أعلنت الصين فى أبريل الماضى بمباركة وتشجيع رئيسها شى جينبينج (Xi Jinping) عن استراتيجيتها لتطوير لعبة كرة القدم؛ لكى تكون الصين دولة عظمى فى هذه اللعبة قبل عام 2050. أعلنت عن استراتيجية بها أهداف قصيرة المدى (عام 2020)، وأهداف متوسطة المدى (عام 2030) وأهداف طويلة المدى (عام 2050). وأعلنت عن برامج ومشاريع بجداول زمنية لتحقيق هذه الأهداف.
ترتيب الصين الآن هو رقم 78 عالمياً فى آخر تصنيف للفيفا فى أغسطس 2016 (مصر رقم 43)، وكانت الصين قد وصلت مرة واحدة فقط إلى نهائيات كأس العالم عام 2002 والتى كانت مقامة فى كوريا واليابان. تهدف الاستراتيجية القصيرة المدى لعام 2020 إلى جذب 50 مليون شاب وطفل إلى لعب كرة القدم، وذلك عن طريق البرامج التالية: إنشاء 70 ألف ملعب لكرة القدم، ملعب واحد على الأقل فى أى تجمع سكانى جديد، وزيادة مراكز التدريب من 5 آلاف إلى 20 ألف مركز حول الصين.
أما الاستراتيجية المتوسطة المدى فتهدف إلى أن تكون الصين الدولة الأولى فى آسيا فى ترتيب الدول الآسيوية قبل عام 2030 فى كرة القدم، وأن تتمكن من استضافة كأس العالم عام 2026 أو عام 2030 وأن يكون عدد مراكز التدريب المتخصصة قد وصل إلى 50 ألف مركز تدريب.
فرئيس الصين له 3 أحلام لكرة القدم الصينية: أن تصل الصين إلى كأس العالم، أن تستضيف الصين كأس العالم، وأن تفوز الصين بكأس العالم
بالتربع على المركز الأول فى آسيا تكون الصين وضعت لنفسها مكاناً شبه دائم فى التأهل إلى كأس العالم.
أما الاستراتيجية طويلة المدى (عام 2050) فتسعى الصين إلى أن تكون دولة منافسة على المركز الأول لكأس العالم وأن تستطيع المنافسة والفوز بالكأس.
وبالاستراتيجية أهداف أخرى مثل التوسع فى صناعة الرياضة وأن يكون حجم هذه الصناعة فى الصين ضعف دول العالم أجمع قبل عام 2025. واحدة من المبادرات لتحقيق ذلك هى أن تكون شركة مثل لى نينج Li Ning للأدوات الرياضية منافساً عالمياً لشركة أديداس Adidas.
الجميل فى الصين هو أن الدولة تضع استراتيجية بها أهداف وبها برامج بجداول زمنية لتحقيق هذه الأهداف. وقد نجحت الصين فى تطوير اقتصادها وعمل معجزة اقتصادية بانتشال 600 مليون مواطن من الفقر فى آخر 30 عاماً.
علينا أن نتعلم من الصين كيف نخطط لكى ننجح وكيف يجب أن نخطط. الصين بها 890 كفاءة فى وزارة اسمها الوزارة السوبر National Development And Reform Commission تتبع أعلى سلطة بالدولة وهم مسئولون عن التخطيط لاقتصاد الدولة. الرئيس الصينى ليس هو المسئول ولكن المسئول لترجمة أحلام الرئيس الصينى إلى برامج ومشاريع لها جدوى اقتصادية هى هذه المجموعة من الخبراء. هم باختصار وزارة التخطيط ولكنها تتبع أعلى سلطة بالدولة وليس وزارة ضمن بقية الوزارات. هكذا نجحت الصين وكوريا واليابان وسنغافورة والإمارات وماليزيا وغير ذلك بتبعية التخطيط لأعلى سلطة بالدولة. ودون ذلك سنفشل ولن يسعفنا قرض صندوق النقد.
باختصار: التخطيط لابد أن يبدأ بأهداف طويلة المدى ومتوسطة المدى وقصيرة المدى وبرامج ومشاريع بجداول زمنية محددة لتحقيق هذه الأهداف. وللنجاح فى التخطيط فى الدول النامية مثل مصر، علينا أن نتعلم من الذين سبقونا وتقدموا وأن نضع التخطيط فى يد أعلى سلطة فعلية فى الدولة (وهو رئيس جمهورية مصر العربية وليس رئيس الوزراء)؛ أن ذلك هو الطريق الوحيد الذى يضمن تنفيذ الاستراتيجيات والبرامج والمشاريع وعدم وضعها فى أدراج الوزارات التى اكتظت بالدراسات.