قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إن فنزويلا تعانى أسوأ أزمة اقتصادية فى تاريخها، فى وقت تظهر فيه القوات المسلحة التى تعيش تحت قيادة وزير دفاعها فلاديمير بادرينو، لاعباً رئيسياً فى حل الأزمة هناك.
وأضافت الصحيفة، أن نيكولاس مادورو، رئيس فينزويلا، سلّم الجيش، مطلع الشهر الجارى، صلاحيات استثنائية عسكرية لمعالجة أزمة نقص الغذاء والأدوية الأساسية التى تحتاج إليها البلاد.
وأسند مادورو، للجيش إنتاج الأغذية وتوزيعها فى الوقت الذى تقع فيه الموانئ الفنزويلية تحت سيطرة القوات المسلحة، وأوجب على العديد من الوزارات الحكومية تسليم تقارير عملها مباشرة إلى وزير الدفاع.
وقال جيوفانا دى ميشيل، خبير الدفاع فى جامعة فنزويلا المركزية، إن الصلاحيات الجديدة عززت موقف وزير الدفاع بادرينو، حيث أصبح الآن أقوى رجل فى فنزويلا.
جاء ذلك فى الوقت الذى دفع فيه انخفاض أسعار البترول إلى جانب سنوات من سوء الإدارة اقتصاد فنزويلا فى حالة خطيرة مع توقعات بانكماش الاقتصاد بنحو 10% العام الجارى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة الاقتصادية أعطت جماعات المعارضة دفعة قوية لإزاحة مادورو، من الرئاسة عن طريق الاستفتاء، ولكن تم إحباط عملية التصويت المقترحة.
ولكن فى المنطقة التى كانت تعرف بالانقلابات العسكرية، يقول مراقبون، إن أى إزاحة لرئيس الجمهورية تتطلب موافقة من القوات المسلحة.
وكشف خافيير كوراليس، باحث فنزويلى فى كلية «أمهرست» فى الولايات المتحدة، أن صلاحيات الجيش الجديدة تشير إلى أن الحكومة أصبحت ضعيفة بشكل خطير، وتفقد السيطرة على الوضع وتتخذ تدابير بائسة للبقاء على قيد الحياة.
وأضاف أن استطلاعات الرأى تفيد بأن الفنزويليين يؤيدون عزل الرئيس، مشيرة إلى أن صلاحيات الجيش الجديدة تؤكد حدوث شبه انقلاب من قبل الجيش ضد حكومة مادورو، غير الفعالة التى تفقد مصداقيتها يوماً بعد آخر.
وأشار فرانسيسكو رودريجيز، كبير الاقتصاديين فى بنك الاستثمار الأمريكى «تورينو كابيتال» إلى أن صلاحيات الجيش ليست جديدة، ولا تشير إلى حدوث تغير كبير من حيث القوة النسبية للجيش داخل المجتمع.
وأكدت الصحيفة، أن أعمال الشغب بسبب نقص الغذاء دفعت الفنزويليين إلى التدفق إلى كولومبيا المجاورة بالآلاف؛ بحثاً عن الطعام، ولذلك تواجه القوات المسلحة مهمة صعبة لدرء المزيد من الاضطرابات.
وأفاد دييجو مويا أوكامبوس، كبير المحللين فى «أى إتش أس» للاستشارات بأنه من الواضح أن الجيش سيلعب دوراً أكبر خلال الأشهر الـ12 المقبلة، حيث تقوم القوات المسلحة بالسيطرة تدريجياً على معظم قطاعات الاقتصاد التى سوف تخفف مخاطر الانقلاب على مادورو، فى وقت تتصاعد فيه حدة الشغب والنهب المستمرة؛ بسبب أزمة نقص الغذاء المتصاعدة.