اقتصادنا يا تعبنا… الحلقة الثالثة
لا يمكن التقليل من التحديات التى يعمل فيها القطاع الخاص منذ 2011، وحتى يومنا هذا.. ولكن معروف أن القطاع الخاص مقدام ومبادر ومغامر ومناضل ويتحدى الصعاب.. وما فائدة أن نطلق عليه «Entrepreneur» يا ترى هل انتفت هذه الصفات عنه؟ أم أنه فضل الركون والبيات منتظراً ما تفعله الدولة ملقياً باللوم على سياساتها وحكومتها.. ومنتظراً منها مشروعات ليعمل فيها؟ وكأنه موظف ينتظر المنحة من الدولة.. وهو على يقين أن ما الدولة إلا لاعب رئيسى كمنظم ومراقب، ويجب ألا تتدخل إلا فى الأزمات والسلع والخدمات الاستراتيجية ومشروعات البنية الأساسية..
لماذا لا يجلس القطاع الخاص مع نفسه، ويعيد التفكير فى أهيمة دوره وكيف أذنب حينما تراجع؟ وفضل البيات والمراقبة من المنزل أو من الساحل.. صيفاً وشتاءً.. سواء على الأبيض المتوسط أو على الأحمر… أو غيرهما..!!!!.. ألم يعلم القطاع الخاص أن الدولة والبنك المركزى ليسا مسئولين عن تدبير العملة الصعبة؟؟… ألم يعلم أن تفانيه فى عمله وتوسعه فى نشاطه وتسويقه لمنتجاته محلياً واقليمياً وعالمياً هو ما يدر الدخل عليه بجميع العملات، وأن عليه أن يضع حصيلة هذه العملات فى البنك ليتعامل بها مرة تحت مظلة دورة السلع والنقود… اما فضل تحويل جزء منها للخارج ليتعامل بها كما يحلو له بالمضاربة أحياناً أو الاستفادة من فرق سعر العملة… ألم يعلم، على الأقل ممن يحملون جنسية هذا البلد ولا يحتاجون لتحويل أرباحهم إلى الخارج، أهمية ذلك..
هناك العديد من المصدرين ليس لديهم مشاكل فى تدبير العملة… أتعلمون لماذا؟؟ لأن لديه حصيلة دولارية من عقود التصدير الخارجية يضعها فى حسابه ويلجأ إليها متى احتاج… هناك شركات فى قطاعات مختلفة حققت أرباحاًَ جيدة جداً رغم تحديات الاقتصاد بعد 2011..
أنا لا ألقى اللوم على طرف دون آخر… وقلت إن الجميع مذنب.. سياسات وأفعال دولة.. أداء قطاع خاص هزيل… كل طرف مشترك فى المسئولية.. إن لم تتعاون جميع هذه الأطراف ويعرف كل دوره مع إيمان عميق بدور الآخر.. ستبقون تجرون وراء بعضكم البعض فى نفس الدائرة دون الانتقال إلى طرق ممهدة نحو التنمية المستدامة والمسئولية الاجتماعية..
ضعوا أيديكم فى أيدى بعض… لأن المصلحة واحدة والخير سيعم على الكل…
مصر مليئة بالفرص الاستثمارية والمزايا النسبية والتنافسية.. ولكن من المقدام الذى يرغب فى اقتناص الفرص… للتوسع أو الاستثمار الجديد؟، كل يعرف قدراته فى مجاله.. وكيف يستطيع النفاذ للأسواق… مستغلاً ما يتم تخصيصه من دعم لصندوق دعم الصادرات الذى ارتفعت ميزانيته إلى مستويات ما قبل 2011، ليصل إلى 3.7 مليار جنيه، وفى طريقه إلى الزيادة فى ضوء مطالبات اتحاد الصناعات برفعه إلى 10 مليارات سنوياً… علما بأن الصندوق بدأ فى عام 2002- 2003 بـ500 مليون جنيه حتى وصل إلى 4 مليارات فى فى 2009-2010 ثم انخفض بعد 2011 ليصل فى 2011-2012 إلى 2.7 مليار..
وبالتالى، هل حسنت من جودة إنتاجك..هل حسنت من أداء شركاتك ومصانعك وعمالك… هل تبنيت سياسات تسويقية تتحدى بها مافسيك محلياً ودولياً.. تبنيت برامج وسياسات لشركتك تمكنك من الوصول إلى الأسواق الخارجية بأسعار ووقت وجودة تنافسية… فى ظل الاتفاقيات التجارية التى تتميز بها مصر مع أسواق عديدة..
هل تذكر كم عانيت فى بداياتك لتصل إلى ما أنت عليه.. أم تعودت على الرفاهية.. إذا كنت أقول للحكومة حسنى من أدائك وسياساتك وادعمى القطاع الخاص كمنظم ورقيب جيد وتحسين بيئة الاستثمار..
وبالتالى أسأل القطاع الخاص فى جميع القطاعات…ماذا أنت فاعل… ؟؟ هل تنوى استكمال تحدى تحقيق الأرباح وزيادة إيراداتك أم ستبقى فى خندق الانتظار.. اقول لك إن مصر حالياً بها أفضل الفرص للاستثمار.. وإن كان يلزمك أن تحسن الدولة بالتوازى من نفسها، وتستكمل تحسين منظومة الاستثمار وتوفير المجالات المحفزة والداعمة للاستثمار كالبنية الأساسية والمرافق والخدمات.. وإن كان لك دور فيها من خلال نظم المشاركة..
لا تنتظر الفرص السهلة للعمل لأنك ما خلقت لهذا.. بى Be Aggressive to grow up المنافسة «محتاجة رجالة فاهمة السوق تعرف ازاى تكسب وتعدّل» من سياساتها الإنتاجية والتسويقية… قطاع الأعمال الصينى واللبنانى منتشر فى أفريقيا كالأسد الذى يبحث عن فرص استثمارية.. فماذا أنت فاعل؟؟ لن يحميك جلوسك منتظراً.. كن كالأسد يتخطى الصعوبات والتحديات لاصطياد غذائه وغذاء أهله..
ولقطاع السياحة.. ولك منى مقال مخصوص فى الحلقات القادمة؟ ماذا أنت فاعل من برامج لتساعد الدولة على إعادة تنشيط القطاع على المستويين المحلى والدولى..؟؟
للقطاع الخاص أقول.. لا تبنِ القلاع بالانتظار.. ولا تنتظر الانتصار بالتمنى.. واعلم أن لك دوراً فى الضغط على الحكومة لتبنى سياسات إصلاحية أو توجيهها بالنصح والإرشاد.. وإلا ما فائدة مجالس أعمالك وجمعيات وغرفك واتحاداتك ومؤتمراتك.. أنت جزء من نهضة هذا البلد.. كل له دور عليه أن يقوم به.. قم وشارك فى نهضة بلدك.. ولا اخرس الله لك حساً أو عملاً إيجابياً..
وما نبغى إلا إصلاحاً…