أوضحت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن المستثمرين ضخوا ما يزيد على 50 مليار دولار العام الجارى فى السلع؛ سعياً وراء الاستفادة من تعافى أسعار البترول، فى حين أن الفائدة زادت من جاذبية الأصول الآمنة مثل الذهب.
وتمثل التدفقات أفضل بداية للعام منذ عام 2009، عندما بدأت طفرة أصول السلع التى دامت ثلاث سنوات، وفقاً لبيانات بنك «باركليز».
ورفعت الأموال الجديدة مع زيادة الأسعار إجمالى قيمة أصول السلع تحت الإدارة من 161 مليار دولار نهاية عام 2015 إلى 235 ملياراً، وهو ما يبدو إشارة على الثقة فى الاستثمار بالسلع باعتبارها فئة أصول، أدر لرجال الأعمال الباحثين عن الاستثمار فى الذهب والبترول غالبية المكاسب.
وارتفعت أسعار البترول بصورة حادة منذ شهر يناير، إذ بدأ التوازن يعود بطيئاً إلى السوق، فى حين سجل الذهب أداءً جيداً فى أعقاب صدمة التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وعدم اليقين بما سوف تسفر عنه نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وقال كيفين نوريش، محلل لدى باركليز، إن جزءاً كبيراً من طلب المستثمرين العام الجارى كان تكتيكياً، وإن لم تستمر أصول السلع فى تحقيق عائدات قوية فى النصف الثانى من العام الجاري، فسوف تواصل التدفقات المالية الهروب.
وأضاف «نوريش»، أن توقعات الأسعار للسلع الرئيسية مثل البترول والنحاس تشير إلى أنها لن تكون سلبية خلال النصف الثانى من العام، وهو ما سيشجع المستثمرين على تصفية بعض الأصول.
وكان أداء أصول السلع الأفضل خلال النصف الأول من العام، متفوقاً على السندات العالمية والأسهم، وتجاوز إجمالى العائدات من مؤشر سلع بلومبرج 14% خلال الستة أشهر لأولى حتى يونيو الماضى.
ومنذ بداية شهر يوليو، تراجع مؤشر سلع بلومبرج 6.5%، بسبب انخفاض أسعار البترول وخام برنت بنسبة 16% من أعلى مستوى مؤخراً عند 44 دولاراً للبرميل، مع معاناة المؤشر من التخمة المستمرة فى المنتجات المكررة مثل البنزين والديزل.
ويقدر «باركليز» حجم استحواذ المعادن النفيسة، خاصة الذهب، على نحو 60% من إجمالى التدفقات النقدية من السلع خلال العام الجاري، ويتوقع أن يكون عام 2016 الأفضل على الإطلاق لصناديق الاستثمار المتداولة فى الذهب.
ويقول المتداولون، إن المستثمرين الذين ضخوا أموالاً فى صناديق الاستثمار المتداولة قادوا ارتفاع أسعار الذهب العام الجارى بنسبة 28% لتصل إلى 1.363 دولار للأوقية، وارتفعت حيازات المعدن الأصفر بنحو 16% عام 2016 إلى أعلى مستوى له فى ثلاث سنوات إلى 56.8 مليون أوقية.
وعلى النقيض، شهدت مقايضات مؤشر السلع، الذى يعكس مخصصات الأصول على المدى الطويل للسلع من قبل المؤسسات الاستثمارية الكبرى، مثل صناديق المعاشات، صافى تدفقات خارجة بلغ 2 مليار دولار فى يونيو ويوليو الماضيين، وفقاً لبنك «باركليز».