طرح 86 قطعة أثرية للبيع بأسعار من 3 إلى 5 آلاف دولار
«العنانى»: المتاحف العالمية تحولت إلى متاجر
«الشماع»: الانسحاب من عضوية «اليونسكو» هو الحل
فجر إقدام متحف «توليدو» للفن بولاية أوهايو الأمريكية، على بيع قطع أثرية مصرية، غضبا بين الأثريين على المستويين الرسمى والشعبى.
وعقد المتحف، مزادين يومى 19 و25 اكتوبر الحالى، لبيع 86 قطعة أثرية مصرية، ضمن قطع أخرى تعرض فى قاعة «كريستز للمزادات»،وهى دار مزادات الفنون الرائدة فى العالم ومقرها الرئيسى فى لندن.
وقال خالد العنانى وزير الآثار، إن الوزارة خاطبت مدير عام منظمة اليونسكو ومدير عام المجلس الدولى للمتاحف (ICOM) لوقف بيع الآثار المصرية المعروضة بصالات المزادات فى الولايات المتحدة.
واضاف لـ«البورصة»: إن عددا من المتاحف العالمية، أصبحت تتاجر بالآثار المصرية بدلا من الحفاظ عليها.
وأوضح الوزير، أن قوانين بعض الدول، تمنع وزارة الآثار المصرية من استرداد الاثار التى خرجت فى أوقات سابقة لعدم جود سندات ملكية لها بمصر.
وطالب بسام الشماع المؤرخ وكاتب علم المصريات، وزارة الآثار بالتصدى لظاهرة بيع القطع الأثرية المصرية فى صالات المزادات من جانب المتاحف العالمية.
وأوضح أن الأمر تفاقم منذ عرض متحف «نورثهامبتون» ببريطانيا تمثال الكاتب المصرى «سخم كا» للبيع فى مزاد علنى من أجل إجراء بعض أعمال التطوير والتوسعة بالمتحف عام 2012. وتم بيع التمثال وقتها لمشترى مجهول مقابل 16 مليون جنيه استرلينى.
أشار الشماع إلى عقد صالة «كريستز» فى نيويورك، مزادا أمس الأول الثلاثاء 25 اكتوبر، عرضت فيه نحو 46 قطعة أثرية مصرية للبيع، علماً بأن أسعار القطع الصغيرة بدأت من 3 آلاف دولار إلى 5 آلاف دولار، فى حين تم تُقدير القطع الكبيرة بداية من 35 ألف دولار، وهى أسعار زهيدة بإعتبار أن تلك الآثار لا تُقدر بثمن.
وتضمن المزاد قطعا أثرية ترجع الى عصر ما قبل التاريخ اى قبل بناء الأهرامات وتوحيد القطرين، وهى فى متحف «توليدو» بولاية اوهايو الأمريكية.
أضاف الشماع، أن المزاد الأخير يأتى فى أعقاب المزاد الذى أقامته الصالة فى 19 أكتوبر، وعرضت خلاله ما يقرب من 40 قطعة أثرية مصرية من اصل 106 قطع مجمعة من مختلف الحقبات التاريخية والأثرية على مستوى العالم.
وقال: إن الصالة خصصت 5 أيام للزوار لمشاهدة القطع بتمعن، فضلا عن عرض مرجع لكل قطعة عن تاريخها وعدد مالكيها منذ خروجها من مصر حتى الآن، لتسهيل الاختيار على المشترين.
وكشف عن إقامة مزاد آخر لبيع القطع الآثرية بصالة «سوثبيز» فى نيويورك أيضا، وهى صالة منافسة لـ«كريستز». ومن المقرر أن يُقام المزاد منتصف ديسمبر المقبل.
وأضاف الشماع، أن صالة «سوثبيز» استعدت للمزاد بعرض تمثال «سخمت» للربة المصرية الأسطورية القديمة، فى محاولة لجذب محبى اقتناء القطع الأثرية المصرية، وهى الأغلى والأكثر مبيعاً.
وأوضح أن التصدى لما وصفه بـ«مهزلة بيع الآثار المصرية» يكمن فى انسحاب مصر من عضوية منظمة اليونسكو كبداية، يليه اللجوء للمحكمة الدولية فى لاهاى، لمقاضاة صالات المزادات والمتاحف، التى تعرض الآثار المصرية للبيع.
وقال: إن إبلاغ المحكمة الدولية سيتم استناداً للمرسوم الذى أصدره محمد على باشا بتاريخ 15 أغسطس 1835، وحظر فيه خروج الآثار من مصر حظراً مطلقاً.
وكشف شعبان عبد الجواد المشرف العام على إدارة الآثار المستردة بوزارة الآثار، أن الإدارة نجحت فى استعادة 70 قطعة أثرية خلال النصف الأول من العام الحالى، من فرنسا، وبلجيكا، وإسرائيل.
وقال: إن إدارة الآثار المستردة تتابع نحو 105 من أشهر وأكبر صالات المزادات الأثرية حول العالم.
ومن المقرر أن تقيم الوزارة معرضاً فى يناير المقبل لعرض إجمالى الآثار المستردة، التى نجحت الإدارة فى استعادتها على مدى 2016.