17 ألف متابع لصفحة «أطفال مفقودين».. و«تنويه عن المفقودين» تستقبل 10 بلاغات يومياً
انتشرت الفترة الماضية، ظاهرة فقد الأطفال أو ربما اختطافهم، خصوصاً فى المناطق المزدحمة والمولات.
ورغم اختلاف دوافع ومسببات الاختفاء، فقد بادر مئات من رواد الأعمال لتأسيس صفحات عبر «فيس بوك»، تساعد الأهالى فى العثور على أطفالهم وذويهم المفقودين، وهو ما نال إقبالاً من جانب رواد موقع «فيس بوك»، ودفعهم للتفاعل مع تلك الصفحات، إذ يقومون بإعادة نشر «البوستات» ومشاركتها، أو تصوير المتسولين بصحبة الأطفال للابلاغ عنهم، أو نشر صور لأطفال أو أشخاص فقدوا ذويهم.
وأصبح «فيسبوك» الوسيلة الأساسية لأهالى المفقودين، التى يلجأون إليها للبحث عن ذويهم بعد أقسام الشرطة.
«البورصة» بحثت عن تلك الصفحات وحاورت بعض مسئوليها.
قال الشاب أحمد سعيد، مؤسس صفحة «أطفال مفقودين» عبر الفيسبوك، إن أخبار اختطاف الأطفال والحالة الصعبة التى يمر بها والدا كل ضحية، دفعه لتأسيس الصفحة منذ عامين بهدف إنسانى، مضيفاً أنه يتعاون مع 4 متطوعين للرد على رسائل الصفحة والتأكد من صحة البلاغات المقدمة، ثم نشرها.
ويستهدف سعيد، أن يتعاون مع 10 متطوعين بنهاية العام الحالى، حتى يستطيع الرد على جميع الرسائل التى يرسلها أصحاب البلاغات عبر الصفحة.
وأضاف أنه يتأكد من صحة البلاغات أولاً قبل نشرها، حتى لا تفقد الصفحة مصداقيتها من جانب متابعيها، نافيا التفكير فى إطلاق تطبيق أو موقع إلكترونى خاص بالصفحة.
وأوضح سبب ذلك، أن «فيس بوك» يعتبر أسهل وأسرع وسيلة لنشر المعلومة، إذ تتهافت شريحة كبيرة من مستخدمى الإنترنت عليه.
واستطاعت صفحته جذب أكثر من 17 ألف متابع لها دون إطلاق أى حملات إعلانية، مستهدفاً جذب أكثر من 25 ألفاً بنهاية العام.
قال سعيد، إن صفحة «أطفال مفقودين» تقدم خدماتها لكل المحافظات، بالإضافة لاستقبال بعض البلاغات من بعض الدول العربية ومنها السعودية والإمارات، بجانب المغتربين المصريين المقيمين فى الولايات المتحدة وهى لا تتعدى 3% من إجمالى البلاغات.
وحول ظهور صفحات أخرى عبر «فيس بوك» لنشر نفس الفكرة، ويحمل العديد منها الاسم ذاته، قال سعيد إن انتشار مثل هذه الصفحات قد يتسبب فى تشتت الأهالى، وأصحاب البلاغات.
وأضاف أنه يتطلع لتعاون جميع الصفحات الخاصة بالبحث عن المفقودين، ودمجها تحت كيان وصفحة واحدة لتصبح أكبر تجمع للبحث عن المفقودين فى مكان واحد، لذلك يفكر سعيد فى التعاون مع بعض هذه الصفحات حتى يستطيع دمجها مع صفحته خلال الفترة المقبلة.
أوضح سعيد أنه لم يتعاون مع الجهات الأمنية بشكل رسمى حتى الآن، ويتطلع للتعاون مع الحكومة لنشر فكرة الصفحة وأهدافها، ولتقليل حالات الخطف التى يتعرض لها الأطفال بشكل متكرر خصوصاً من جانب المتسولين لاستغلالهم.
وأكد أن صفحة «أطفال مفقودين» وغيرها من الصفحات المماثلة، تساعد بشكل أو بآخر فى إثارة القضية، ودفع الجهات الأمنية للاهتمام بها وتكثيف التواجد الأمنى بالشارع المصرى، خصوصاً بعد عودة حالات إلى أهاليهم.
