شركات التقنية العملاقة تتجه إلى أفريقيا رغم الركود الاقتصادي لاستغلال الفرص المتوقعة
قالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن عمالقة شركات وادى السيليكون لم يردعهم الركود الاقتصادى الذى يعانيه الكثير من دول أفريقيا.
وأضافت أن شركتى «فيسبوك» و«جوجل»، إضافة إلى «أوراكل» و«أوبر» كانت فى طليعة المؤسسات التى تتحول نحو الأسواق الحدودية فى العالم الرقمي.
ولكن الاستثمارت والفوائد لا تأتيان فى وقت مناسب، حيث تعانى أكبر اقتصادات القارة من انهيار أسعار السلع.
وكشفت بيانات شركة «أرنست آند يونج» الاستشارية، أن ما يقرب من نصف مشاريع الاستثمار الأجنبى المباشر فى أفريقيا العام الماضى كان فى مجال التكنولوجيا والاتصالات والخدمات المالية والمنتجات الاستهلاكية، فيما تراجع الاستثمار فى البترول والغاز والتعدين من 25% عام 2005 إلى 6% العام الجارى.
وأشار مايكل لالور، رئيس الشركة فى أفريقيا، إلى وجود تحول كبير من التركيز الحصرى تقريباً على القطاعات الاستخراجية إلى أخرى مثل الاستهلاكية والطاقة المتجددة، مضيفاً أن هناك قاعدة متنامية من الطلب على السلع الاستهلاكية كما يحدث الوقت الراهن.
وتباطأ نمو الدول الأفريقية منذ 2014، حيث تضاءل الطلب الكبير من الصين، الأمر الذى أدى إلى تراجع أسعار المواد الخام من البترول إلى النحاس والفحم.
وتكيّف المستثمرون فى القارة من خلال التركيز أكثر على السكان الشباب والطبقة الوسطى المتنامية وسط التنبؤ بالفرص.
وأوضحت «بلومبرج»، أن البلدان الأقل عُرضة للسلع تجنى الفوائد، حيث ارتفع عدد المشاريع الاستثمارية الأجنبية المباشرة التى تنفذها شركات القطاع الخاص فى كينيا إلى 95 مشروعاً فى العام الماضى، مقارنة بـ62 فى 2014، وهى أكبر زيادة بين الدول الأفريقية، وفقاً لبيانات «أرنست آند يونج».
وقال مارتينا بوزادهيفا، المحلل فى مجموعة «فرونتير ستراتيجي» فى لندن والتى تقدم المشورة للشركات التى تبحث عن الأسواق الناشئة، إن دولة مثل كينيا سوف تستفيد بالفعل من الاستثمار على المدى الطويل.
وأضاف أن هناك الكثير من الشركات تنظر إلى كينيا على أنها أقل ضعفاً وأكثر موثوقية مقارنة ببلدان مثل نيجيريا أو أنجولا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يزدهر فيه الاستثمار، أيضاً، فى ساحل العاج الدولة الواقعة غرب أفريقيا، والتى توقع صندوق النقد الدولى أن تنمو 8.5% العام الجاري، وهى النسبة الأكبر من أى دولة أخرى فى القارة السوداء.
ويستمر مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذى لشركة «فيسبوك» فى التحرك نحو أفريقيا، حيث سافر للبحث عن الاستثمارات فى كينيا ونيجيريا فى أولى زياراته إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وأعلنت «أوراكل» مطلع الشهر الجاري، أن من أولويات الشركة السوق الأفريقي، وأن سحابة التكنولوجيا ستقود المرحلة المقبلة من النمو للشركات.
ومنذ إطلاق خدمات «أوبر» فى جنوب أفريقيا عام 2013 دخلت الشركة بعض الأسواق الجديدة، مثل نيجيريا وغانا وأوغندا وتنزانيا وكينيا والمغرب ومصر.
وأعلن ترافيس كالانيك، الرئيس التنفيذى للشركة العام الماضى، أن القارة الأفريقية أصبحت واحدة من أولوياته جنباً إلى جنب الصين والهند.
وأوضحت الوكالة، أن رغم امتلاك 15% فقط من البالغين الأفارقة الهواتف الذكية مقارنة بحوالى ثلثى الأمريكيين، فإنه لا يزال هناك الكثير من الفرص.
وتوقع ألون ليتس، الذى يرأس «أوبر» فى أفريقيا جنوب الصحراء، أن تحقق الأسواق التى تعانى هبوطاً اقتصادياً نمواً فى قطاع الاتصالات.
وأضاف: «لقد شهدنا زيادة كبيرة فى الاعتماد على الهواتف الذكية فى جميع أنحاء القارة فى وقت نشهد نمواً ثابتاً فى جميع الأسواق».
وأكدّ أدينى أديدوكون، مدرس الاقتصاد فى جامعة «ماكفرسون» فى جنوب نيجيريا، أن فى الوقت الذى تستمر المعادن والبترول والغاز فى جذب الاستثمارات الخارجية، فإن الصناعات القائمة على الإنترنت سوف تصبح أكثر نمواً خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأضاف أن المستثمرين يحتاجون إلى التنويع، لكنهم يستغرقون وقتاً طويلاً عند ضخ أموال فى المشاريع الجديدة.
ورغم تركيز معظم المستثمرين على الصناعات التحويلية والبناء، فإن الاتصالات السلكية واللاسلكية أصبحت جذّابة بسبب النمو الكبير وانتشار الهاتف الذكي.