أتمنى من كل خبراء الاقتصاد والعاملين فى قطاع المال والأعمال أن يتظاهروا بأنهم تفاجأوا حين يصدر قرار البنك المركزى المصرى (المفاجئ) بتخفيض قيمة الجنيه المصرى أمام الدولار.
كل فرد يقرأ هذا المقال عليه أن يتدرب أمام المرآة كيف سيظهر دهشته ولو لمدة خمس دقائق يوميا لحين صدور القرار (المفاجئ)، يمكنكم مثلاً التدرب على رفع الحاجبين أو إسقاط الفك السفلى أو تبريق العينين، ولا مانع من إطلاق شهقة أو صيحة دهشة يتبعها مصطلح من عينة «يا حومتى!!» أو «أوه ماى جود»، كل على حسب ثقافته وراحته.
أطلب هذا الطلب من الجميع حتى نشعر القائم على السياسة النقدية فى جمهورية ليمونيا الشقيقة أنه نجح فى الخروج علينا بما هو غير متوقع فى عالم الاقتصاد إرضاءً لغروره، وبصراحة أكثر «علشان نخلص».
فالرجل يؤمن تماماً أن القرارات المتوقعة تتحسب لها الدوائر الاقتصادية فبالتالى لا تؤتى بأثرها على الاقتصاد الكلى نظراً لاتخاذ تلك الدوائر لإجراءات من شأنها أن تفقد القرار الاقتصادى فعاليته وتأثيره المنتظر.
لكن ماذا نفعل يا سيادة المحافظ ونحن جميعاً أسطوات فى الاقتصاد ودرسنا مثل معاليك بالضبط فى كليات وبعضنا نال شهادات عليا وحاز على دورات وخبرات متراكمة تؤهله لتوقع ما يجب أن يفعل؟
ماذا يمكن أن نقدم لك وللناس غير توقعاتنا الصحيحة لنجد أنك مستمر فى العناد فقط لأنك تريد أن تتخذ القرار الذى سيفاجئ السوق؟
ماذا أفاد كل هذا التأخير إذا تكرمت؟
وفى النهاية ستتخذ القرار المتوقع (المفاجئ) بعد أن تكون أوقفت حال البلاد والعباد أكثر مما هو عليه.
وعلى فكرة نحن نعلم موعد اتخاذ القرار ولكن كما اتفقنا سنتفاجأ جميعا بشرط أن نتعاهد أن نكون أكثر سرعة ومرونة فى اتخاذ قرارات السياسة النقدية المستقبلية، ولا تنسى معاليك إن اجتماعات الخريف للصندوق يوم 7 أكتوبر القادم ويليها اجتماع مجلس الإدارة يوم 10، أيوه.. عرفنا منين؟ من عالنت معاليك مابقاش فيه حاجة بتستخبى.. وحضرتك محتاج تصدر القرار قبلها بدل ما الناس تزعل وإحنا ما صدقنا.
والآن ما هى آليات معاليك لتوفير النقد الأجنبى للمستوردين بعد القرار المفاجئ الذى ستتخذه؟ أو بمعنى أدق ما هى الآليات التى ستتخذها لاستعادة ثقة الناس فى إيداع العملات الأجنبية مرة أخرى فى البنوك؟ أنا على ثقة أن معاليك تعلم بخروج الدولارات من الحسابات البنكية إلى المنازل خوفاً من صدور قرارات مرعبة منكم بعدما خرجتم عن المألوف وأصدرتم قرارات من عينة حدود الإيداع، والسحب بالبطاقات الائتمانية وخلافه.
وهل تنوى أيضا أن تشقينا فيما يخص أسعار الفائدة التى لم تعد مفاجئة لنا إذا قمتم برفعها؟ فسواء كانت أعوام موسمية أو تأثير الضريبة الأخيرة فقد ارتفعت نسبة التضخم وأنا على ثقة أنك تعلم ما المطلوب فى مثل هذه الحالة.
فى انتظار المفاجأة