يُعد مشروع المتحف المصرى الكبير، الأضخم والأكبر عالمياً من حيث البناء المتحفى الذى يُقام على مساحة 117 فدانا ليضم مبنى المتحف الرئيسى على ثلث المساحة الإجمالية، بالإضافة إلى مبانٍ خدمية وتجارية وترفيهية وقاعات عرض للآثار وحديقة متحفية، الأمر الذى يحوله الى مجموعة متحفية متنوعة قادرة على استقبال نحو 8 ملايين زائر.
ورصدت «البورصة» فى جولتها داخل أروقة المتحف الذى ما زال تحت الإنشاء ويقسم إلى المبنى الأساسى على مساحة 160 ألف متر، وتعد أكبر صالة عرض للآثار فى العالم، و14 معمل ترميم لجميع أنواع الآثار منها الآثار الخشبية والآثار الثقيلة التى يتجاوز وزنها 250 كليو، ومعامل للقطع الأثرية الصغيرة، والدرج العظيم الذى يوضع عليه 100 تمثال ملكى يمثلون العصور المختلفة بالإضافة إلى قاعة مؤتمرات تسع 1000 زائر.
الدكتور طارق توفيق المشرف العام على تنفيذ المشروع
الانتهاء من دراسات الجدوى الخاصة بتقليص فترة التنفيذ والإعلان عن موعد الافتتاح الجزئى خلال شهرين
استقبال أكتر من 38 الف قطعة اثرية من بين 100 ألف قطعة سيتم عرضها بالمتحف.. وترميم 15 ألف أثر
تنفيذ 70% من الاعمال الخرسانية.. وزيادة اسعار الخامات ترفع التكلفة لتتجاوز مليار دولار
متحف التحرير يضم أكثر من 160 الف قطعة أثرية ونقل 50 ألف منها لا يؤثر على العرض المتحفى
تستهدف إدارة المتحف المصرى الكبير الانتهاء من إعادة دراسات جدوى تنفيذ المشروع لضغط الوقت المخصص لعمليات الانشاء على ان يتم الإعلان عن موعد الافتتاح الجزئى للمشروع خلال الشهرين المقبلين، بناء على تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية لوزير الآثار.
وقال الدكتور طارق توفيق المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير فى حواره مع «البورصة»، أثناء جولتها بالمتحف، كان من المقرر افتتاح المتحف جزئيا نهاية 2018، وتم تكليف الوزارة بافتتاحه منتصف العام المقبل، وهو ما تعمل إدارة المتحف على تحقيقه فى الوقت الحالى.
وأشار الى ان تبكير افتتاح المتحف جزئيا يحتاج لخطة عمل مختلفة عن الخطة الحالية ويتطلب زيادة ساعات العمل وعدد العاملين بالمشروع.
ما معدلات الإنشاءات الحالية بالمتحف المصرى الكبير؟
معدلات الانشاءات وصلت الى نسبة جيدة حيث تم الانتهاء من حوالى 70% من الأعمال الخرسانية والسقف للمشروع وهى المرحلة الأصعب، بينما تم الانتهاء من 40% من الأعمال الإنشائية للمرحلة الثالثة والأخيرة.
كما بدأت ايضا أعمال التشطيبات الداخلية داخل بعض أجزاء المتحف، تزامناً مع عملية نقل وترميم الآثار بأنواعها المختلفة، حيث تم الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية، والتى تشمل مركز ترميم الآثار، والذى يضم عددا من المعامل بتكلفة تقدر بنحو 50 مليون دولار، بالإضافة إلى محطة الطاقة الكهربائية بالمتحف.
ما الخطة لتنفيذ تكليفات الرئيس والافتتاح الجزئى منتصف 2017 بدلا من نهاية 2018؟
إدارة المتحف تدرس حاليا إمكانية تكثيف عمليات الإنشاء ووضع خطة عمل جديدة من أجل تحقيق الهدف والافتتاح منتصف العام المقبل، ومن المقرر استغراق تلك الدراسة حوالى شهرين ليتم تحديد موعد دقيق للافتتاح.
