المساهمون الاستراتيجيون يحافظون على تماسك السهم.. و12% ارتفاعاً خلال 2016
1.15 مليار جنيه استثمارات متوقعة حتى 2020.. ومصنع «E08» أبرز قنوات الإنفاق
«الحمامى»: تمويل الخطط التوسعية يسحب التدفقات النقدية.. والتصدير أبرز الفرص الاستثمارية
حافظ المساهمون الاستراتيجيون فى شركة إيديتا للصناعات الغذائية على تماسك السهم، بالرغم من توصيات عدة مراكز للبحوث ببيعه ليساهموا فى ارتفاع السهم من مستوى 13.4 جنيه، مطلع العام الحالى، إلى 15 جنيهاً حالياً، بزيادة 12%، وتصل حصة المؤسسات فى هيكل ملكية الشركة إلى 86%، مقابل 14% للتداول الحر.
وتهافت المستثمرون على سهم «إيديتا للصناعات الغذائية» لتضاعف قيمته بنسبة 100% خلال سنة من الطرح، وامتد التهاتف على منتجاتها من الأطعمة الخفيفة التى تلقى رواجاً بين المصريين، لكن تحويلات شهادات الإيداع الدولية للخارج أصبحت غير متاحة بسبب تجاوزها نسبة الأسهم حرة التداول.
ويرجع تمسك المساهمين الاستراتيجيين لشركة إيديتا بالسهم، إلى ذكريات الأرباح الرأسمالية والتوزيعات السخية، إذ تضاعفت قيمته 100% خلال سنة واحدة من بدء التداول عليه فى البورصة، صعوداً من مستويات 18.5 جنيه صوب 39 جنيهاً، وإقرار مجلس إدارة الشركة توزيع سهم مجانى لكل سهم أصلي، بنسبة 1 إلى 1، فضلاً عن توزيعات أرباح نقدية بواقع 22 قرشاً للسهم.
ويأتى على رأس المستفيدين صندوق الاستثمار «أكتيس» الذى استحوذ على 30% من «إيديتا» فى يونيو 2013 بقيمة 700 مليون جنيه.
وخلال أبريل من العام الماضى، قام «أكتيس» ببيع 50% من حصتها البالغة 30% من أسهم «إيديتا» بقيمة مليار جنيه تقريباً، خلال طرح الشركة فى البورصة، تلتها عملية بيع 50% أخرى من حصتها بواقع 7% فقط، ولكن بقيمة تقترب، أيضاً، من المليار جنيه، محققة بذلك ضعف حجم مكاسبها خلال عام واحد، ويتبقى لها، حالياً، حصة 7% تقريباً من رأسمال شركة «ايديتا».
ووفقاً لشركة «برايم» تحتاج «إيديتا» 1.15 مليار جنيه خلال 5 سنوات لتمويل خطط توسعاتها الفترة المقبلة، حتى تحافظ على حصتها السوقية، ويتوقع أن تتأثر سيولتها النقدية، ومن ثم القيمة العادلة للسهم، كما أن سعر الفائدة البنكية يرفع سعر العائد الخالى من المخاطر، ومن ثم معدل خصم القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية للشركة.
من جانب آخر، فإنه وفقاً لتعديلات البورصة الجديدة على تعاملات شهادات الإيداع الدولية، يصل الحد الأقصى لتعاملات المستثمرين على شهادات الإيداع إلى 14.12% فقط من أسهمها، تمثل نسبة الأسهم حرة التداول، وقياساً على النسبة الحالية لتواجد شهادات الإيداع فى أسهم الشركة، التى تمثل 24.87%، فإن تحويلات شهادات الإيداع من أسهم فى مصر إلى شهادات إيداع فى بورصة لندن باتت مغلقة، وغير متاحة لحين تحويل شهادات إيداع تمثل نسبة 10.75% من أسهم رأسمال الشركة، فى حال افتراض ثبات نسبة الأسهم حرة التداول عند 14.12% من رأسمال الشركة.
وأصبحت تعاملات السهم شحيحة خلال العام الحالى، تتراوح بين 17.5 مليون جنيه شهرياً صعوداً و123 مليون جنيه شهرياً خلال الشهر الذى جاء بعد توزيعات الأرباح.
وحدّد بنك الاستثمار برايم القابضة القيمة العادلة لسهم شركة إيديتا للصناعات الغذائية عند 10.43 جنيه، مقابل سعر سوقى للسهم يصل إلى 14.5 جنيه، خلال الفترة الحالية، ومن ثم تصل احتمالات التراجع إلى 28% من قيمة السهم، ويكون مضاعف ربحية إيديتا 30.17 مرة، مقابل مضاعف الربحية الإقليمى للشركات التى تعمل فى نفس المجال عند 12.94 مرة.
وفسّرت أمنية الحمامى، المحللة المالية ببنك الاستثمار برايم القابضة، انخفاض تقييم شركة «إيديتا» على الرغم من الأداء الإيجابى للسهم منذ طرحها فى البورصة، بارتفاع مستويات العائد الخالى من المخاطر، بعد رفع أسعار الفائدة، مسجلاً 12.5%، إذ ارتفع العائد بعد الضريبة منذ بداية السنة بنحو 310 نقطة أساس.
وتابعت: «فى حالة تسجيل معدل عائد خال من المخاطر بنحو 9.62%، فإن القيمة العادلة لـ(إيديتا) ترتفع إلى 13.72 جنيه».
وأوضحت المحللة المالية لـ«برايم»: «أن احتساب القيمة العادلة لسهم أى شركة من خلال طريقة خصم التدفقات النقدية DCF، يتطلب القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية، باستخدام سعر العائد الخالى من المخاطر، الذى شهد ارتفاعاً بنحو 310 نقطة أساس خلال 2016».
