تجار عملة: طلب متزايد من المستوردين .. والمستوردون: نتيجة استمرار سياسة أولويات تدبير العملة
«السويفى»: السوق السوداء لم يختفي والأسعار الحالية طبيعية .. وفاعلية الإنتربنك تحتاج 6 شهور
بدأت تعاملات السوق الموازى تظهر مرة أخرى نهاية تعاملات الأسبوع الماضى لترتفع أسعار تداولات الدولار بها بفارق يصل إلى جنيه عن السوق الرسمى، برغم الرقابة المشددة للبنك المركزى.
وقال مسئول بإحدى شركات الصرافة إن الطلب على الدولار من جانب المستوردين بدأ يتزايد بعد عدم وفاء البنوك بكل احتياجاتهم، مشيرين إلى أن قطاع الأخشاب ومستلزمات الأدوية والحديد من أكثر القطاعات، التى استأنفت الطلب من السوق الموازى.
وأضاف انه نفذ اليوم السبت عمليات شراء للعملة الأمريكية عند 15.50 جنيه، وباعها بسعر 17.5 جنيه.
وشهدت أسعار الدولار بالبنوك ارتفاعا ملحوظا منذ تعاملات الخميس الماضى لتصل الأسعار فى البنوك الثلاثة الكبرى الأهلى ومصر والتجارى الدولى إلى 16 جنيها للشراء، و16.25 جنيه للبيع، وهى نفس الأسعار المعمول بها فى عدة بنوك أخرى مهمة مثل القاهرة والإسكندرية، حتى السادسة والنصف مساء، بعد أيام من التراجعات، وصلت إلى ما دون مستوى 15 جنيها للشراء.
وقال أحد تجار العملة إن المعروض لدى البنوك ما زال متواضعا، وهناك تأخير فى تلبية طلبات العملاء كما أن البنوك ما زالت تطبق سياسة أولوية القطاعات، وهو ما دفع تجار ومستوردى السلع غير الأساسية للجوء للسوق الموازى.
أضاف أن الفجوة فى سعر الدولار بين السوقى الموازى والرسمى بسيطة ولا تتعدى 70 قرشا، وهو أمر طبيعى فى ظل وجود قوائم انتظار لدى البنوك.
وقال حمدى النجار، رئيس الشعبة العامة للمستوردين، إن البنوك أفضل حالًا الفترة الحالية، لكنها ما زالت متعثرة فى تدبير الاحتياجات الكبيرة، وتدبر فقط المبالغ المالية الصغيرة عند مستويات 50 إلى 250 ألف دولار.
أضاف إبراهيم فؤاد المغربى، رئيس شعبة البصريات بغرفة القاهرة التجارية ومستورد نظارات ـ إن البنوك تعطى الأولية لقطاع المواد الغذائية لتوفير احتياجتها من الدولار، مشيرا إلى أن البنوك لا تحدد فترة محددة لتدبير العملة.
أشار المغربى: «إلى عودة تجار العملة والسوق السوداء بقوة بعد أن لجأ إليها التجار لتغطية احتياجاتهم نتيجة عدم رد البنوك لأكثر من 10 أيام.
قال أحمد شيحة، رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية، إن أداء البنوك ضعيف فى توفير الدولار لمستوردى السلع غير الأساسية، فيما تدبّر احتياجات مستوردى السلع الأساسية والمواد الخام للمصانع بحسب ترتيب الأولويات فى كل بنك، وفقاً لحصيلتهم الدولارية.
أضاف شيحة: «طلبات مستوردى الشعبة معلّقة منذ بداية الشهر الحالى، ولم يتم توفيرها حتى الآن، وهذا لا يكفى المستوردين ويضطرهم للاتجاه إلى السوق السوداء مرة أخرى»، مؤكداً أن معظم البنوك لم توفّر احتياجات مستوردى السلع الكمالية، خاصةً أجهزة الكمبيوتر والمحمول.
وقالت رضوى السويفى، رئيس قسم البحوث ببنك الاستثمار فاروس، إن السوق الموازى لم يختفِ واستمرار الطلب عليه أمر متوقع فى ضوء استمرار وجود طلبات معلقة من مستوردين لدى البنوك.
أضافت أن ارتفاع أسعار الدولار بالبنوك منذ تعاملات الخميس نتيجة ارتفاع الأسعار بالسوق الموازى واستهداف البنوك السيطرة على فارق السعر، متوقعة استمرار التذبذبات فى الأسعار، واعتبرت مستوى التسعير الحالى مناسبا ومطمئنا.
وتوقعت عودة الأسعار للتراجع فى البنوك مع بداية الشهر المقبل وتزايد تحويلات المصريين فى الخارج، لافتة إلى أن فاعيلة أداة الإنتربنك تظهر فى فترة تمتد بين 3 و6 شهور بعد تلبية البنوك لطلبات قوائم الانتظار وعودة تدفقات مصادر الدولار كالسياحة والاستثمار المباشر.
كتب: أسماء نبيل وسليم حسن ومؤمن منير وأمانى رضوان