السائح الأجنبى لا يعرف العشوائية فى تحديد المواعيد ويحتاج إلى موعد ثابت للافتتاح حتى يتمكن من الحصول على اجازة لحضور الافتتاح وسيتم عمل حملة ترويجية كبيرة بعد تحديد الموعد النهائى للتسويق على المستوى العالمى.
تكثيف العمل بدأ بالفعل ولم ينتظر الدراسات التى تجرى حاليا، حيث تمت زيادة عدد الورديات إلى جانب زيادة عدد العمالة، فضلا عن إعادة توزيع جدول العمل للإسراع والانتهاء فى المدة المحددة، وإذا استدعى الأمر سيتم العمل فى أوقات العطلات الاسبوعية.
ويتراوح عدد العمالة بالموقع حاليا بين 3 إلى 5 آلاف عامل تختلف وفقا للأعمال التى تتم فى كل فترة، وتُجرى اعمال المشروع على مدار 24 ساعة، بحيث تتم الأعمال الداخلية نهاراً نظرا لحرارة الطقس، بينما تتم أعمال الإنشاءات الخارجية فى ساعات الليل.
هل من المتوقع أن تزيد تكلفة إنشاء المتحف بعد ضغط الوقت لإتمامه؟
قيمة عقد الإنشاء كانت مقررة أن تبلغ 800 مليون دولار منذ بدأ انشاء المتحف فى عام 2002، ولكن مع ارتفاع أسعار الخامات زادت القيمة لتصل إلى ما يزيد عن مليار دولار، وتتم الأن الجهود حتى مع ضغط الوقت لترشيد النفقات وليس زيادتها.
وكانت وزارة الآثار قد بدأت مفاوضات مع عدة جهات دولية منها هيئة المعونة اليابانية «الجايكا» للحصول على قرض إضافى بقيمة 482 مليون دولار لاستكمال إنشاء المتحف المصرى الكبير بعد ارتفاع التكلفة الإنشائية له.
يذكر أن هيئة المعونة اليابانية «الجايكا» وفرت نحو400 مليون دولار من إجمالى التكلفة الإنشائية للمتحف الكبير فى صورة قرض ميسر، فيما تتولى الحكومة المصرية توفير 250 مليون دولار، كما دعمت المتحف بـ284 مليون جنيه خلال العام الماضى.
كم عدد القطع الاثرية التى تم نقلها للمتحف حتى الآن؟
بلغ عدد الآثار التى تم نقلها لمركز ترميم وصيانة الآثار نحو 38 ألف آثر من أصل 100 ألف آثر ستُعرض بالمتحف الكبير، منها 50 ألف للعرض الدائم وأخرى للمعارض المتغيرة والدراسة.
وتجاوز عدد القطع المرممة حتى الآن 15 ألف قطعة، تضم 2500 قطعة من مقبرة «الملك توت عنخ آمون»، والتى لم تكن ضمن العرض المتحفى سابقاً، إذ كانت مخزنة فى مخازن المتحف المصرى بالتحرير ومتحف الأقصر وستُعرض لأول مرة بالمتحف الكبير.
وستُعرض مجموعة «توت عنخ آمون» بشكل شيق وجديد يفصح عن تفاصيل كثيرة عن حياة «الملك» الاجتماعية والسياسية والدينية، وميزات عصره من حيث الملابس والموضة والذوق العام للأسرة الثامنة عشرة.
أهم المناطق التى تُنقل الآثار منها للمتحف الكبير؟
وفقاً لسيناريو العرض بالمتحف الكبير، فإن الوزارة تنقل آثار من مختلف المخازن الأثرية على مستوى الجمهورية، ويهدف ذلك لإظهار عظمة الدولة المصرية على مدى العصور ومدى تأثيرها وكم الشواهد الحضارية والأثرية، التى خلفتها فى كل أنحاء مصر.
