لم يكن توقيت محاولة الانقلاب فى تركيا، الأسوأ بالنسبة لقطاع السياحة، إذ سبق وألحق الأذى بفنادق المدينة والمنتجعات الساحلية على أيدى الجماعات الإرهابية، والخلاف الدبلوماسى مع روسيا.
وقال تورجاى تونكبلك، مدير شركة «بوربيرتى ورلد» التركية التى تبيع منازل قضاء العطلات والفنادق بالقرب من مدينة أنطاليا، الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، إن البلدة تعانى فى الوقت الراهن؛ لأن هذا العام كان سيئاً للغاية.
وأضاف أن معظم شركات القطاع ستقضى ما تبقى من العام الحالي، بحثاً عن الحد من الخسائر. لكن شركات أخرى تأمل أن يكون العام المقبل، أفضل.
قال باوليوس كونسيناس، المدير فى «أكسفورد بزنس جروب» التى تنشر التقارير الاقتصادية: «هناك دائماً فرصة وقت الأزمة.. طالما كنت لا تعتقد بأن الأمور آخذة فى الانهيار».
وأضاف: «أعتقد أنه من الأسلم افتراض وجود كمية معينة من القوانين والنظم فى الوقت الراهن، إذ إن تركيا واحدة من أفضل البلدان فى المنطقة».
وأشار إلى وجود اتجاه أوسع بأن المسافرين المسلمين يفضلون الأماكن الإسلامية.. وتركيا فى الأساس هى اقتراح جيد لمن يقصدون الوجهات الدينية.
وكشفت بيانات صحيفة «فاينانشيال تايمز»، انخفاض عدد الزوار فى الأشهر السبعة الأولى من العام الحالى بنسبة 30%. ويمكن إرجاع ذلك جزئياً إلى إسقاط تركيا طائرة روسية بالقرب من الحدود السورية فى نوفمبر الماضي.
وأوضحت الإحصاءات الصادرة عن وزارة السياحة، أنه بعد رفع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الحظر عن الرحلات الجوية التركية يوليو الماضي، عاد على الفور 48 ألفاً من السياح الروس إلى تركيا.
ويكافح أصحاب الفنادق والمرشدون السياحيون لدفع القطاع بعد إدراكهم المخاطر التى يتعرض لها الاقتصاد من خلال تراجع عائدات السياحة.
ورغم خفض شركات السفر الأوروبية عدد رحلات الطيران إلى تركيا بسبب تراجع الطلب، فقد قال فريتز جوسين، الرئيس التنفيذى لمجموعة الترفيه «توي» الشهر الماضى، إنه مقتنع بأن العمل سينتعش.
وأكدّ أن الجو المشمس والشواطئ والشعب الودود، ستقود تحولاً كبيراً فى الأنماط القديمة.
وشهدت تركيا، مؤخراً، نمواً فى عدد الزوار خارج النواحى التقليدية فى غرب أوروبا والدول الإسكندنافية وروسيا.
وكشفت بيانات وزارة السياحة، أن شهر يوليو، شهد زيادة فى عدد السياح القادمين من البحرين والأردن والجزائر وإسرائيل وحوالى 80 ألف سائح من المملكة العربية السعودية.
وأظهرت الإحصاءات نفسها أن ما يقرب من مليون إيرانى زاروا تركيا فى الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، وهو ما يجعلها ثالث أكبر الزوار إلى تركيا.
وحذر متشائمون من أن الخطر على قطاع السياحة التركى ما زال قائماً، وأن استمرار الحرب فى سوريا سيكون عاملاًً على زعزعة الاستقرار، فى وقت تقود فيه أنقرة حرباً فى الداخل مع المسلحين الأكراد فى جنوب شرق البلاد.