الشركات الألمانية والفرنسية تسعى لخوض غمار المنافسة العالمية
14% معدل نمو المبيعات السنوية حتى 2019
بدأت شركات مستحضرات التجميل الكبرى تقديم منتجات العناية الشخصية الحلال من كريمات الوجه والشامبو كوسيلة لجذب المزيد من المستهلكين المسلمين، خصوصاً فى الأسواق التى تعانى بطء النمو فيها.
ومن بين هذه الشركات شركة يونيليفر وشركة بيرسدورف وشركة لوريال، وهى من ضمن شركات متعددة الجنسيات حولت سلاسل التوريد الخاصة بها إلى إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية فى العالم من حيث عدد المسلمين.
ووفقاً للقانون الجديد، فإن شركات الأغذية ستضع علامة حلال على منتجاتها بداية من عام 2017، تليها منتجات شركات مستحضرات التجميل فى 2018، ثم الأدوية فى 2019.
تقول الشركات، إن الطلب على منتجات التجميل يلبى طلبات العناية بالشعر لدى السيدات المحجبات فى الطبقة الوسطى الإسلامية التى تنمو باضطراد.
وأشار تقرير لوكالة رويترز للأنباء إلى أن إندونيسيا قد تؤثر على دول أخرى مثل ماليزيا حيث المنتجات الحلال فيها مصنعة محلياً أو تنتجها شركات صغيرة.
وتقول شركات صناعة مستحضرات التجميل والنظافة، إن العبء المترتب على نشاط منتجات الحلال إدارى أكثر منه مالياً، وبالتالى فإن الامتثال لقواعده يفتح مصادر جديدة للدخل.
قال ديرك مابى من شركة باسف الألمانية للكيماويات التى تبيع مكونات مستحضرات التجميل ولديها حالياً 145 شهادة تصنيع حلال، إن المنتجات ذات المكونات الحلال لا يتم تسعيرها بشكل مختلف؛ نظراً إلى عدم زيادة العبء المالى عند إنتاجها.
وأضاف أن هناك اتجاهاً مزدهراً يساعد على زيادة طلب هذه المنتجات الحلال أكثر وأكثر لكن الأكثر أهمية، هو أن تكون الشركات قادرة على تلبية هذا الطلب الآخذ فى الازدياد.
وقدرت مستحضرات التجميل الحلال بأنها تمثل 11% فقط من سوق الحلال العالمى بقيمة تفوق تريليون دولار فى عام 2015، وفقاً لشركة ديلويت توهماتسو للاستشارات.
وترى شركة أبحاث السوق تيكنافيو، أن المبيعات الحلال من منتجات العناية الشخصية ستنمو بمعدل 14% سنوياً حتى عام 2019، وهو معدل يتجاوز سرعة نمو سوق الحلال بأكلمه.
وحصلت مستحضرات التجميل الفرنسية العملاقة لوريال بالفعل على شهادة إنتاج سلع حلال فى مصنعها فى إندونيسيا والذى يزود السوق المحلية والدول المجاورة فى جنوب شرق آسيا باحتياجاته.
وقالت متحدثة باسم الشركة أن معظم المنتجات تحت العلامة التجارية «جارنييه» الخاصة بها بداية من كريمات غسل الوجه وتفتيح البشرة حصلت على شهادة الحلال المعتمدة.
لكن الشركة الفرنسية تشكو تعقيدات الحصول على ترخيص إنتاج مستحضرات حلال فى إندونيسيا، فعلى سبيل المثال، فإن صناعة كريم للجلد فى إندونيسيا مكون من عشرات العناصر المجمعة من مختلف أنحاء العالم بحاجة إلى إعطاء السلطات إثبات من الجهات المانحة للشهادات الأخرى بأن كل عنصر جرى تحضيره بطريقة الحلال.
واستفادت شركة «داجناج حلال» فى ماليزيا من هذه التعقيدات، حيث أنشأت قاعدة بيانات على الإنترنت من شهادات الحلال لتخفيف الإنفاق والإسراع فى إجراءات التقدم للحصول على شهادة الاعتماد.
وضمت قاعدة البيانات منذ شهر فبراير الماضى 38 شهادة من أصل أكثر من 120 شهادة فى جميع أنحاء العالم.
وحققت الشركة التى تدير موقعاً للتجارة الإلكترونية للمنتجات الحلال عائدات فى 2015 بلغت 1.8 مليار دولار بنمو 64%، مقارنة بعام 2014.
كما نجحت فى ضخ 4.7 مليون دولار لخزينتها من خلال الإدراج فى بورصة لندن هذا العام، وهى تراهن على أن مستحضرات التجميل الحلال ستحقق مزيداً من الازدهار خصوصاً فى معقليها حالياً إندونيسيا وماليزيا.
وقال يورج كاراس، المدير العام لشركة شوان ستابيلو الألمانية لمستحضرات التجميل، إن شهادات الحلال ستكون شرطاً لتوريد السلع فى بلدان أخرى فى المستقبل القريب.
وقالت الشركة الألمانية، فى بيان لها، إنها تستعد لتقديم المنتجات المعتمدة حلال للعملاء مثلها مثل شركة لوريال وشركة بروكتر آند جامبل، حيث تملك تجهيزات جيدة لهذه الأسواق المتخصصة.
ورغم أن المنتجات غير الحلال لا تزال متاحة فى إندونيسيا وماليزيا أيضاً فإنه فى أعقاب سريان قانون لصق علامة حلال على المنتجات فإنها سوف تتراجع بشدة فى الأسواق.