ويستحوذ المتحف المصرى بالتحرير على نصيب الأسد من عدد الآثار التى ستُنقل للمتحف الكبير، وهناك 50 ألف قطعة ستُستخدم للمعارض المتغيرة والأبحاث الآثرية بالمتحف الكبير وافدة من مخازن متحف التحرير.
وتحوى قاعات المتحف المصرى بالتحرير ومخازنه ما يزيد على 160 ألف قطعة معروضه ومخزنة على مساحة 10 آلاف متر.
كما يتم نقل آثار من مخازن الأقصر، المنيا، سوهاج، أسيوط، بنى سويف، الفيوم، الدلتا والإسكندرية.
وتسعى الوزارة لتوصيل رسالة لزائر المتحف الكبير بأن هناك مواقع أثرية لا حصر لها فى مصر تستحق الزيارة أكثر من مرة لاستكشافها وليس فقط زيارة «المتحف».
هل سيؤثر نقل هذا العدد الكبير من الآثار للمتحف الكبير على سيناريو العرض المتحفى للمتاحف أو الأماكن التى يتم جلب الآثار منها؟
القطع الأثرية المنقولة معظمها وافدة من مخازن أثرية، وبالتالى لم تكن معروضة سابقاً، مما سيتيح فرصة عرضها والاهتمام بها بدلا من تخزينها دون جدوى.
ويمثل المتحف المصرى بالتحرير نقطة نقد بسبب تكدسه بالآثار وتحوله لمخزن آثرى بدلا من عرضه للآثار، بالتالى يتم تقليل عدد القطع به بما لا يخل بالعرض المتحفى بحيث تستطيع القطع الأساسية أن تظهر أفضل وتُعرض بشكل لائق ومشوق للزائر.
ومن المقرر نقل مجموعتى الملك «توت عنخ آمون» والملكة «حتب حرس» فقط من متحف التحرير إلى المتحف الكبير.
وانتهت الوزارة من نقل آثار الملك «توت عنخ آمون» لتلقى أعمال الصيانة والترميم نظراً لاحتوائها على العديد من الآثار العضوية التى تحتاج رعاية مستمرة على أحدث مستوى.
ما الذى سيضيفه المتحف الكبير وسيكون مختلف عن باقى المتاحف؟
هناك أسلوب جديد ومختلف سيُتبع فى سيناريو العرض المتحفى، وسيتم استخدام وسائل العرض الحديثة من تقنيات إضاءة وتطبيقات للهواتف الجوالة، فضلا عن وجود محطات تفاعلية داخل العرض المتحفى يستطيع من خلالها الزائر التفاعل مع الأثر والوصول للمعلومات بالقدر المرغوب فيه.
كما سيهتم المتحف بتطبيق ونشر التوعية الأثرية والتربية المتحفية، إذ تبلغ المساحة المخصصة لأنشطة التربية المتحفية نحو 7 آلاف متر مربع بالمقارنة بآثار الملك «توت عنخ آمون:، التى ستُعرض فى مساحة مماثلة، وتشمل 5 آلاف قطعة.
وسيتم عرض القطع الآثرية على مساحات واسعة مما يتيح سهولة التحرك للمجموعات السياحية بالمتحف دون تكدسها.
مدير عام شئون الترميم:
الانتهاء من أعمال الصيانة لـ12.600 الف أثر.. و80 إخصائى يعملون بالمعمل
51 مليون جنيه تكلفة المعدات والأجهزة بمعامل الترميم.
قال الدكتور أسامة أبوالخير، مدير عام شئون الترميم بمشروع المتحف المصرى الكبير، إن مركز الترميم يعتبر ضمن أعمال المرحلة الثانية من مشروع المتحف الكبير، والذى يهدف لترميم وتجهيز 100 ألف قطعة للعرض بالمتحف حين افتتاحه.
وأضاف أن المركز يحتوى على 14 معملا، من بينها 7 معامل متخصصة فى مجال للترميم و7 أخرى متخصصة فى مجال التحليل والفحوص طبقاً للتقنيات العالمية الحديثة.