واستطاعت الصفحة أن تعيد 3 حالات إلى ذويهم خلال الفترة الماضية.
كشف سعيد، أنه يستقبل أكبر نسبة بلاغات لمفقودين من الإسكندرية، إذ تشكل حوالى 35% من نسبة البلاغات التى يتم إرسالها للصفحة، خصوصاً من مناطق سيدى بشر ومحطة الرمل، فى حين تشكل القاهرة نسبة 22% خصوصاً من المناطق المزدحمة والميادين العامة ومنها رمسيس والتحرير.
وتستقبل الصفحة ما يقرب من 100 بلاغ يومياً، يشكل خطف الأطفال وفقدانهم حوالى 85% منها.
وأوضح أن إدارة الصفحة تعمل على نشر التوعية بأكثر الأماكن التى تشهد حوادث خطف أو فقدان أطفال بشكل دائم.
وحول التحديات التى تواجه الصفحة، قال إن من أهمها محاولة البعض تثبيط عزم فريق العمل، أو السخرية من فكرة الصفحة. لكن إدارة الصفحة لا تهتم بمثل هذه الآراء الهدامة كونها تركز أكثر فى نشر العمل الإنسانى.
أما أدمن صفحة «تنويه عن المفقودين بجميع محافظات مصر»، فقالت لـ«البورصة»، إن الصفحة تستقبل من 5 إلى 10 بلاغات يومية، مضيفة أن الإسماعيلية والمحافظات الساحلية من أكثر المناطق فى تقديم البلاغات خصوصاً خلال الصيف الحالى.
وتشكل المحافظات الساحلية حوالى 60% من البلاغات المقدمة للصفحة.
وأوضحت أنها كأم تشعر بجميع الأمهات اللاتى يفقدن أبناءهن، لذلك قررت تأسيس الصفحة وإطلاقها عبر «فيس بوك» لمساعدة الأهالى فى الوصول لابنائهن، دون الحصول على أى مبالغ مالية، فهى لا تهدف لتحقيق أرباح.
وأشارت إلى أنها تستقبل البلاغات عن طريق رسائل الصفحة، وتنشرها كما هى أو تقوم بتعديل صياغتها إذا لزم الأمر لذلك.
وكشفت أن أكثر البلاغات التى تستقبلها الصفحة خاصة بالمتسولين الذين يخطفون الأطفال لاستغلالهم، موضحة أن متابعى الصفحة يصورون المتسولين بصحبة الأطفال، لعلهم يساهمون فى العثور على أهالى هؤلاء الأطفال، وتضم الصفحة أكثر من 1000 متابع لها عبر «فيس بوك».
ولم تكن صفحتى «أطفال مفقودين» و«تنويه عن المفقودين بجميع محافظات مصر» هى الوحيدة التى تنشر هذه الفكرة، إذ ظهرت مئات الصفحات التى تحاول البحث عن المفقودين خصوصاً بعد حوادث خطف الأطفال التى انتشرت بشكل كبير فى جميع ربوع ومحافظات مصر خلال الفترة الماضية، كما ظهرت عشرات الصفحات التى تحمل الاسم ذاته.
وكانت من بين هذه الصفحات صفحة «البحث عن المفقودين»، وهى الأقل حظاً فى جذب متابعين، إذ انضم لها 100 متابع فقط عبر «فيس بوك».
وظهرت صفحة جديدة بعنوان «الإعدام لخاطفى الأطفال» وهى تابعة لإحدى جمعيات رعاية الأمومة والطفولة، وتهتم الصفحة بالعمل «أون لاين» لنشر صور كل الأشخاص المفقودين والمخطوفين، وتوعية الرأى العام بشأن الطرق المختلفة لاختطاف الأطفال، بجانب محاربة ظاهرة التسول بالأطفال، ومعالجة ظاهرة أطفال الشوارع، بالإضافة إلى اهتمام الصفحة بحالات العنف الأسرى.
واستطاعت الصفحة جذب ما يقرب من 350 ألف متابع لها عبر «فيسبوك» منذ تأسيسها وحتى الآن.