سرعة اتخاذ القرار وصفقات الاندماج والاستحواذ أهم الخطوات
يمكن للشركات العملاقة أن تخلق حواجز قوية أمام دخول منافسين جدد فنجاحها يسمح لها بتوليد أكوام ضخمة من النقد، وهذا النقد يسمح لهم بجذب المواهب وشراء المنافسين الاصغر وهم فى مراحل النمو. فكيف يمكن لشركات منافسة طامحة أن تقتحم الدائرة السحرية؟
تعتمد شركات التكنولوجيا الفائقة على اكتشاف أسواق متخصصة والتوسع فى أسرع وقت ممكن، حيث يقول بيتر تيل المؤسس المشارك لشركة باى بال إن جميع الشركات الناشئة الناجحة تقريبا تبدأ بالسيطرة على الأسواق المتخصصة. فقد هيمن الفيسبوك والشبكات الاجتماعية على جامعة هارفارد قبل أن يتفرع إلى جامعات أخرى ومن ثم تحول الى شبكة تواصل اجتماعى عامة.
وتعبيرا عن هذه الاستراتيجية صاغ ريد هوفمان الرئيس التنفيذى السابق فى باى بال، عبارة «الحرب الخاطفة» فيما يشبه الهجمات الخاطفة للجيش الالمانى ابان الحرب العالمية الثانية رائد هذه الاستراتيجية.
وساعدت البرمجيات الحديثة الشركات على التقدم بسرعة لأن التكاليف الهامشية لإضافة عملاء جدد تقترب من الصفر مستفيدة من العولمة التى لها تأثير مماثل فى تقليل الحواجز أمام دخول بلدان اخري.
ورفعت شركة فيسبوك فى بدايتها شعار «تحرك بسرعة وحطم الأشياء» تجسيدا لروح الحرب الخاطفة تماما.
وتعتبر الهجمات الخاطفة ضرورية فى نجاح العمليات الهجومية والدفاعية على حد سواء. فالهجومية بالنسبة لشركات البرمجيات تصبح ذات قيمة بمجرد الوصول الى عدد اكبر من الزبائن لكنه اسلوب غير مفيد فى أسواق مثل موقع إى باى لانه يتطلب وجود طرفين هما المشترى والبائع ولذلك الدفاع فى هذه الحالة افضل لكنه يحتاج السرعة فى المبادرة لان السباق حول من يصل الى العميل أولا غالبا ما ينتهى بالاستحواذ عليه.
ويتطلب الاسلوب الخاطف فى التنافس مع الشركات العملاقة فى البداية حرق الكثير من المال بسرعة دون مردود كبير، فلكى تجذب الناس إلى شركة ذات مستقبل مجهول يجب احداث ضجة فى عالم التكنولوجيا وتشجيع الموظفين بخيارات سخية منها تملك الاسهم حتى لا تستحوذ عليهم الشركات الاكبر، كما يجب أيضا إخضاع كل شىء للسيطرة وايجاد حلولا فورية لمشكلات.
ويقول هوفمان أن كل المنظمات الناجحة قد تبدو فى البداية قريبة من السقوط فى حالة من الفوضى لكنها فى حقيقة الامر مثل شركات باى بال، وجوجل، باي، والفيسبوك، ولينكدان وتويتر تجسد معنى الشغف بما يحدث والتطلع لمستقبل عظيم.
وبحسب تقرير لمجلة «ايكونوميست» هناك أصداء لهذه الاستراتيجية فى دول العالم الناشئ فشركات الأسواق الناشئة تؤسس قلعة فى أسواقها المحلية قبل ان تبدأ غزو الأسواق الخارجية.
واشار التقرير الى شركة جروبو بيمبو، التى بدأت بها باعتبارها أكبر شركة مخبوزات فى المكسيك لتتحول بمرور الوقت لأكبر مخبز فى الولايات المتحدة أيضا، من خلال تصدير مجموعة من بضائعها وشراء علامات تجارية أمريكية شهيرة مثل ستون للأطعمة وسارة لي.
وقد نجح أبطال الأسواق الناشئة فى كثير من الأحيان فى التقدم بسرعة كبيرة، خصوصا مع شراء مهارات أكثر تطورا مثل علامات تجارية أو تطوير البحوث بشراء شركات بحثية غربية متخصصة فعلى سبيل المثال اشترت، شركة لينوفو الصينية لصناعة الحواسب «ثينكباد ديفيجين» من شركة «آى بى إم» من أجل اقتحام الأسواق الخارجية.
وتعتبر شركات التكنولوجيا من ألمع التجارب فى الأسواق الناشئة التى تمثل تطبيقا عمليا لهذا التفكير، وقد حققت شركة على بابا الصينية، وهى شركة تجارة إلكترونية، 25 مليار دولار فى اول طرح لها للاكتتاب العام فى بورصة نيويورك فى عام 2014، وهو أكبر اكتتاب فى التاريخ.
كما اندمجت شركة ديدى تشاونج لخدمات سيارات الأجرة الصينية مع شركة أوبر منتصف العام الجارى وأخذت حصة %20 فى الشركة المندمجة، التى تبلغ قيمتها 35 مليار دولار، بعد معركة طويلة.
وخارج قطاع التكنولوجيا، وبعيدا عن الأسواق الناشئة نجد الشركات العملاقة البازغة فى كثير من الأحيان تتألق من خلال اسواق الاندماج وتقليص التكاليف، ومثال ذلك شركة «3 جى كابيتال» البرازيلية الاصل والتى تتخصص فى الاستيلاء على الشركات الناضجة حيث يعمل مديروها على تقليمها لتصبح جزءا من الكيان الاكبر.