وهناك «منطقة الآثار الثقيلة»، والتى تهدف لتجهيز وترميم القطع الأثرية، التى تزيد وزنها على نصف طن، ولا يمكن نقلها للمعامل الداخلية.
واختيرت كوادر المرممين العاملين بمركز ترميم المتحف الكبير، والبالغ عددهم 80 إخصائى ترميم، لتضم ذوى الخبرة ومتوسطى الخبرة وحديثى التخرج، وذلك لمد عمر المركز وضمان إستدامة تناقل الخبرات من جيل لآخر.
وساهم الجانب اليابانى متمثل فى منظمة التعاون الدولى «الجايكا» فى تدريب المرممين العاملين بمنطقة الآثار الثقيلة من خلال إعداد 10 دورات تدريبية فى اليابان لكيفية التعامل مع الآثار الثقيلة، فضلا عن إعداد 16 دورة أخرى فى مجال التغليف والنقل بشكل عام.
ورأت الوزارة ضرورة خلق وتدريب كوادر من الآثريين متخصصين فى التعامل مع نقل الآثار بعد أن تلقت عروضاً باهظة التكلفة من شركات النقل فى المناقصات التى طرحتها سابقاً عام 2007، إذ حددت تلك الشركات 1000 دولار سعراً ثابتاً لنقل أى قطعة للمتحف الكبير.
ونجحت الكوادر الأثرية المدربة فى نقل نحو 38 ألف قطعة لمعامل ترميم المتحف الكبير حتى الآن، كما تم ترميم 15 ألف آثر بخلاف عمل صيانة وقائية لإجمالى 12.600 ألف آثر أخر على مدى الأربعة أعوام الماضية.
ويتبع المرممين مرحلتان لترميم الآثار المنقولة وفقاً لحالة كل آثر، إذ إن هناك آثارا تحتاج ترميما كاملا، وأخرى لا تحتاج سوى صيانة وقائية.
وتمثل القطع الأثرية البالغة التلف الوافدة لمعامل الترميم بالمركز نسبة 15% من إجمالى القطع المنقولة، و30% نسبة القطع، التى تحتاج لترميم كامل، بينما الصيانة الوقائية للأثر تحتل النسبة الأكبر.
وجهزت الوزارة مركز ترميم المتحف الكبير بأحدث الأجهزة والتقنيات العالمية فى علوم الترميم منذ عام 2010، ويصل سعر بعض أجهزة الترميم والتحاليل لنحو 10 ملايين جنيه وذلك لجهاز «الميكرسكوب الإلكترونى النافذ».
وبلغت إجمالى تكلفة تجهيز الـ14 معملا بمركز الترميم 51 مليون جنيه، وذلك لكل الخامات والمواد والمعدات.
ويقدر مركز ترميم المتحف الكبير برامج تعاون مع العديد من الجهات والمشروعات الأثرية، من بينها مشروع ترميم مركب خوفو الثانية ومركب أبورواش، وجارٍ التعاون لترميم مجموعة الملك «سنفرو» بالهرم، والتى ستُنقل لتدخل ضمن سيناريو العرض بالمتحف الكبير.
كما تُعقد دورات تدريبية لكل المرممين على مستوى الجمهورية، وحالياً تجرى دورة تدريبية لمرممى أسوان.
وبشأن حقيقة ما اثير حول استخدام خامات الجبس والأسمنت فى ترميم الآثار، فإن تقنيات ومواد الترميم الحديثة حالياً لم تكن مكتشفة سابقاً مما اضطر الآثريين القدامى لاستخدام الخامات المتاحة.
وأكد أنه تُجرى حالياً معالجة الترميمات الخاطئة قديماً، من خلال فكها وإعادة استخدام الخامات والتقنيات الحديثة، إذ إن علم الترميم يعد ضمن العلوم المتجددة والمتطورة نظرا لاكتشاف كل ما هو جديد يومياً والمواد المستخدمة قابلة للاستبدال.
