عبدالعظيم: 200 مليون جنيه تبرعات سنوية مقابل 300 مليون قبل 2013
تراجع إجمالى إيرادات جمعية رسالة للأعمال الخيرية إلى 200 مليون جنيه سنوياً منذ عام 2013 مقابل 300 مليون جنيه فى السابق، بانخفاض نسبته 33% تقريباً.
وتعمل الجمعية فى حوالى 30 نشاطاً خيرياً لخدمة 3 ملايين مواطن عبر 200 ألف متطوع.
قال الدكتور شريف عبدالعظيم رئيس مجلس الإدارة، إن تراجع الإيرادات سببه انتشار شائعة انتماء «رسالة» إلى جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى تردى الأوضاع الاقتصادية للمواطن الذى تعتمد عليه الجمعية فى جمع التبرعات، متوقعاً استمرار التراجع العام الحالى أيضاً.
وأضاف أن الإيرادات لا تكفى لجميع الحالات التى تخدمها الجمعية وتقترب من 3 ملايين مواطن، مقدراً متوسط حصة الفرد سنوياً بنحو 65 جنيهاً فقط.
أوضح عبدالعظيم، أن الجمعيات الخيرية فى مصر، تجرى معاملتها مثل «الطفل القاصر» الذى لا يمكنه اتخاذ قرار قبل الرجوع إلى الأب الشرعى وهو وزارة التضامن الاجتماعى، إذ لا تستطيع أى جمعية فتح حساب بنكى جديد أو ترخيص سيارة أو تقديم طلب للحصول على تليفون أرضى قبل الحصول على موافقة وزارة التضامن.
وطالب بمعاملة الجمعيات الأهلية، معاملة الشركات الاستثمارية بالقطاع الخاص، لأن الأولى كيان موجود على ارض الواقع، وهو ما تفعله جميع دول العالم، مؤكداً أن طريقة تعامل الحكومة مع الجميعات الأهلية دليل على التأخر مقارنة عن دول الغرب.
ووصف عبدالعظيم، الرقابة فى مصر بأنها «مميتة» وطاردة للعمل الأهلى، مشيراً إلى أن القانون الحالى يميز بين الجمعيات الأهلية التابعة للدولة، ويمنح المتبرع إعفاءً ضريبياً كاملاً، فى حين أن المتبرع للجمعيات الأهلية الأخرى يسدد 7% ضريبة.
وتساءل: «هل من المنطقى، أن تعفى قيمة التبرع لمعهد الأورام من الضرائب كاملة، فى حين تفرض على قيمة التبرع لمستشفى 57357 ضريبة 7% رغم أن المؤسستين لهما هدف واحد»؟
وعن مصادر تمويل الجمعية، قال عبدالعظيم، إن الاعتماد بشكل كامل على الافراد الذين تتراوح تبرعاتهم بين 10 و50 جنيهاً شهرياً، ويمثلون الطبقة المتوسطة وليست الثرية فى المجتمع، كما ان جميع المتبرعين من داخل مصر ولا توجد تمويلات خارجية.
وأكد أن الجمعية ليس لها اى انتماء سياسى سواء لجماعة الاخوان المسلمين او غيرها من التيارات السياسية، وهى قائمة من اجل خدمة المجتمع فقط منذ انشائها عام 1999.
قال عبدالعظيم، إن الجمعية تعمل فى 30 نشاطاً متنوعاً على رأسها رعاية الأيتام والمسنين وأطفال الشوارع وذوى الإعاقة، وجمع الورق والملابس لهم، إلى جانب تقديم دورات الكمبيوتر والتنمية البشرية بالمجان، وإنقاذ المرضى فى المستشفيات من خلال جمع و توصيل الدم، وحملات النظافة.
وشدد على أن «رسالة» تنسق مع المؤسسات الخيرية الأخرى تحت مظلة وزارة التضامن الاجتماعى فى المواسم، لتوزيع الشنط الرمضانية على سبيل المثال، والأضاحى، وحال وقوع كوارث.
وكشف ان عدد الجميعات الاهلية فى مصر محدود، وغير كافٍ للأنشطة المتاحة، إذ أن مصر تضم ما يقرب من 100 مليون نسمة، وبها 20 ألف جمعية.. الفاعلة منها لا تمثل نسبتها أكثر من 10% فقط، مقابل 200 ألف جمعية فى كندا التى لا يتجاوز سكانها نصف عدد سكان مصر، كما أن السويد بها 160 ألف جمعية، فى حين أن سكانها 9 ملايين نسمة.
وحول استعداد الجمعية لعيد الأضحى، قال عبدالعظيم، إن «رسالة» ستعتمد على اللحوم الموردة من المنازل وتوزيعها خلال ايام العيد، فى حين ستتعاقد على كميات من اللحوم المستوردة، على ان يتم ذبحها فى الخارج وتوريدها خلال شهرين بعد العيد ليتم توزيعها على المستحقين طوال العام.
قال عبدالعظيم، أن أزمة الدولار أثرت بشكل كبير على قيمة صك الأضحية، الذى تضاعف العام الحالى إلى 1490 جنيهاً مقابل 700 جنيه فقط العام الماضى.
وأوضح أن الجمعية تفاوض،الشركات المصرية لجلب الأضاحى من الخارج، إذ من المستهدف بيع 7 آلاف صك العام الحالى، والشركة الموردة تحتسب الدولار بسعر 15 جنيهاً، وهو السعر المتوقع اثناء التوريد.
وعن استثمار اموال التبرعات لتعظيم العائد منها، قال عبدالعظيم، إن إجمالى التبرعات منخفض جداً، مقارنة بالحالات التى تحتاج الى دعم ومنح سريعة، وبالتالى لا يوجد فائض كبير يمكن استثماره، ورغم ذلك تم انشاء بعض المشروعات التى تدر دخلاً للجمعية.
وعن معدل الهدر فى التبرعات العينية، قال إن نسبة الهدر تختلف من منطقة لأخرى، إذ توجد بعض المناطق، تكون جودة التبرعات العينية فيها رديئة جداً وغير صالحة ومنخفضة السعر، فى حين توجد فى مناطق أخرى تبرعات جديدة أو شبه جديدة، وأسعارها مرتفعة جداً.
وأشار إلى أن نسبة الفقر ازدادت بشراسة فى الفترة الاخيرة، بسبب الارتفاع المستمر فى الأسعار وانخفاض قيمة الجنيه وثبات الدخل، موضحاً أن نسبة الفقر التى أعلنها جهاز الإحصاء والمقدرة بنحو 27%، تمثل المعدمين وليس الفقراء، لأن الاخيرة اكبر بكثير من هذا الرقم.
قال عبدالعظيم، إن الجمعية رصدت 15 مليون جنيه للحملات الإعلانية خلال العام الحالى وكانت بالكامل فى شهر رمضان، لافتاً إلى أن «رسالة»، من أقل الجمعيات التى ترصد أموالاً للدعاية.