مديرو الأصول: السيولة موجودة ولكن سعر الشراء المحدد الأهم لتجنب أخطاء الماضى الأليم
عمر رضوان: ضرورة تشجيع تداول أسهم الشركة خاصة أنها بقطاع غير ممثل جيدا بالبورصة
تستعد صناديق الاستثمار العاملة فى السوق المحلية لتوجيه جزء من سيولتها الفترة الحالية لشراء أسهم شركة مصر لإنتاج الأسمدة ـ موبكو، رغم شح التعاملات فى البورصة، وإحباط اغلب المتعاملين من اداء السوق، وبذلك ترتفع حظوظ رواج أسهم الشركة بعدما جفت منابع السيولة لدى المتعاملين الأفراد فى البورصة ترقبا لتحريك سعر الصرف.
وقال محمد عمران، رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية، إن شركة مصر لإنتاج الأسمدة ـ موبكو تنتهى من جميع التفاصيل والإجراءات الخاصة لبدء التداول على أسهم الشركة، مضيفاً: «إن لم تسمح الظروف ببدء التداول خلال الأيام المقبلة، سيكون بعد عيد الأضحى».
واتفقت روايات سماسرة فى البورصة حول موقف المتعاملين الأفراد فى السوق الفترة الحالية، والتى تشهد تراجعاً ملحوظاً فى قيم التعاملات، إذ تعانى أغلب المراكز المالية للأفراد من تكبد خسائر رأسمالية، إلا أن السوق تنتظر ارتفاعا متوقعا مع تحريك سعر الصرف، ثم التصرف فى المراكز المالية.
وأشار مديرو أصول إلى استعدادهم لشراء الأسهم المتاحة من شركة مصر لإنتاج الأسمدة موبكو اعتماداً على مواقف السيولة المتاحة فى مراكزهم المالية، والتى أبعدوها عن معركة البورصة خلال الفترة الحالية انتظاراً لاتخاذ خطوات فعلية من جانب الحكومة بشأن برنامج الإصلاح الاقتصادى.
واضافوا أن شراء الاسهم المعروضة من شركة مصر لانتاج الاسمدة موبكو، يعتمد على تقييم فردى من جانب كل صندوق استثمار بسبب عدم وجود سعر محدد للأسهم، التى من المقرر بدء التداول عليها بالقيمة الاسمية البالغة 10 جنيهات، كما أنه لا توجد دراسة قيمة عادلة معتمدة من الهيئة العامة للرقابة المالية.
وتم اعداد القيمة العادلة لسهم «موبكو» عند 52.18 جنيه، إلا أن هذه القيمة لا تعكس الحقيقة حيث تم إعدادها بناءً على سعر صرف 7.63 جنيه قبل الزيادة الرسمية الأخيرة للدولار، أما فى حال احتساب سعر الصرف الحالى 8.87 جنيه فإن القيمة الحقيقية للسهم تصل إلى 71.9 جنيه للسهم.
وقال عمرو أبوالعينين، العضو المنتدب لشركة سى آى استس مانجمنت، ان الصناديق الخاضعة لإدارة الشركة تملك موقفاً جيداً من السيولة يمكنها من شراء الأسهم، التى سيعرضها المساهمون الرئيسيون للبيع بعد بدء التداول على أسهم الشركة.
وأكد أبوالعينين، أن الأسعار المطلوبة فى سهم الشركة ستحدد بصورة أساسية موقف صناديق الاستثمار من شراء الأسهم، إذ إن سعر الشراء يحدد الفرص الاستثمارية المتاحة من دخول الشركة والقيمة الكامنة فى شراء السهم.
وتابع: «حتى ولم يكن قطاع الأسمدة من القطاعات التى تتمتع بالسيولة خلال الفترة الحالية فى البورصة، فإن وجود فرصة استثمارية فى الشركة الفترة المقبلة تخلق حافز شراء السهم، والتى تتحدد عبر دراسة الشركة وتحديد القيمة العادلة».
وقال كريم عبدالعزيز، المدير التنفيذى لصناديق الأسهم بشركة الاهلى لإدارة صناديق الاستثمار، إن الصناديق الخاضعة لإدارة شركة الأهلى تملك السيولة الكافية لتمويل شراء الأسهم المتاحة من شركة موبكو بعد بدء التداول عليها، إلا أن الاسعار المقرر عرضها تحسم بصورة أساسية شراء الأسهم.
واضاف عبدالعزيز أن صناديق الاستثمار تسعى لإضافة بضاعة جيدة إلى محفظتها الاستثمارية فى السوق، لافتاً إلى الشركات التى تعمل فى مجالات البتروكيماويات موجودة فى السوق، مثل «اموك»، و«سيدى كرير».
وقال عمر رضوان، العضو المنتدب لقطاع الوساطة بشركة إتش سى إن الشركة ستدرس شراء الأسهم المتاحة من موبكو، لافتاً إلى ضرورة تشجيع الطرح خاصة انه بقطاع غير ممثل جيداً بالبورصة.
ويرى رضوان أن هذا الطرح له ظروفه الخاصة ودراسات قوية، وسيلاقى اهتماما من قبل المستثمرين العرب والأجانب والمحليين أيضا، ولا يمكن الحكم عليه بملاقاة مصير الطروحات السابقة لاختلافه عنها.
وأشار إلى ان الوضع الحالى للسوق غير مقلق، حيث تحتاج البورصة طروحات قوية، لافتا إلى ان زيادة عدد الطروحات القوية يخلق فرصا شرائية كثيرة، ويشجع المستثمرين على الدخول بالسوق ثانية، موضحاً أن الوقت الحالى للطرح مفيد للسوق أكثر منه للسهم.
وقال محمود جبريل، العضو المنتدب لشركة أموال للاستثمارات المالية، إن طرح شركة موبكو بالبورصة خطوة جيدة وفى توقيت مناسب لتكون أولى الطروحات الحكومية ولإظهار صورة جيدة لجذب المستثمرين لباقى الطروحات.
وأوضح جبريل إلى ان شركته تنتظر نشرة الاكتتاب لرؤية القوائم المالية للشركة ومركزها المالى، القيمة العادلة للسهم وسعر الطرح ومدى جاذبيته لاتخاذ القرار بالشراء من عدمه، فيما تعكف على دراسة موقف السيولة المتاحة فى الشركة
ولفت إلى ان التداول على «موبكو» وكل الطروحات الحكومية المقبلة سيحدد مصيرها من خلال مديرى الطرح فان نجحت الحكومة بطرح السهم بسعر أقل من القيمة العادلة لجذب شريحة أكبر من المستثمرين، اختيار التوقيت المناسب للطرح لفتح شهية المستثمرين واستعدادهم لخوض طروحات جديدة.
ويرى جبريل ان انخفاض احجام التداولات بالسوق الوقت الحالى دلالة على رفض البائع للأسعار الراهنة للأسهم والتمسك بما لديهم فى حين يحاول المشترى اقتناص فرص، ما يجعل الوقت الحالى مناسبا لطرح موبكو.
وطالب مديرو الطرح بدراسة كل الأخطاء التى وقعت بها الطروحات الاخيرة فى البورصة المصرية وتلاشيها، خاصة ان الربع الأخير من العام سيشهد خطوات جديدة من تعويم العملة المحلية ما سيجذب عدداً كبيراً من المستثمرين الأجانب ولن يحدث ذلك إلا فى وجود طروحات أثبتت نجاحها.