ويستخدم المرممين حالياً ما يقرب من 80% من خامات ومواد الترميم المحلية الصنع، وأصبح الاستيراد مقتصراً على أجهزة التحاليل والأبحاث الأثرية بالتعاون مع شركة «Zeiss» الألمانية.
مدير عام الترميم الأولى ونقل الآثار:
تغليف الآثار عنصر أساسى لضمان سلامة القطع أثناء نقلها للمتحف الكبير
وصول تمثال الملك «منقرع» لمركز الترميم
قال عيسى زيدان مدير عام الترميم الأولى ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير، إن تمثال الملك «منقرع» الذى وصل لمركز الترميم الأسبوع الماضى ضمن التماثيل الملكية، المقرر وضعها على الدرج العظيم بالمتحف الكبير عند افتتاحه.
ويرجع التمثال لعصر الدولة القديمة الأسرة الرابعة ويزن نحو طن، وبطول 175 سم، وهو مصنوع من مادة المرمر، وتم اكتشافه بواسطة عالم الآثار الأمريكى «جورج اندرو ريزنر» فى عام 1908 بمعبد الوادى الخاص بالملك منقرع بمنطقة آثار الهرم.
ونُقل التمثال فى الفترة الحالية ليخضع لعملية الترميم الدقيق وفقاً لخطة علمية وضعها المرممين المتخصصين بمنطقة الآثار الثقيلة ليكون جاهزا للعرض عند افتتاح المتحف الكبير.
وكان يعانى «منقرع» من عدة مشكلات تشمل ضعف فى بعض الطبقات وترميم سابق تم التعامل معه وتدعيمه قبل عملية التغليف والنقل.
مراحل النقل والتغليف
تختلف عملية التغليف من آثر لآخر حسب طبيعته من حيث مادته وحجمه ووزنه، إذ يخضع الآثر للفحص الشامل للتعرف على أماكن الضعف حتى يتم تدعيمها بصورة آمنة وكافية.
وتأتى بعد ذلك مرحلة التغطيه بورق «Japanese Tissue Paper» الخالى من الحموضة وغير المتفاعل مع الأثر كذلك يتم التغليف بقماش غير متفاعل.
وتشمل المرحلة الأخيرة من تغليف الأثر وضعه بحامل من الخشب على شكل L« Shape» لضمان عدم التحرك أثناء عملية النقل، وهناك نوع آخر من الحاملات الخشب يصمم بحسب حجم الآثر، ويكون على شكل صندوق كامل.
وتستغرق عملية التغليف يوم كامل، فيما قد تصل مدة النقل ليومين بحسب مكان الآثر المنقول منه.
ونجحت الوزارة فى نقل آثار تبلغ أوزانها حتى 3.5 طن من الآثار المتوسطة والثقيلة، وتسعى فى المرحلة المقبلة لنقل أوزان تصل لـ5 أطنان.
ووفقاً لسيناريو العرض بالمتحف الكبير، فإنه من المقرر ان يتم وضع نحو 100 قطعة ملكية على «الدرج العظيم» للمتحف على أن يتم عرض تماثيل الملوك «خوفو»، «خفرع» و«منقرع» بشكل موازٍ للأهرامات الثلاثة فى بانوراما المتحف.
المسئول عن منطقة الآثار الثقيلة بمركز ترميم:
استقبال الأثر وتوثيق كافة تفاصيلة منذ دخولة وحتى عرضة بعد انتهاء الترميم
قال حسام راشد المسئول عن منطقة الآثار الثقيلة بالمتحف المصرى الكبير، إن جميع القطع الأثرية الوافدة يتم توثيقها بالصور وإعداد ملف خاص عن كل آثر قبل وبعد وأثناء عملية الترميم يتضمن بيانات القطعة بداية من وزنها وحالتها وحتى حقبتها التاريخية.
وتُوضع خطة مسبقة قبل البدء فى أعمال الترميم لأى أثر، وتتضمن اقتراح واختيار لأسلوب الترميم والذى قد يشمل الترميم الميكانيكى بالفرش الناعمة لإزالة الأتربة، أو استخدام مواد عضوية للتنظيف الكيميائى أو استخدام المحاليل القلوية.
