“الهيتمى”: “مدينة نصر” تتلقى عروضاً لأراضٍ فى “الدلتا” وتستهدف بدء الإنشاء 2018
“التعبئة والإحصاء” يرصد انخفاض نسب التشبع مع تقارب مستويات الدخول فى محافظات الحضر
“إبراهيم”: تحويلات العاملين فى الخارج تكفل تلبية معروض من إسكان متوسط وفاخر
بدأت أنظار المطورين العقاريين فى الزحف إلى المحافظات، فى ظل توجه كبرى شركات التطوير العقارى، حالياً، لتعزيز محافظ أراضيها هناك، مع تراجع الطلب على الإسكان المتوسط والفاخر فى القاهرة الكبرى، وفى الظروف الاقتصادية الراهنة، كشفت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن مدى ملاءمة تلك التوجهات لمستويات الدخل والإنفاق فى محافظات الحدود، والريف، والوجه القبلي.
وأظهرت إحصاءات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أن المصريين ينفقون 17.5% من دخولهم السنوية على السكن، وأن متوسط دخل الأسرة المصرية فى المحافظات الحضرية الأعلى بـ57.8 ألف جنيه سنوياً، وهى المحافظات التى تشهد إقبالاً من جانب المطورين العقاريين فى السوق المصري.
لكن محافظات أخرى تتمتع بمستويات دخول ليست منخفضة نسبياً، ولا سيما محافظات الحدود التى جاءت فى المركز الثانى من حيث الإنفاق الجغرافى على مستوى الجمهورية بقيمة 56 ألف جنيه سنوياً، وتصل مستويات إنفاق حضر الوجهين البحرى والقبلى إلى 46.9 ألف جنيه سنوياً، و43.1 ألف جنيه سنوياً.
وأشار الجهاز إلى أن ريف الوجهين البحرى والقبلى هو المناطق الأكثر فقراً على مستوى الجمهورية، ويصل مستويات استهلاك الأسرة فيه إلى 41.6 ألف جنيه، و33.3 ألف جنيه.
وتوقع محللون أن تتباطأ وتيرة نمو الطلب على العقارات فى محافظات القاهرة الكبرى، خلال السنوات المقبلة، بسبب الطفرات القوية التى شهدتها خلال الفترة الأخيرة، ومن ثم تتولد الحاجة إلى البحث عن أسواق جديدة لم تصل إلى نفس مرحلة التشبع، وتمتلك طلباً حقيقياً بامتلاك القدرة الشرائية.
وخلال العام الماضي، بلغت نسبة من يمتلكون شقة أو أكثر من شقة أو فيلات فى محافظات الحضر نحو 94.6% من السكان، مقابل 71.5% فى المحافظات الريفية.
وذكرت شركات عامر جروب، ومدينة نصر للإسكان والتعمير، وبالم هيلز، وسوديك، أنها تواصل مساعى تأمين احتياجاتها المستقبلية من الأراضى عبر تعزيز محافظ أراضيها الحالية، والتوسع الأفقى فى محافظات الجمهورية.
وقال محمود إبراهيم، محلل قطاع العقارات فى شركة «مباشر إنترناشيونال» لتداول الأوراق المالية، إن شركات التطوير العقارى تملك فرصة ذهبية لفتح أسواق جديدة لها فى محافظات الدلتا، والصعيد خلال المرحلة المقبلة، التى ربما تشهد تراجعاً فى الطلب داخل الأسواق الحالية.
وتابع إبراهيم: الشركة الأسرع فى اغتنام الفرصة الجديدة ستحقق عوائد مرتفعة على استثماراتها؛ بسبب نسب التشبع الضعيفة فى المحافظات، خصوصاً مع تركز نحو 38 مليون نسمة من السكان فى تلك المحافظات المستهدفة.
ولفت إلى أن تواجد المطورين العقاريين فى محافظات الدلتا والصعيد، سيمثل نقلة نوعية للاستثمار العقارى فى تلك المحافظات؛ بسبب الطفرات الإنشائية، والطرازات المعمارية الجديدة، غير المنتشرة فى محافظات تعانى بناء عشوائياً غير مخطط.
وأوضح أن مستويات الدخول فى المحافظات قادرة على تلبية المعروض من الإسكان المتوسط والفاخر، بدعم من تحويلات أبناء تلك المحافظات من المصريين العاملين فى الخارج، ومن ثم فإن تواجد الشركات العقارية فى تلك المحافظات لن يلحق تأثيراً سلبياً على أدائها، لافتاً إلى أن العديد من الشركات العقارية باتت بالفعل تحتاج إلى تعزيز أراضيها هناك.
وقال أحمد الهيتمى، المدير التنفيذى لشركة مدينة نصر للإسكان والتعمير لـ«البورصة»، إن الشركة تستهدف التنوع الجغرافى فى محفظة أراضيها عبر إقامة مشروعات للإسكان المتوسط بأقاليم المحافظات المختلفة، مضيفاً أن الشركة تخطط لتنويع وتقوية محفظة مشروعاتها، فضلاً عن الحفاظ على هويتها عبر الاستمرار فى التواجد بوحدات المتوسط بالتوازى مع وحدات الإسكان الفاخر.
وبيّن «الهيتمي»، أن الشركة تضع فى مستهدفاتها التواجد فى مناطق غرب القاهرة، والمدن الساحلية عبر مشروعات جديد، قد تتم بالشراكة، إذ إن محفظة أراضى الشركة الحالية تصل إلى 9.5 مليون متر مربع متركزة فى شرق القاهرة.
وبين أن الشركة تخطط لامتلاك الأراضى خلال الفترة المقبلة، على أن يتم البدء فى إنشاء المشروعات خلال العام 2018، كاشفاً أن الشركة تلقت عروضاً من جانب مالكين لأراضي، وستبحث «مدينة نصر» سبل استخدام الأرض سواء بالتملك النهائى أو الدخول فى شراكات.
فيما أكّد رياض رفعت، المدير المالى لمجموعة عامر القابضة لـ«البورصة»، أن «عامر جروب» تدرس فرصاً لشراء أراض جديدة تعظم بها محفظة الأراضى التى تمتلكها، لافتاً إلى أن الأراضى المستهدفة لا تقتصر فقط على القاهرة، ولكن فى مناطق مختلفة من الجمهورية.
أن أضاف المدير المالى لـ«عامر جروب»، أن الشركة تدرس، حالياً، مشروعات مختلفة للشراكة مع شركات أخري، التى تكون صفة عامر جروب فيها مطوراً شاملاً، مضيفاً: ليس من الضرورى أن تكون المشروعات المشتركة مع شركة «بورتو»، وسنعلن حال الوصول إلى اتفاقيات رسمية.
يذكر أن مشروع «بورتو سعيد»، وهو المشروع الأول لمطورين عقاريين كبار فى مصر خارج نطاق القاهرة الكبرى والساحل الشمالى، حيث سيقع فى محافظة بورسعيد، لكن تنفيذه بات غير مؤكد، إذ إن شركة بورتو سعيد إحدى الشركات التابعة لمجموعة بورتو القابضة قد تسلمت إنذاراً من شركة تاور للاستثمار السياحى عن رغبتها فى إنهاء عقد التطوير من طرف واحد.
ووفقاً لماجد شريف، الرئيس التنفيذى للشركة، فإن الشركة خصصت 700 مليون جنيه من السيولة المتوافرة لديها البالغة 2 مليار جنيه لضم أراض جديدة إلى محفظتها سواء عبر الشراء المباشر أو الدخول فى شراكات مع الدولة أو شركات أخرى تمتلك أراضى لتنمية مشروعات بالشراكة.