وأضافت أن الشركة وصلت لطاقة تشغيلية تتجاوز 100% من الإمكانيات الإنتاجية المتاحة عبر مصانعها الأربعة خلال العام 2014، ومن ثم تولدت الحاجة لضرورة القيام بخطط توسعية للشركة فى السوق المصري؛ حتى يتسنى الحفاظ على الحصة السوقية.
وتوقعت أن يصل حجم الاستثمارات التى تضخها شركة إيديتا خلال السنوات الخمس المقبلة إلى 1.150 مليار جنيه، تبدأ من 444.9 مليون جنيه، خلال العام الحالي، و262.4 مليون جنيه العام المقبل، و116.68 مليون جنيه عن سنة 2018.
ولفتت الحمامي، إلى أن الفترة بين 2016 و2020، تعد فترة مثالية فى عمر الشركة بسبب الاستثمارات والخطط التوسعية التى تقوم بها الشركة، ومن ثم يكن معدل النمو فى الشركة يفوق نمو الناتج المحلى الإجمالى لمصر.
وقالت الدراسة البحثية، إن صناعة الأطعمة الخفيفة شهدت نمواً ملحوظاً خلال السنوات الخمس الأخيرة، وسجلت ما قيمته 17.5 مليار جنيه بنهاية العام 2015، مقابل 6.7 مليار جنيه فى 2010، وذلك على الرغم من سنوات التقلبات الاقتصادية والسياسية التى مرت بها مصر، مبينة أن معدل النمو السنوى المتراكم فى قطاع «الكورواسون» بلغ 34% خلال ذات الفترة.
وتوقعت أن يصل إجمالى حجم سوق الأطعمة الخفيفة إلى 21.7 مليار جنيه، بنهاية العام الحالي، و46.8 مليار جنيه فى العام 2020، إذ كان معدل نموها أسرع من معدل نمو بقية قطاع الأغذية والمشروبات، مؤكدة أن معدل اختراق قطاع الأغذية والمشروبات فى السوق المصرى لا يزال ضعيفاً، ويستقر عند 25 دولاراً، سنوياً للفرد، مقابل مستويات تتراوح بين 78 و228 و234 دولاراً سنوياً للفرد فى أمريكا الشمالية، وأوروبا، وأمريكا اللاتينية.
وتستحوذ إيديتا على حصة سوقية تصل إلى 12%، وتعد أكبر شركة أغذية مقيدة فى البورصة لها قيمة رأسمال سوقى مرتفع.
ورصدت «برايم» أبرز الفرص، والتحديات التى تواجه إيديتا، وجاءت أبرز الأمور الإيجابية فى إمكانية التوسع فى التصدير خلال الفترة المقبلة، خاصة مع افتتاح مصنع E08 العام المقبل، وزيادة الطاقة الإنتاجية مع التوسعات، ومن ثم الفوز بحصة سوقية مرتفعة.
وقالت إن أبرز توسعات شركة إيديتا للصناعات الغذائية الفترة الحالية يتمثل فى مصنعها الجديد E08، فى بولاريس الزامل، الذى تتكلف إنشاءات المرحلة الأولى منه 120 مليون جنيه، على مساحة 55 ألف متر مربع، مبينة أن المساحة تشابه مساحة مصنع E07، ومن المرجح أن يشهد المصنع الجديد نحو 10 – 11 خط إنتاج بحلول العام 2020، إذ تتمكن الشركة من إضافة 2 – 3 خط إنتاج جديد سنوياً.
ومن المقرر، أن يبدأ مصنع الشركة الجديد الإنتاج خلال العام المقبل.
من جهتها، أوصت شركة سيجما كابيتال لتداول الأوراق المالية القيمة العادلة ببيع سهم شركة إيديتا للصناعات الغذائية من احتفاظ إلى بيع وسط انخفاض متوقع 16% من سعر السهم الحالي، وذلك بسبب بيئة التكاليف المرتفعة لرأس المال بمصر عقب تخفيض قيمة الجنيه المصري، لكنها استمرت فى الإشادة بمركز «إيديتا» المالي، ولكن فى بيئة ذات سعر فائدة أقل؛ نظراً إلى النسب المتغِّيرة فى اتفاقيات القروض لديها.
وقالت كاميلا بلبل، المحللة المالية فى «سيجما كابيتال»: «تم التأكيد على أن (إيديتا) تواجه مخاطر سعر الفائدة، والتى تنبع من أن كل الديون المستحقة لديها نسب متغِّيرة وضعت أولاً بالإشارة إلى معدل (الميد كوريدور) للبنك المركزى المصرى أو بالاشارة إلى (ليبور)، ومن ثم فإن الارتفاع الأخير فى أسعار الفائدة أدى إلى إلى ارتفاع تكلفة الدين المرجحة ما يضع ضغوطاً على القيمة العادلة للسهم».
وعددّت أبرز التحديات التى تواجه إيديتا، وتتمثل فى مزيد من التخفيض فى قيمة الجنيه المصري، والذى سوف يؤدى إلى تقليص الهوامش وزيادة النفقات الرأسمالية، علاوة على مزيد من الارتفاع فى أسعار الفائدة.
ورصدت الدراسة البحثية لـ«برايم» توقعات بنمو إيرادات الشركة من 2.22 مليار جنيه بنهاية العام 2015، إلى 2.76 مليار جنيه، العام الحالي، على أن ترتفع إلى 3.42 مليار جنيه خلال العام المقبل، ومن ثم تصل ربحية «إيديتا» المتوقعة بنهاية 2016، إلى 338.1 مليون جنيه، بهامش صافى ربح 12%، و534.3 مليون جنيه، بهامش صافى ربح 16%.