ويتبع المرممين المصريين فى مركز ترميم المتحف الكبير كل أساليب الترميم العلمى والتوثيق الأثرى، كما هو متبع فى المتاحف العالمية الأخرى كمتحف «اللوفر» والمتحف «البريطانى» ومتحف «بوسطن» و«المتروبولتن».
مدير معمل ترميم وصيانة الآثار الخشبية:
الانتهاء من ترميم 800 قطعة أثرية من بين 1000 قطعه استقبالها المعمل
20% من الاثار الخشبية حالتها سيئة.. والطبيعة المناخية تساهم فى حمايتها من التلف
قال الدكتور مدحت عبد الله رئيس معمل ترميم وصيانة الآثار الخشبية، إن المعمل مختص بدراسة القيم الحضارية الموجودة فى القطع الآثرية الخشبية إلى جانب ترميم وصيانة القطع التى سيتم عرضها عند افتتاح المتحف.
ويهتم المعمل برصد ودراسة طريقة تصنيع القطع الخشبية من حيث المواد والخامات التى استخدمها المصرى القديم وتقنيات التصنيع وأشكال القطع واسلوب تجميع وتعشيق الخشب، بهدف توثيقها لتصبح مرجع للباحثين الأثريين فيما بعد.
ويستخدم المعمل مواد مختلفة فى ترميم وصيانة الآثار الخشبية، يتم تجربتها ودراستها مسبقاً لضمان تفاعلها بشكل صحى دون التأثير سلباً على حالة الآثر الأصلية.
ويخضع المعمل ضمن قاعدة البيانات الخاصة بمركز الترميم، لسهولة الحصول على أى بيانات أثرية، كما يشارك بنشر أبحاث علمية من خلال المؤتمرات العالمية فى مجال ترميم الآثار الخشبية بشكل دورى.
كما استقبل المعمل نحو 1000 قطعة أثرية خشبية، وتم الانتهاء من ترميم ما يقارب 80% من إجمالى تلك القطع منذ عام 2010.
وتصل أحجام القطع الخشبية لنحو 2 متر طول و70 سم ارتفاع وذلك للتوابيت، اما المقاصير الخشبية بمجموعة الملك «توت عنخ آمون» يصل طولها لـ4 أمتار وبارتفاع 4.5 متر.
ووفقاً لرئيس معمل ترميم وصيانة الآثار الخشبية بالمتحف الكبير، فإن معدلات التلف فى القطع الوافدة لا يتعدى نسبته 20%، بينما تأتى باقى القطع محتفظة بحالتها، نظراً للجو الجاف الذى تتمتع به مصر.
ويضم معمل ترميم وصيانة الآثار الخشبية 15 مرمما، يعملون ضمن معايير وضوابط ومواثيق دولية فى عملية الترميم، وذلك للحفاظ على استقرار وثبات حالة تلك القطع بالقدر المستطاع دون تغيير شكلها الأصلى.
وبحسب رئيس معمل الترميم، فإن المصرى القديم استخدم نوعين من الأخشاب فى صناعة أثاثه ومقتنياته اليومية، تضمنت أخشابا مستوردة من الدولة القديمة ومحلية.
وتشمل أنواع الأخشاب المحلية، خشب الجميز، السنت والصفصاف، بينما تتنوع الاخشاب المستوردة بين خشب الأرز اللبنانى، الأبنوس، السدر الجبلى، العرعر والدردار.
وتأتى بعض القطع الخشبية المصنوعة من خشب الجميز مصابة بالحشرات، بينما ظلت معظم القطع المصنوعة من خشب السنت فى حالة جيدة وقوية نظرا لصلابته إذ كان يُستخدم فى صناعة المراكب.
ولجأ المصرى القديم لاستخدام مواد لطلاء أسطح القطع الخشبية لتصبح ملساء ويسهل الرسم والزخرفة عليها كتلك المواد المستخدمة حالياً مثل كبريتات الكالسيوم إلى جانب الغراء الحيوانى.