الحزام الاقتصادى يعزز المشروعات الرأسمالية فى أسواق جديدة
قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» إن طموح بكين، لإحياء التجارة على طول طريق الحرير القديم يفتح بسرعة أسواقا جديدة للمستثمرين الصينيين الذين يبحثون عن الفرص بعيدا عن تباطؤ الاقتصاد المحلي.
وكشفت الصحيفة أن الاستثمارات الصينية المباشرة الصادرة إلى عشرات البلدان فى آسيا وأوروبا الشرقية والتى انضمت إلى مبادرة «طريق الحرير» ارتفعت منذ تلميح الرئيس الصينى شى جين بينج، بإحياء الطريق لأول مرة عام 2013.
وأوضحت البيانات الصادرة عن أسواق الاستثمار الأجنبى المباشر أن المستثمرين الصينيين شرعوا فى استثمارات جديدة بلغ عددها حوالى 315 فى مجالات جديدة وبقيمة إجمالية بلغت 75.9 مليار دولار فى جميع أنحاء دول «الحزام الاقتصادى لطريق الحرير» فى 18 شهرا حتى يونيو الماضى ضعف الأرقام فى 18 شهرا السابقة.
وفى نفس الفترة انخفضت الاستثمارات الصينية فى بلدان أخرى بما يقرب من 29% إلى 36.5 مليار دولار.
ومنذ خطاب الرئيس الصينى فى جامعة «نزارباييف» فى كازاخستان سبتمبر 2013 أنهى الصينيون 56% من الاستثمارات الخارجية الواقعة فى دول طريق الحرير.
وأوضحت الصحيفة أن العديد من الاتفاقات الثنائية، التى قامت برعاية بكين، والتى تشكل طريق الحرير تعطى الشركات الصينية خاصة فى قطاعى البناء والطاقة والموارد امتياز الوصول إلى دول «الحزام الاقتصادى لطريق الحرير».
وأضافت أن هذه الامتيازات تمثل فرصة كبيرة للاستفادة من بعض الطاقة الزائدة الضخمة التى بنيت فى الداخل على مدى السنوات الـ 20 الماضية.
وتعهد المطورون الصينيون فى قطاع البناء وحده باستثمار 25.6 مليار دولار فى البنية التحتية والعقارات والخدمات اللوجستية منذ سبتمبر 2013.
وتصدرت مجموعة «شنتشن يانتيان بورت» عناوين الصحف فى مايو الماضى عندما تعاونت مع شركة «ليبو سيكارانج» فى اندونيسيا لتطوير المنطقة الصناعية فى منطقة جاوة الغربية، الموقع الرئيسى على طول الجزء البحرى من مبادرة طريق الحرير حول جنوب شرق آسيا والمحيط الهندى على طول الطريق إلى أوروبا عبر قناة السويس بقيمة بلغت 14.5 مليار دولار.
وفى الوقت نفسه، تتزايد محطات توليد الطاقة الحرارية المصنوعة فى الصين فى جميع أنحاء القارة الأوراسية من إندونيسيا إلى الشرق الأوسط.
وأعلن المستثمرون الصينيون إنشاء محطات جديدة لتوليد الكهرباء فى باكستان وحدها تبلغ قيمتها 8.5 مليار دولار والتى قد تضيف 5.260 ميجاوات من القدرة المركبة إلى الشبكة المحلية.
وأوضحت الوكالة أن السياسة الخارجية لطريق الحرير تخلق مجالا لشركات صناعة البناء والصناعات الثقيلة لتصدير الطاقة الزائدة كما يستوعب أيضا الطموحات فى القطاعات الأخرى.
وبرزت شركة التكنولوجيا مثل «هواوى» و«بنك الصين» وأكبر شركات الاستثمار فى البلاد مثل «على بابا» مجموعة التجارة الإلكترونية و«هاير» المتخصصة فى الأبحاث الإلكترونية كمستثمرين أجانب كبار حيث يحوّلون الانتاج من الصين ويستعدون لخدمة الأسواق الاستهلاكية الضخمة مثل الهند.
وفى الوقت الذى زادت فيه الصين الرهانات على دول مبادرة «طريق الحرير» أصيبت السلطات فى بكين بخيبة أمل مع التقدم البطىء فى عدد من هذه البلدان الشىء الذى دفعهم إلى القيام بدور أكثر نشاطا فى إدارة هذه المبادرة.
وتعثر العديد من المشاريع المخطط لها فى باكستان، على طول الممر الاقتصادى بسبب حالة التجاهل العام للمبادرة من الجانب الباكستانى الذى دفع المسئولين الصينيين لحث الجيش المحلى لتولى دور قيادى.
ووصف المتحمسون لمبادرة «طريق الحرير» بأنه مشروع رائع يتيح فرصا استثمارية كبيرة للبلدان المعنية وسوف يصبح الوضع مربحا لجميع الأطراف.
وأكدوا أن القنوات الاستثمارية لهذا المشروع سوف تولّد الأرباح ورأس المال الصينى فى نهاية المطاف سوف يتحرك فى أى مكان.