4 شركات تستورد الأجهزة ومطالب لـ«الداخلية» بوقف التعامل مع مصانع كوريا الجنوبية
التلاعب فى العدادات بورش الساحل والتوفيقية وباب الشعرية والمطرية والزاوية
رفض السائق التعامل مع الراكب بالعداد أو اكتشاف أن «البنديرة» مغالى فيها، من أكثر الأسباب التى دفعت الركاب مؤخرا إلى تجنب التعامل مع التاكسى الأبيض، الأمر الذى صب فى مصلحة الشركات التى تقدم خدمات تأجير السيارات عبر الهواتف الذكية مثل «أوبر» و«كريم» و«أوسطى» التى تقدم الخدمة بتعريفة مخفضة، وبالبحث عن أسباب عدم تشغيل الكثير من سيارات الأجرة للعداد اكتشفنا أن هناك من يفضل الاتفاق على أجرة المشوار، فى حين يلجأ سائقون آخرون لما يسمى بـ«العدادات المضروبة».
وتستورد 4 شركات محلية العدادات منها واحدة تستورد العدادات المغلقة، التى يصعب التلاعب فيها، فى حين تقوم الشركات الثلاث الأخرى باستيراد المغلقة والمفتوحة التى يطلق عليها «المضروبة» من مصانع بكوريا الجنوبية، ويستطيع السائق التلاعب فى خمسة أشياء بالعداد، وهى الوقت وعدد الكيلومترات التى يحسب على أساسها الأجرة، وسعر دقيقة الانتظار أو التوقف.
قال اللواء محمد جمال الدين، صاحب شركة «جاو» للاستيراد والتصدير ـ وإحدى الشركات المستوردة للعدادات، إن زيادة إنتشار العدادات المفتوحة فى السوق المحلى أدى إلى عدم الثقة فى التاكسى الأبيض، ونجاح انتشار شركتى «أوبر» و«كريم».
وأضاف أنه قدم عدة خطابات رسمية منذ عام 2011 لوزارة الداخلية للمطالبة بوقف استيراد عدادات التاكسى الأبيض المفتوحة، والتى تسمح بالتلاعب والغش فى تعريفة العداد.
وأكد أن تلك العدادات يمكن التلاعب بها ذاتيا من خلال الموزعين وميكانيكى السيارات، منوها إلى أنه لا يوجد دولة فى العالم تسمح بالتلاعب فى تعريفة التاكسى.
وأشار إلى أن أسباب حصول مصر على صفر فى نتيجة استضافة كأس العالم 2010، صفر التاكسى المحلى، مؤكداً أنه لا توجد رقابة مطلقاً على عداد التاكسى.
وطالب بوقف استيراد هذه العدادات من كوريا وإلغاء السجل التجارى والبطاقة التجارية لجميع المستوردين الذين يعملون بها، مشيراً إلى أن العدادات المفتوحة مخالفة للقانون.
وكشف أن سيارات الأجرة فى محافظة كفر الشيخ خفضت فى سعر التعريفة رغم ارتفاع سعر البنزين.
وأضاف أنه لا يوجد تعريفة موحدة بين كل محافظات الجمهورية لسيارات الأجرة، منوها إلى أن هناك ما يقرب من 150 ألف تاكسى فى القاهرة الكبرى، و300 ألف على مستوى جميع المحافظات.
وأشار إلى أن حال قيام كل تاكسى بمتوسط من 10 إلى 15 رحلة يومية، يعنى تعرض ما يقرب من 6 ملايين راكب لعملية نصب فى تقدير الأجرة.
ولفت إلى توافر 3 خدمات رئيسية فى تاكسى الأجرة، وهى الأمن والنظافة والالتزام بالتعريفة المحددة من الدولة، وفى حال تحقق هذه الخدمات سوف تنسحب أوبر وكريم من السوق المحلى أو ستجد منافسة قوية على الأقل.
وأكد أن مبيعات العدادات وشراء سيارات التاكسى تراجعت بنسبة تتخطى %90 خلال عامى 2015 و2016، والسبب نجاح شركتى أوبر وكريم فى توفير هذه الخدمات، متوقعا أن تستمر هذه الشركات فى النجاح فى حالة عدم إيقاف عداد التاكسى المفتوح.
