعية وحيوانية» حتى تتمكن من التوقف عن استخدام الفحم وفقاً لاستراتيجية الحكومة.
وذكر أن هناك العديد من الشركات بدأت فى استخدام المخلفات بنسب تصل إلى 12 و17%، وأن الوزارة تستهدف وصول النسبة الى 44% خلال السنوات القليلة القادمة.
وكشف أن الوزارة منحت التراخيص الدائمة لاستخدام الفحم لـ15 مصنعاً أسمنت، منهم، شركات وادى النيل، وأسمنت أسيوط، والشركة العربية للأسمنت، وأسمنت بنى سويف، السويدى للأسمنت، السويس للأسمنت، وأسمنت القطامية، ولافارج، والعامرية، والقومية للأسمنت.
وقال إنه جار توفيق أوضاع 4 مصانع أسمنت لمنحهم الرخصة الدائمة خلال الفترة القليلة المقبلة.
وأكد المصدر أن الدولة عازمة على إنهاء استخدام الفحم الأحفورى فى مزيج الطاقة مطلع 2040، وجار إعداد الدراسات الازمة لذلك، وإخطار المصانع بها.
وقال الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، إن الوزارة شكلت لجنة متابعة ومراقبة ورصد الانبعاثات الناتجة من طحن الفحم داخل مصانع الاسمنت لاستخدامه كوقود بديل من خلال تكنولوجيا دقيقة.
يأتى ذلك فيما قال حسين منسى، العضو المنتدب لشركة لافارج، إن الشركة حصلت على تراخيص استخدام الفحم كوقود بديل، وضخت نحو 40 مليون يورو، للتحويل لاستخدام الفحم، دون علمها بموقف الدولة الخاص بوقف استخدام الفحم عام 2040.
وأضاف منسى أن مصنعه يستهدف الاعتماد على المخلفات كوقود مساعد بجانب الفحم فى عملية مزيج الطاقة بنسبة 17% من إجمالى الطاقة المستخدمة للمصنع خلال 2017، مقارنة بـ13% حالياً.
واتفق معه رئيس إحدى الشركات الحاصلة على الرخصة الدائمة، رفض ذكر اسمه، وقال إن اتجاه الدولة لوقف استخدام الفحم 2040 مرفوض، لعدم إخطار الشركات به قبل التعاقد.
أشار إلى أن الفحم أصبح الوقود الرئيسى فى صناعة الأسمنت، ويتم استخدم «المخلفات» كوقود مساعد لتعويض الزيادة فى ثانى أكسيد الكربون الناتج عن حرق الفحم، وأن الشركات تلتزم بالمعايير التى وضعتها وزارة البيئة التى ألزمت الشركات بتقديم ما يفيد بتقليل تلك الآثار المنبعثة.
واضاف أن الشركة تستخدم المخلفات كوقود مساعد للفحم بنسبة تتراوح من 6 الى 10%، وتستهدف للوصول إلى 30% خلال ثلاثة أعوام مقبلة.
وذكر أن الدولة تعاقدت على بناء محطات كهرباء تعمل بالفحم، وليس من المنطق أن تتحمل الشركات تكلفة تحويل الآلات للعمل بالفحم بدلا من الغاز أو المازوت ثم تقول الوزارة أنه سيتم إلغاء العمل به.
وقال إن شركته حولّت خطى إنتاج للعمل بالفحم خلال 10 أشهر بتكلفة 160 مليون جنيه.