سجلت إيرادات أكبر 12 بنك استثمار حول العالم بنسبة 15% مجتمعين فى النصف الأول من العام الجارى فى أعنف انخفاض منذ الأزمة المالية العالمية، ما يؤكد الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير جذرية لتعزيز العائدات للمساهمين.
وكشفت بيانات شركة «كوليشن»، وهى مجموعة أبحاث تجمع المعلومات العامة والبحوث المستقلة وتتحقق منها من خلال مجموعة من المشاركين فى السوق، إن الربع الثانى من العام شهد نشاطا أكبر مقارنة بالربع الأول، الذى شهد تراجعات متزامنة فى الأسهم والسندات والسلع وقل عدد الشركات التى تجرى الصفقات.
ولا تتوقع «كوليشن» أن يحقق أى بنك من الاثنى عشر الذين ضمتهم بياناتها وهم «بنك أوف أمريكا» وبنك «باركليز» و«بى ان بى باريبا» و«سيتى جروب» و«كريدى سويس» و«دويتشه بنك» و«جولدمان» و«اتش اس بى سى» وبنك «جيه بى مورجان تشيس» و«مورجان ستانلى» وبنك «سوسيتيه جنرال» وبنك «يو بى إس» إيرادات تزيد على 10% العام الجارى أو العام المقبل.
ولم يكن انتعاش الربع الثانى من العام قويا بما فيه الكفاية لتفادى التراجع فى إجمالى الإيرادات من الخدمات المصرفية الاستثمارية لأكبر 12 بنكا.
وسجلت إيرادات البنوك من تداول الأسهم والسندات وتقديم المشورة للشركات بشأن عمليات الاندماج وزيادة رأس المال نحو 79 مليار دولار فى النصف الأول من العام الجارى منخفضة من 93.3 مليار دولار لنفس الفترة العام الماضي.
ووصفت صحيفة «فاينانشيال تايمز» هذا التراجع بالأكبر فى العام على أساس سنوى منذ انخفاض الايرادات بنسبة 25% فى النصف الأول من عام 2010، مقارنة بالإيرادات القياسية فى النصف الأول من عام 2009 عند 140 مليار دولار.
وقال جورج كوزنيتسوف، رئيس قسم الأبحاث والتحليلات فى «كوليشن»، إن آفاق النمو فى النصف الثانى من العام الجارى تبدو جيدة حال استمرار الربع الثالث فى سياق مماثل للربع الثانى.
وقال كوزنيتسوف، لا يوجد بنك من المتوقع أن ترتفع ايرادته أكثر من 5% أو 6% العام المقبل بسبب القواعد الأكثر صرامة على رأس المال والمخاطرة التى مازالت تلقى بثقلها على القطاع.
وأشار كوزنيتسوف إلى أن بنوك الاستثمار تدرك جيدا أن اللوائح لن تتغير كثيرا وسوف يعتمد تحسن العوائد على تحسين قاعدة التكلفة أو الحصول على حصة أكبر فى السوق.
وحاولت البنوك الحفاظ على خفض النفقات على سبيل المثال انخفضت المكافآت والمزايا فى «جولدمان ساكس» بنسبة 13% فى الربع الثانى من العام السابق بما يتماشى تماما مع صافى الإيرادات.
لكن المحللين أفادوا بأن فريق الإدارة فى حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لرفع العوائد للمساهمين.
وكشف التقرير أن بعض البنوك أصبحت بشكل واضح فى وضع مكافحى الحرائق مثل جون كريان، الرئيس التنفيذى لـ«دويتشه بنك» الذى استغنى عن الآلاف من فرص العمل وخفض الأصول الخطرة وعلّق أرباح المساهمين خلال العام الماضى ويدرس حاليا المزيد من الخيارات.