تغيير نوعية الزبائن يحدد تحركات تثمين الوحدات مستقبلاً
رفض خبير السوق العقارى الإنجليزى جيمس بيكفورد، الجزم بتوقعات تراجع أسعار المنازل فى لندن، إثر نزوح المستثمرين الراغبين فى البقاء بين أحضان الاتحاد الأوروبى للاستفادة بالتعرض لسوق أكثر رحابة.
ويشير بيكفورد، فى تعليقه المنشور بصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إلى أنه بعد أن بلغ نمو الأسعار أعلى مستوياته المذهلة فى العقد الماضى، تباطأت وتيرة النمو مؤخراً لأسعار المنازل فى لندن خلال الأشهر الماضية. لكن بيانات الأرقام الفضفاضة تخفى قدراً كبيراً من الاختلاف بين النقاط الساخنة والباردة.
وأضاف أن البيانات المتوفرة للفترة منذ استفتاء يونيو وحتى انتهاء التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، بيانات محدودة، لذلك لا توجد استنتاجات صلبة حول تأثير الاستفتاء على الأسعار.
ولكن وكلاء العقارات يطمئنون المستثمرين بأن الأسعار فى بعض أجزاء العاصمة تبدو أكثر مرونة فى مواجهة الاضطراب الاقتصادى والسياسى من غيرها.
ورغم هذه الشكوك وتوقعات بفقدانها الهيمنة على السوق، فإن لندن واصلت قيادة ترتيب المناطق فى المملكة المتحدة من حيث نسبة نمو أسعار المنازل.
وارتفعت على أساس سنوى فى يونيو الماضى، الأسعار فى العاصمة بنسبة %12.6.
ووفقاً لمكتب الاحصاءات الوطنية، فإن مؤشر أسعار المنازل سبق لندن إلى صدراته فقط، منطقة شرق انجلترا، حيث قفز النمو إلى %14.3.
لكن شركة سافيلس للاستشارات العقارية والوكيل العقارى، قالت إن الأسعار لأغلى العقارات انخفضت بنسبة %8 منذ الذروة الأخيرة فى 2014.
وعلى مدى السنوات الـ 20 الماضية، خرج مسار تدفق ثروة الإسكان عن المناطق الوسطى الرئيسية مثل كنسينجتون فى لندن، وتشيلسى، وستمنستر، ليتحول الى أماكن مثل فولهام، واندسوورث، وباترسى فى الجنوب الغربى، وإزلينجتون، وهاكنى فى شمال وشرق البلاد مما ساهم فى ارتفاع هائل فى الأسعار.
ودفع تدفق أموال المشترين من الخارج فى السنوات التى أعقبت الأزمة المالية عام 2008، الأسعار إلى مستويات قياسية المناطق الوسطى، مما اضطر المشترين المحليين إلى التحول إلى مناطق أقل رقي.
ولكن أداءها القوى قد لا يستمر كما يتوقع مدير مكتب دوجلاس جوردون للعقارات إد ميد، وفقاً لتاريخ السوق مع الاضطرابات الاقتصادية السابقة.
وحذر من أن المناطق التى شهدت أشد الارتفاعات فى الأسعار قد تميل أكثر من غيرها إلى الانخفاض بمعدل أكبر من غيرها مع تحول دورة سوق الإسكان إلى أسفل.
وأكد ميد، أن حركة السوق التاريخية تقول إنه ليس هناك شك فى أن المناطق التى دائما تحصد الضرر الأشد، هى دائماً تلك التى شهدت معظم معدلات النمو الأفضل.
وفى لفتة مهمة حذر مدير الأبحاث فى سافيلس، لوسيان كوك، من أنه يجب التمييز بين وقت متأخر من دورة نمو أسعار المنازل والتحول فى شخصية المكان.
فالخروج من الاتحاد الأوروبى سيتسبب فى تغير طبيعة زبائن تلك المناطق بسبب خروج فئات معينة من السوق ودخول أخرى وبالتالى فإن تحولات الأسعار هذه المرة لن ترتبط بحركة الصعود والهبوط التقليدية وفق العرض والطلب.
وأشار ريتشارد دونيل، مدير الأبحاث، ومحلل سوق الإسكان هوم تراك، إلى أن الزخم ينخفض بالفعل فى سوق لندن جراء ضغوط القدرة على تحمل التكاليف، والتغييرات الضريبية للمستثمرين والمخاوف على القيمة مقابل المال فى أعقاب تنفيذ عملية الانفصال عن السوق الأوروبى المشتركة.
وشددت الصحيفة البريطانية على البيانات الخاصة لفترات الأزمات السابقة تشير إلى العواصف تضرب عادة عدد الصفقات حيث ينخفض الطلب أكثر من الأسعار التى تكون أكثر قدرة على الصمود عادة خصوصاً فى وسط لندن.