تراجع معدل الفقر فى العديد من دول القارة السمراء
حصدت البلدان الأفريقية التى اتخذت إجراءات فى وقت مبكر من العقد الماضى للاستثمار فى الزراعة العديد من المكاسب، حيث تتمتع، حالياً، بنمو اقتصادى أعلى وانخفاض أكبر فى معدلات سوء التغذية، حسبما أفادت مؤسسة «تومسون رويترز».
وأعلن التحالف من أجل ثورة خضراء فى أفريقيا (أغرا)، أنه بعد عقود من الركود أصبح الكثير من البلدان الأفريقية تتمتع بنمو مستدام فى الإنتاج الزراعية منذ عام 2005، وهو ما ساعد على انخفاض معدلات الفقر فى أماكن كثيرة من القارة السمراء، مثل غانا ورواندا وإثيوبيا وبوركينا فاسو.
ويخطط التحالف لاستثمار 500 مليون دولار على مدى خمس سنوات لمساعدة الشركات الزراعية والحكومات على إنتاج البذور.
ومنذ عام 2006 استثمر التحالف ما قيمته 100 مليون دولار فى شركات البذور، وبدأ فى ضخ أموال إضافية منذ يناير الماضي.
وأوضح التقرير، أن البلدان التى اعتمدت سياسات البرنامج الشامل للتنمية الزراعية الذى تم إنشاؤه من قبل حكومات الاتحاد الأفريقى عام 2003 تسجل ارتفاعاً فى الإنتاج من المزارع القائمة بنسبة تتراوح بين 5.9% و6.7% سنوياً.
وكشف التقرير، أن هذا الأمر ساعد على رفع متوسط الزيادة السنوية 4.3% فى الناتج المحلى الإجمالي.
وأشار تقرير الذى يصف الحالة الزراعية فى أفريقيا فى 2016، إلى أن الدول التى تخلت عن تطبيق البرنامج، وجلست على الهامش تشهد ارتفاعاً فى الإنتاجية الزراعية بنسبة تقل عن 3% سنوياً ونمو 2.2% فى الناتج المحلى الإجمالى فقط.
وقالت رئيسة «أغرا»، أغنيس كاليباتا، إن السنوات العشر الماضية خلقت ملفاً قوياً للزراعة عن طريق تحقيق نمو اقتصادى مستدام تستشعره جميع قطاعات المجتمع، لا سيما الفقراء.
وأوضحت البيانات، أن النمو فى قطاع الزراعة هو أكثر فعالية فى تخفيض الفقر من قطاعات أخرى فى دول جنوب الصحراء الكبرى، حيث تعتبر الزراعة المصدر الرئيسى للدخل لأكثر من 60% من القوى العاملة، وسيستمر القطاع الزراعى على رأس الأعمال الرئيسية فى معظم البلدان لمدة تصل إلى عشر سنوات أو أكثر.
وبالنسبة لسوء التغذية، فقد شهدت الدول التى سارعت فى وضع البرنامج الشامل حيز التنفيذ متوسط انخفاض سنوى قدره 3.1% فى الوقت الذى لم تسجل الدول التى تخلت عن البرنامج انخفاضاً 1.2% فقط.
وكشف التقرير، أن بوروندى وبنين والرأس الأخضر وإثيوبيا وجامبيا وغانا وليبيريا ومالى والنيجر ونيجيريا ورواندا وسيراليون فى مقدمة البلدان التى اعتمدت البرنامج بين عامى 2007 و2009.
وأوضح ديفيد أمياو، رئيس «أغرا» للرصد والتقييم والمعد الرئيسى للتقرير، أن أفريقيا لم تعد فى الظلام، حيث فعلت الكثير من أجل التحول الزراعى فى العقد الماضي، لكن هناك حاجة إلى مضاعفة الجهود حتى عام 2030 من أجل تحول زراعى هادف.
وأشار التقرير، إلى أن المكاسب تحققت فى وقت مبكر من البلدان الأفريقية حتى الدول التى لم تصل حكوماتها إلى الهدف الذى وضعه البرنامج الشامل لتخصيص 10% من الميزانيات الوطنية للزراعة.
وأضاف التقرير، أن 13 دولة أفريقية توصلت أو تجاوزت هذا الهدف، مشيراً إلى أن التمويل العام للزراعة فى أفريقيا قد يرتفع من 12 مليار دولار، وهى القيمة المخصصة فى عام 2014 إلى 40 ملياراً فى الوقت الراهن.
وأكدّ التقرير، أن الزراعة فى أفريقيا لا تزال مهددةً؛ بسبب تراجع الإنتاجية نتيجة الاستخدام المحدود للمدخلات مثل البذور المحسنة والأسمدة وارتفاع ضغط المياه والكوارث المرتبطة بالمناخ، مثل الفيضانات والجفاف التى تؤثر على إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية والأسماك.
وقال أمياو، إن مزيداً من التقدم الزراعى فى المنطقة يتطلب إرادة سياسية وسياسات صحيحة، بالإضافة إلى زيادة استخدام التكنولوجيا لتحسين الإنتاجية والحد من خسائر ما بعد الحصاد، مضيفاً أن ربط صغار المزارعين بالأسواق ومنحهم فرص الحصول على التمويل من بين العوامل الأساسية لدفع النمو.