عندما يظهر خبر ابتكارات جديدة فى مجال الطاقة، فإنه يجذب اهتمام الرأى العام؛ لأنها تنطوى عموماً على بدائل للوقود الأحفورى سيئ السمعة: مثل ابتكار شفرة توربينات رياح طولها 290 قدماً طويلة، أو محطة يمكنها إعادة شحن السيارات الكهربائية فى 30 دقيقة.
فى الوقت نفسه، لا يشعر الرأى العام بأن هناك تقدماً مثيراً للإعجاب يبذله قطاع الطاقة المتجددة هو التراجع الشديد فى تكاليف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بالإضافة إلى تطور كبير فى طرق نظيفة لاستخراج واستخدام الوقود الأحفورى مثل الأثر الاقتصادى لتحسينات تقنيات الحفر الأفقى والتكسير الهيدروليكي، الأمر الذى جعل من الممكن لإنتاج الغاز ثم البترول من احتياطيات الصخر الزيتى بأسعار مجدية تجارياً فى الولايات المتحدة وخارجها، وكان يمكن القول إن هذا هو الإبداع الأعظم أهمية فى العقد الماضى فى أى قطاع، وليس الطاقة فقط.
وحتى المنتجون للبترول الصخرى فى الولايات المتحدة كافحوا من أجل البقاء واقفين على أقدامهم مالياً بعد تراجع أسعار البترول، فقد خفضوا تكاليفهم بنسبة 30% و40% فى العامين الماضيين فقط وفقاً لمؤسسة وود ماكنزى البحثية.
لكنَّ جزءاً كبيراً من هذا التراجع وهمى أو يمكن القول، إنه مؤقت، كما أن توزيع التأثير يختلف من بلد الى آخر وفقاً لتقرير موقع هيئة الإذاعة البريطانية.
ولكى تخفض الشركات التكلفة قامت بشكل مؤقت فقط، بتقليص قيمة العقود مع شركات الإنتاج وصلت إلى نحو 77% من القمية الأصلية للتعاقد، لكن ذلك لن يستمر للأبد.
ويعنى ذلك أن التوفير الكبير لم يكن يعتمد على تحسينات حقيقية فى الكفاءة بل ركز على تفاصيل مالية، منها تخفيض المدة اللازمة لحفر البئر لتوفير العمالة والمعدات.
ويعتبر أفضل ميزة للفترات الصعبة للشركات التى تعمل فى مجال البترول الصخرى أنها اضطرت إلى زيادة استخدام تحليلات البيانات لتحسين تقنيات الإنتاج، فقطاع البترول والغاز دائماً ما يستغل أحدث التطبيقات فى مجال تكنولوجيا المعلومات. وكان للعمل مع أجهزة الكمبيوتر لتحليل البيانات الجيولوجية الفضل فى نهاية الستينيات من القرن الماضى فى اكتشافات البترول فى ولاية ألاسكا القطبية شمال الولايات المتحدة على سبيل المثال.
وتتميز أجهزة الاستشعار حالياً بأنها رخيصة وقوية والاتصالات اللاسلكية تجعل من الممكن جمع كمية هائلة من البيانات عن كل شيء بداية من الضغوط ودرجات الحرارة والاهتزاز وصولاً إلى حالة المعدات.
ويتشابه هذا التقدم مع تطوير التقنيات المستخدمة لإعدام الطاقة المتولدة من الوقود الأحفورى، فالشركات المصنعة للتوربينات لتوليد الطاقة، بما فى ذلك جنرال إلكتريك وسيمنس تعمل على آلاف أجهزة الاستشعار التى يمكن أداؤها من رصد وتحليل الكفاءة.
وأطلقت جنرال إليكتريك مؤخراً تكنولوجيات جديدة لمحطات الطاقة التى تعمل بالفحم والتى تشمل 10 آلاف جهاز استشعار فى كل نظام.
قال جانيش بيل، المدير الرقمى فى قسم معدات الطاقة بجنرال إليكتريك، إن ميزة المصانع التى تعمل بالفحم بطريقة أكثر كفاءة أنها ستكون جزءاً أساسياً من التحكم فى انبعاثات الغازات الدفيئة.
وأشار إلى أن الفحم هو المصدر الرئيسى للطاقة فى العالم، وسيستمر كذلك لبعض الوقت، لذلك من الضرورى العمل على تحسين الأمر فبحلول عام 2030 سوف يكون الاعتماد على الفحم عالمياً نسبته 30% من إجمالى موارد الطاقة.
ويسهم استخدام برنامج جنرال إليكتريك فى تحليل أداء مصنع الفحم وتشغيله بشكل أفضل، مما يمكن معه تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 3%.
وقد يحدث حالياً تراجع كبير فى تكاليف الطاقة المتجددة، حتى إنه فى أجزاء كثيرة من العالم أضافت البلدان محطات طاقة رياح وطاقة شمسية أكثر توفيراً فى التكلفة من توليد الكهرباء من الفحم الجديد أو محطات تعمل بالغاز.
ومن المنتظر ان تؤدى التحسينات المستمرة فى تكنولوجيات الوقود الأحفورى الى مزيد من الجهد لقطاع مصادر الطاقة المتجددة للحفاظ على حصتها فى السوق، ولكى يتحقق ذلك سيكون عليهم مواصلة خفض التكاليف.