82 مليار دولار تراجعاً فى الاستثمارات و40% انكماشاً بالكيانات العملاقة
أرجأت شركات المملكة المتحدة، وربما ألغت، استثمارات بقيمة 65.5 مليار جنيه إسترليني، وهو ما يعادل 82 مليار دولار منذ التصويت على مغادرة الاتحاد الأوروبى مع تقلص أعمال الشركات العملاقة بأكثر من 40%.
وكشفت دراسة جديدة لشركة «هيتاشى كابيتال»، ومركز الاقتصاد والأعمال فى لندن، أن المدراء التنفيذيين يعارضون مواصلة خطط الإنفاق؛ بسبب الهبوط الحاد فى قيمة العملة، وعدم وضوح مستقبل علاقة المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي.
ونقلت وكالة أنباء «بلومبرج» عن روبرت جوردون، المدير التنفيذى لشركة «هيتاشى كابيتال» فى بريطانيا، أن الجميع يتحدثون الآن عن حالة عدم اليقين، متسائلاً: «لكن ماذا يعنى ذلك؟ فبمجرد البدء فى وضع رقم يوضح الآثار الناجمة عن هذه الحالة، فإن الأمر سيكون مخيفاً جداً!».
وأشارت الوكالة إلى أن جزءاً من التوتر بين المدراء التنفيذيين، سببه حالة عدم اليقين حول الاتفاقات الجديدة مع الاتحاد الأوروبي.
وقال «جوردون»، إن المملكة المتحدة قد تواجه تراجعاً بقيمة مليار جنيه إسترليني، جراء فقدان القدرة على الوصول إلى اتفاقيات التجارة الحرة للكتلة الأوروبية مع أكثر من 50 بلداً فى جميع أنحاء العالم.
وفى تقرير منفصل، صادر عن مركز الاقتصاد والأعمال فى لندن، أكدّ أن المستوردين من جميع القطاعات، من معدات النقل والمواد الكيميائية إلى الغذاء والمنسوجات، قد يتكبدون خسارة بقيمة 1.2 مليار إسترلينى؛ بسبب التكاليف الإضافية، فى حين سيعانى المصدّرون من الرسوم الجديدة فى دول أخرى.
وأشار التقرير إلى أن المملكة المتحدة سيتوجب عليها إعادة التفاوض على اتفاقيات فى كل بلد على حدة، وسيكون ذلك أصعب بكثير للتفاوض بشأن الاتفاقات الثنائية حال الخروج القاسى لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال بيتر ماندلسون، المفوض التجارى السابق للاتحاد الأوروبى، إن ارتفاع التكاليف قد تظل سياسة تتبعها الشركات، وتنقلها إلى المستهلكين الذين يعانون من ارتفاع الأسعار فى المحلات التجارية.
وأظهر تقرير الاستثمار الصادر عن مركز الاقتصاد والأعمال، أن حوالى ثلث الشركات فى بريطانيا قد أجلّت أو تخلت عن خطط الإنفاق فى أعقاب استفتاء يونيو.
وكانت الشركات الصغيرة الأقل تأثراًَ بتقلبات العملة والاستثمار الأجنبي، ولذلك كانت أقل عُرضة للتأجيل أو الإلغاء، لكنها تمثل مجتمعة 81% من إجمالى الاستثمارات المفقودة.
وذكرت الشركات الكبيرة التى توظف أكثر من 250 شخصاً، أن الوصول إلى سوق الاتحاد الأوروبى الموحد، وتراجع الإسترلينى والتغييرات السياسية أكبر المخاوف التى تواجهها فى المرحلة الراهنة فى استطلاع رأى أجرته شركة «يوجوف» لاستطلاعات الرأى لأكثر من 1000 شركة فى الأسبوع الأخير من الشهر الماضي.
وناشد «جوردون»، الحكومة الجديدة بقيادة تريزا ماي، توفير مزيد من الإيضاح بشأن خطط ما بعد الخروج.
وفى اتصال هاتفى أوضح «جوردون»، أن الثقة من السهل جداً أن تخسرها، ولكن من الصعب جداً الحصول عليها.
وكانت «هيتاشى كابيتال» المملكة المتحدة، وهى شركة تابعة لشركة «هيتاشى كابيتال» اليابانية التى توفر التمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، هى أحدث الشركات اليابانية التى عانت جرّاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وطالب مسئولون فى الحكومة اليابانية ورجال أعمال حكومة تيريزا ماي، الجديدة بتحسين اتصالاتها بعد الخروج أو مواجهة وضع خطر للاستثمار الداخلي.
وأكدّ «ماندلسون»، أن الاتحاد الأوروبى رائد فى التجارة الحرة العالمية، وينبغى علينا أن نسعى للحفاظ على فوائده قدر المستطاع.
وكانت صحيفة الجارديان البريطانية، قد أوضحت وفقاً لتقارير حكومية مسربة، أن الخروج القاسى لبريطانيا من الاتحاد الأوروبى سيكلفها 66 مليار جنيه إسترلينى سنوياً، وهو ما يعادل 80.45 مليار دولار بواقع خسارة قد تبلغ 9.5% من الناتج المحلى الإجمالي.
جاء ذلك بعد أن أعلنت رئيسة الوزراء فى وقت سابق، أن قرار خروج بلادها من الاتحاد الأوروبى سيدخل حيز التنفيذ أواخر مارس 2017.