توتر الأسواق يدفع المستثمرين الدوليين نحو الأصول الآمنة
3% خسائر «ستاندر آند بورز» خلال 9 أيام تداول
قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إن تصاعد القلق بين المستثمرين العالميين، دفع لأسرع زيادة أسبوعية فى السيولة النقدية منذ عام 2013، إذ قاد مديرو محافظ الأوراق المالية أطول انخفاض فى مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» فى 36 عاماً.
وفقد أكبر مؤشر أسهم فى العالم حوالى 3% على مدى 9 أيام تداول، فى أطول سلسلة تراجع له منذ عام 1980 بسبب سباق الرئاسة الأمريكية بين هيلارى كلينتون، ودونالد ترامب، الذى ساهم فى تشديد وتحفيز الزيادة فى تقلبات السوق.
وكشفت شركة «إى بى إف آر» التى تتبع تدفقات الأموال، أن صناديق أسواق المال استحوذت على أكثر من 36 مليار دولار الأسبوع الماضي.
وتراجعت أسواق الأسهم فى آسيا وأوروبا يوم الجمعة، فى وقت فاقت فيه التراجعات لمؤشر الأسهم الأوروبية الانخفاض فى مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الأسبوع الماضي، مع تهاوى مؤشر «يورو ستوكس 600» إلى أدنى مستوى له منذ أوائل يوليو.
وقال جيم سارني، مدير فى شركة «بايدن آند ريجل» لإدارة الاستثمار إن جزءاً مما نراه هو مظهر من مظاهر عدم اليقين التى تعصف بالأسواق.
وأشارت الصحيفة إلى أن التخبط داخل المراكز السوقية دفع مؤشر «فيكس» والمعروف باسم «مقياس الخوف» فى «وول ستريت» لأعلى مستوى له منذ التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأضافت أن المعايير الأخرى للتقلب الشديد مثل مؤشر «بنك أوف أميركا ميريل لينش» لتقلبات الخزانة الضمنية، والتقلب الضمنى فى عملات اليورو مقابل الدولار بلغت أعلى مستوياتها فى أكثر من ثلاث سنوات، الأسبوع الماضي.
وأوضحت الصحيفة فى تقريرها، أن عمليات البيع تركزت فى استراتيجيات ائتمان الشركات منخفضة التصنيف والأسهم الأمريكية، بتدفقات خارجة من الأخيرة بلغت 3.5 مليار دولار.
وعانت صناديق السندات ذات العائد المرتفع من عمليات الاسترداد التى بلغت قيمتها 4.1 مليار دولار خلال الأسبوع الماضي، فى أكبر عمليات سحب حتى الوقت الراهن منذ يناير.
وبلغ إجمالى عمليات الاسترداد من صناديق الأسهم الأمريكية فى 2016 نحو 92 مليار دولار. واستفادت الملاذات من تجدد التقلبات مع اكتساب أموال الخزانة الأمريكية 2.3 مليارات دولار خلال الـ5 أيام تداول الماضية فى أكبر تدفق منذ الأسبوع الأول من شهر يوليو.
جاء ذلك فى الوقت الذى تلقت فيه صناديق الذهب 205 ملايين دولار من الأموال الجديدة الأسبوع الماضى، وهى الفترة التى شهدت صعود المعدن إلى أعلى مستوياته خلال شهر.
وقال دان سوزوكي، خبير الاستثمار فى بنك «أوف أميركا ميريل لينش»، إنه فى الوقت الذى تثير فيه ضغوط الانتخابات الأمريكية، المخاوف على المدى القصير، يواجه المستثمرون الاضطرابات من خلال التهديدات المحتملة فى الأفق، مضيفاً: «توجد أمور كثيرة تدفعنا للقلق».
وأوضحت الصحيفة، أن الأمل يكمن فى موافقة أعضاء منظمة «اوبك» جنباً إلى جنب المنتجين الآخرين، على خفض الإنتاج فى الاجتماع المقرر عقده فى وقت لاحق من الشهر الحالي.
وكشفت البيانات انخفاض أسعار البترول الخام فى الولايات المتحدة بنسبة 1.3% الجمعة الماضية إلى 44.07 دولار للبرميل. ويكون السعر بذلك قد تراجع بنسبة 14.6% مقارنة بمستوى 51.60 دولار للبرميل منتصف أكتوبر.
ووقعت الأصول الخطرة الأخرى أيضاً تحت الضغط فى إشارة إلى خفض المستثمرين رهاناتهم قبل الانتخابات الأمريكية.
وأوضحت بيانات بك «أوف أمريكا»، أن طلب المستثمرين لبدل المخاطرة مقابل الاستثمار فى ديون الشركات الأمريكية منخفضة التصنيف ارتفع إلى 5.3% يوم الجمعة الماضى من أدنى مستوى بلغ 4.7% قبل أسبوعين.
وأشار المستثمرون أيضاً إلى ارتفاع توقعات التضخم، وهو ما أدى إلى زيادة عوائد السندات واحتمال وجود ارتفاعات حادة تدفع البنوك المركزية للبدء فى كبح جماح السياسات النقدية التيسيرية.