وأوضح أن الدولة مسئولة عن إستيراد هذه العدادات من كوريا الجنوبية والصين، ويعمل بالسوق المحلى 4 شركات منها «جاو»، و3 أخرى من بينها علامة تجارية شهيرة.
وأشار إلى أن العداد يدخل السوق المحلى مفتوحا أو مغلقا حسب رغبة المستورد، ويحدد للمصانع فى كوريا الجنوبية الرغبة والمواصفات المطلوبة.
وقال محمد على، صاحب مركز صيانة عدادات التاكسى وقطع غيار السيارات، إن أسعار العدادات شهدت ارتفاعا بنسبة %30 بسبب الارتفاع المستمر فى سعر الدولار، حيث تراوح سعر العداد المغلق ما بين 700 و950 جنيهاً، والمفتوح ما بين 1000 و1200 جنيه.
وأكد تراجع المبيعات بشكل عام بنسبة تصل إلى %50 مع انتشار ظاهرة سيارات أوبر وكريم خلال العامين الماضيين.
وطالب الدولة بفرض رقابة شاملة على العدادات المستوردة لمنع دخول العدادات المضروبة.
ألمح إلى أن هناك العديد من المتخصصين فى «ضرب» العدادات المفتوحة والتلاعب بها حسب رغبة السائق فى مناطق الساحل والتوفيقية وباب الشعرية والمطرية والزاوية، لافتاً إلى أن السائقين المحترفين يمكنهم تنفيذ هذه العملية دون اللجوء إلى مركز صيانة أو ميكانيكى نتيجة الخبرة المكتسبة فى هذا المجال.
ومن جانبه، شدد محمد ممدوح، مدير التشغيل بشركة «وصلنى» المتخصصة فى نقل الراكب بالتاكسى الأبيض، على أهمية إحلال وتجديد كل العدادات الذكية المضروبة الموجودة فى السوق المحلى واستبدالها بعداد مغلق لا يمكن التلاعب به.
وأشار إلى أن شركته توفر عملية نقل الراكب عبر تطبيق يعمل على الهواتف الذكية للتاكسى الأبيض، حيث يحاسب العميل وفقا للتسعيرة المقررة من الدولة وإظهار إيصال يوضح عدد الكيلو وات ودقائق الانتظار أثناء الرحلة.
ولفت إلى أن زيادة عدد الشركات التى تعمل فى نفس المجال سوف تحد من انتشار العدادات المضروبة، مرجعا السبب الرئيسى فى نجاح انتشار شركات أوبر وكريم الالتزام بالتعريفة الأجرة، رغم أنها غير محددة من الدولة.
وأوضح أن مبيعات العدادات والتاكسى الأبيض تأثرت سلبا بعد انتشار هذه الشركات وتحسين الخدمة التى تقدمها للعميل.
وأوضح أن الهدف الرئيسى من إطلاق «وصلنى» هو تطوير مهارات السائق وتوفير البنزين، والحفاظ على السيارة بحالة جيدة، مضيفاً أن الشركة تسعى تنظيم دورات تدريبية للسائقين فى فن التعامل مع العملاء، حتى تعود الثقة فى التاكسى الأبيض مرة أخرى.
وكشف ممدوح، أن شريحة من سائقى التاكسى الأبيض بدأت تتجه للعمل فى الشركات الخاصة، مرجعاً ذلك إلى تشوية سمعتهم من جانب وسائل الإعلام خلال الأزمة الأخيرة.
وتساءل سائق: لماذا لم ترفع الدولة تعريفة تاكسى الأجرة حتى الآن، بعد الزيادات التى شهدتها جميع المنتجات الغذائية والترفهية والاستهلاكية والبترولية؟
وأوضح أن رفع الأسعار السبب الرئيسى وراء اندفاع السائقين إلى ضرب العداد وزيادة ثمن الرحلة على الراكب، بما يتراوح بين 10 و%30.