أعرب بعض المسئولين التنفيذيين فى صناعة السيارات عن مخاوفهم من أن المملكة المتحدة سوف تكافح لأجل الاحتفاظ بسهولة الوصول إلى سوق الاتحاد الأوروبى الموحدة بعد تصويتها لصالح الخروج.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن الخطر أمام مصانع السيارات البريطانية يكمن فى أنها أصبحت غير قادرة على المنافسة مما يؤدى إلى فقدان العمل على النماذج المتجددة وفى الوقت المناسب من الممكن إغلاقها.
وأعرب أحد المديرين الكبار فى مصنع للسيارات فى المملكة المتحدة رفض الكشف عن هويته عن قلقه إيذاء الجولة القادمة من الاستثمار فى ظل غياب المنافسة ومساعدة الحكومة البريطانية.
وأوضحت الصحيفة أن صناعة السيارات فى المملكة المتحدة توظف حوالى 800 ألف شخص تمتعوا بنهضة غير عادية فى العقدين الماضيين بعد استثمارات كبيرة قام بها صانعو السيارات فى الخارج.
وأضافت أن جزءا كبيرا من هذا الاستثمار استند على عضوية بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى فى إطار ترتيبات السوق الموحد التى سمحت لشركات صناعة السيارات فى الخارج إيفاد سياراتهم المصنعة فى المملكة المتحدة إلى مقرات البيع فى القارة العجوز دون تكبد الرسوم الجمركية.
وتواجه تيريزا ماي، التى ستشغل منصب رئيس الوزراء مهمة صعبة فى محاولة لتحقيق أقصى قدر من وصول المملكة المتحدة إلى سوق موحد فى المفاوضات المقبلة مع الاتحاد الأوروبى فى حين تسعى أيضا للسيطرة على الهجرة عن طريق الحد من حرية تنقل الأشخاص.
وكشف تقرير جديد صادر عن شركة «بى إيه» للاستشارات أن صناعة السيارات فى المملكة المتحدة سوف تواجه تحديين رئيسيين فى الخارج مع مصانعها البريطانية بعد خروجها من الاتحاد الاوروبية.
ويتمثل التحدى الاول فى حدوث فترة من حالة عدم اليقين خلال المحادثات بين المملكة المتحدة والاتحاد الاوروبى بشأن الخروج وقد لا تبدأ المفاوضات الرسمية قبل عام 2017 ويمكن أن تستمر على مدار عامين، الأمر الذى قد يدفع شركات صناعة السيارات إلى نقل العمليات فى أماكن أخرى من العالم.
ويكمن التحدى الثانى فى أنه حال وصول المملكة المتحدة إلى سوق الاتحاد الأوروبى الموحدة بعد الخروج فإنه لن يكون ملائما لشركات صناعة السيارات والمصانع البريطانية ستكون غير قادرة على المنافسة.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المحللين لم يعربوا عن قلقهم إيذاء مستقبل صناعة السيارات البريطانية فقد توقع ستيفن بوث، مدير مؤسسة بحثية فى أوروبا أن يكون هناك اتفاق تجارة حرة من الرسوم الجمركية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى بعد تصويت الخروج.
وكشف التقرير أن المصانع البريطانية المملوكة لشركات صناعة السيارات فى الخارج وبالأخص تلك التى تديرها الشركات اليابانية مثل «هوندا» و«تويوتا» و«نيسان» هى الأكثر عرضة لخطر الإغلاق فى نهاية المطاف إذا أصبحت المصانع غير مربحة بعد قرار الخروج.
ونقلت الصحيفة عن شخص مقرب لشركة «تويوتا» أنه من غير المرجح أن تقوم الشركة بأى استثمارات جديدة فى المملكة المتحدة حتى يكون هناك وضوح بشأن التعريفات الجمركية مع الاتحاد الأوروبي.
وقال مسؤولون فى «تويوتا» إنه من السابق لأوانه مناقشة إمكانية نقل الإنتاج خارج المملكة المتحدة ونعيش على أمل توصل بريطانيا الى تسوية مع الاتحاد الأوروبى فى المستقبل.