عمولات بنوك الاستثمار ترتفع 11% إلى 580.7 مليون دولار في أول 9 شهور من العام الحالي
1.5 مليار دولار إصدارات الأسهم وحقوق الإكتتاب في الشرق الأوسط الأقل خلال 12 عاماً
نمو قوي لإصدارات الديون بلغ 43.8 مليار دولار أميركي الأعلى تاريخياً
أصدرت “تومسون رويترز” تقريرها الفصلي حول الاستثمار المصرفي في منطقة الشرق الأوسط والذي أظهر زيادة الإعتماد على أدوات الدين مقابل زيادات رؤوس الأموال في ظل التوترات الكبيرة التي تشهدها المنطقة.
وأشارت تقديرات “تومسون رويترز” و”فريمان للاستشارات” إلى أن عمولات بنوك الاستثمار في الشرق الأوسط بلغت 580.7 مليون دولار أميركي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، بارتفاع نسبته 11% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وقال نديم نجار، مدير عام تومسون رويترز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ المعلنة في الشرق الأوسط بلغت 37.4 مليار دولار أميركي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي ، أي أكثر بنسبة 19% عن الفترة نفسها من العام الماضي، كما أن قيمة الصفقات في المنطقة تعد الأعلى المسجلة في تسعة أشهر منذ 2010.
وأضاف أن: “إجمالي إصدارات الأسهم والأسهم المرتبطة بحقوق المساهمين في الشرق الأوسط خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي بلغ 1.5 مليار دولار، أي أقل بنسبة 72% من القيمة المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي، وهي أقل قيمة مسجلة في فترة أول تسعة أشهر منذ 2004.
في المقابل أشار نجار إلى أن إصدارات الديون في الشرق الأوسط بلغت 43.8 مليارات دولار أميركي خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2016 مدعومة بالرقم القياسي المسجل في الربع الثاني من العام الحالي، وهي أعلى بنسبة 75% عن القيمة المسجلة في الفترة نفسها من العام الماضي، كما أنها القيمة الأعلى المسجلة في أول تسعة أشهر من السنة منذ بدء رصد الإصدارات في 1980.
وبالنسبة لرسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية، فإن إجمالي رسوم عمليات الاندماج والاستحواذ المنجزة بلغ 158.3 مليون دولار أميركي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، بانخفاض 23% عن الفترة نفسها من العام الماضي، وهو أقل أداء مسجل في أول تسعة أشهر منذ 2012. أما عمولات إصدارات الأسهم فانخفضت بنسبة 64% عن القيمة المسجلة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2015، لتبلغ 29.1 مليون دولار، وهي أقل قيمة مسجلة في أول تسعة شهور منذ 2009، بينما ارتفعت رسوم إصدارات الديون 64% إلى 83.2 مليون دولار.
وشكلت رسوم القروض المجمعة 53% من إجمالي رسوم الأنشطة المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط، وهي أعلى حصة مسجلة في أول تسعة أشهر منذ 2002. واستحوذت عمولات خدمات استشارات صفقات الاندماج والاستحواذ على 27% من إجمالي الرسوم في المنطقة، بينما شكلت عمولات الأسهم والديون المجمعة 19% من إجمالي الرسوم.
واستحوذت مجموعة “ميتسوبيشي يو.أف.جي” المالية على معظم رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2016، بدعم من ارتفاع رسوم إصدارات الديون المشتركة، لتحصل على 36.5 مليون دولار أميركي، أي ما يشكل 6.3% من إجمالي الرسوم. وتصدر بنك “روثتشايلد” قائمة المشاركات في عمليات الدمج والاستحواذ المنجزة بحصة تبلغ 12.9% من رسوم خدمات الاستشارات، في حين حصل بنك “أتش أس بي سي” على المركز الأول من حيث رسوم إصدارات الديون، متقدماً عن المركز الثاني الذي بلغه في العام الماضي. بينما احتلت شركة “سامبا كابيتال” المركز الأول من ناحية رسوم الاكتتابات بالأسهم، مسجلة 13 مليون دولار، أي 45% من إجمالي رسوم الاكتتابات بالأسهم. أما مجموعة “ميتسوبيشي يو.أف.جي” المالية فاستحوذت على أعلى قيمة لرسوم ترتيب القروض المشتركة في الشرق الأوسط، مسجلة 32.2 مليون دولار وحصة سوقية تبلغ 10.4%.
وبالنسبة لصفقات الاندماج والاستحواذ، تمثلت أكبر صفقة اندماج في منطقة الشرق الأوسط خلال العام الحالي حتى الآن بإعلان اندماج بنكي أبوظبي الوطني والخليج الأول ضمن صفقة بقيمة 14.1 مليار دولار، وهي أكبر صفقة اندماج محلي على مستوى منطقة الشرق الأوسط على الإطلاق. وبدعم من هذه الصفقة، فقد سجل نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ المحلية وضمن نطاق الشرق الأوسط ارتفاعاً بنسبة 149% في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي لتصل إلى 20.5 مليار دولار. وانخفضت قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ الصادرة بنسبة 22% مقارنة بأول تسعة شهور من العام الماضي، لتبلغ 11.4 مليار دولار أميركي.
وشكلت عمليات الاستحواذ في الخارج المنفذة من قبل جهات قطرية 41% من إجمالي صفقات الاندماج والاستحواذ الصادرة في منطقة الشرق الأوسط. أما صفقات الاستحواذ التي قامت بها شركات سعودية وإماراتية فشكلت على التوالي 34% و11% من الإجمالي. وشهدت صفقات الاندماج والاستحواذ الواردة تراجعاً بنسبة 53% لتصل إلى 2.2 مليار دولار أميركي.
وتصدر القطاع المالي قائمة القطاعات الأكثر نشاطاً في الشرق الأوسط، ليستحوذ على 45% من صفقات الاندماج والاستحواذ في المنطقة، تلاه قطاعا التكنولوجيا والعقارات. واحتل مصرفا “كريدي سويس” و”يو بي أس” اللذين قدما الاستشارات في عملية اندماج بنكي أبوظبي الوطني والخليج الأول، على المركزين الأول والثاني على التوالي في قائمة تصنيف المؤسسات المشاركة في عمليات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.
فيما يتعلق بأسواق الأسهم، جمعت ستة طروح أولية 811.9 مليون دولار، أي 54% من إجمالي النشاط بالمنطقة خلال الأشهر التسعة الأولى من 2016، في حين استأثرت عمليات طرح أسهم زيادة رأس المال على 46% من النشاط. واستحوذت “سامبا كابيتال”، الذراع الاستثمارية لمجموعة سامبا المالية السعودية، على معظم رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2016، لتبلغ حصتها السوقية 31%.
أما بالنسبة لأسواق الدين، تصدرت قطر قائمة الدول الأكثر نشاطاً في أسواق الديون بالشرق الأوسط، بحصة تبلغ 36%، تليها الإمارات وسلطنة عُمان. وارتفع حجم إصدارات الديون الإسلامية على مستوى العالم 26% لتصل إلى 28 مليار دولار أميركي في أول تسعة شهور من 2016، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وتصدر بنك “جيه بيه مورغان” تصنيف الشرق الأوسط في ترتيب إصدار السندات خلال أول تسعة شهور من العام الحالي، بحصة سوقية بلغت 9.2%، في حين احتلت مجموعة “سي آي إم بي” المالية المرتبة الأولى في ترتيب إصدارات الديون الإسلامية بحصة سوقية بلغت 14.76%.