100 مليار دولار تراجعاً مرتقباً فى الإنفاق الرأسمالى للشركات
انهارت عمليات التنقيب عن البترول بدافع ركود أسعار الخام التى استمرت لمدة عامين التى أدت إلى تباطؤ استكشاف آفاق المياه العميقة قبالة سواحل أفريقيا، وتقويض المحرك الرئيسى للنمو فى القارة.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أنه فى ربع قرن من الزمان منذ عام 1982 تضاعف إنتاج البترول الأفريقى إلى أكثر من 10 ملايين برميل يومياً.
وكشفت بيانات شركة «وود ماكينزي» المحدودة، أنه فى الوقت الراهن، ومع تراجع الأسعار إلى أقل من 50 دولاراً للبرميل، خفضت شركات التنقيب الدولية خططها للإنفاق الرأسمالى فى السنوات الخمس المقبلة بحوالى 100 مليار دولار.
وأشار التقرير إلى أن هذا التغير يمكن أن يخفض إنتاج البترول فى المنطقة بنسبة 46% بحلول عام 2030.
وكانت نيجيريا وأنجولا الأكثر تضرراً من تراجع عمليات التنقيب فى وقت تكافح فيه بالفعل اقتصادات الدول التى تعتمد على البترول للحصول على النقد الأجنبي.
وقال كيث مايرز، العضو المنتدب لشركة الاستشارات «ريتشموند انرجى بارتنرز»، إن إحياء عمليات التنقيب فى المياه العميقة فى القارة السمراء يتطلب ارتفاع الأسعار إلى قيمة تتراوح بين 60 دولاراً و70 دولاراً للبرميل.
وأضاف أن القارة الأفريقية عانت أكثر من أى منطقة أخرى من حيث الانخفاض فى استكشاف الحقول، مشيراً إلى أن التنقيب فى المياه العميقة بمثابة محرك نمو الإنتاج فى المنطقة.
وفى سبتمبر الماضى، تراجع عدد منصات البترول والغاز البحرية فى أفريقيا إلى 9 فقط انخفاضاً من أعلى مستوى والبالغ 48 منصة فى نوفمبر عام 2014، وفقاً لبيانات شركة «بيكر هيوز»، وهذا هو أدنى مستوى فى أكثر من عقد من الزمان.
وعلى وجه العموم، انخفض عدد الحفارات فى القارة الأفريقية إلى أدنى مستوى فى خمس سنوات بعدد 77 حفاراً.
وقال أوليفر كوين، مدير أفريقيا والمشاريع الجديدة العالمية لدى شركة «أوفير إنيرجي»، نحن نسعى لنكون أكثر انضباطاً فى وقت تخطط فيه الشركة التى تتخذ من لندن، مقراً لها لحفر من 3 إلى 5 آبار على مدى العامين المقبلين، موزعة بين أفريقيا وآسيا.
وأضاف أننا لا نريد أن نذهب إلى هذه المنطقة، وإنفاق رأس المال الذى لا يمكننا تعويضه للقيام باستكشافات أخرى.
وتعتمد نيجيريا أكبر منتج للبترول فى القارة وأكثرها كثافة سكانية على الوقود لجلب أكثر من 90% من الدخل الأجنبي.
وشهدت البلاد التى تواجه العنف الدائر فى منطقة دلتا النيجر المنتجة للبترول حالة من ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى فى 11 عاماً فى أكتوبر؛ بسبب تراجع العائدات جرّاء انخفاض أسعار البترول وارتفاع تكاليف استيراد السلع والآلات للمستهلكين.
وأعلنت أنجولا التى تعتمد على البترول فى جميع صادراتها تقريباً فى يوليو الماضى، أنها جمعت بالكاد ما يكفى من الإيرادات لتسديد ديونها.
وانسحبت العديد من الشركات مثل «إكسون موبيل» و«رويال داتش شل» و«توتال» التى تعد من بين أكبر اللاعبين فى نيجيريا للتنقيب فى حقول المياه العميقة؛ بسبب الهجمات المسلحة التى حدت الإنتاج فى منطقة دلتا النيجر.
وألغى أكبر منتجى المياه العميقة فى أنجولا مثل شركات «بي.بي» و«إكسون موبيل» و«شيفرون كورب» التنقيب فى المياه العميقة نهاية مارس الماضي.
وتحولت «تولو أويل» بعيداً عن المياه العميقة فى وقت يستعد فيه المستكشفون فى أفريقيا إلى التركيز على اسكتشافات جديدة فى المياه الضحلة.
وكشفت بيانات شركة «ريتشموند إنيرجى بارتنرز»، أنه على مدى العقد الماضى تمثل أفريقيا جنوب الصحراء 42% من أعمال التنقيب فى المياه العميقة حول العالم.
وقال مايرز، إن هذا الاستكشاف فى المياه الضحلة هو مفتاح استمرار الإنتاج على المدى الطويل.
وسوف تركز «نوبل إنيرجي» ومقرها مدينة هيوستن، الأمريكية والتى لديها أصول قبالة سواحل غينيا الاستوائية هذا العام على إنفاق 1.5 مليار دولار على استكشاف البترول الصخرى فى الولايات المتحدة.
وقالت سوزان كانينغهام، نائب الرئيس التنفيذى للاستكشاف والمشاريع الجديدة فى «نوبل»، أن الشركات يتعين عليها توزيع الاستثمار فى المشاريع الجديدة.
وأضافت أن الشركة لا تعتزم القيام بمزيد من الاستكشافات فى المياه العميقة على مدار العامين المقبلين.
وتراجعت حصة أرباح بعض الحكومات الأفريقية من مشاريع المياه العميقة، وتقلصت الاستثمارات؛ بسبب انهيار أسعار البترول.
وأكدّ جيف كالو، مدير علاقات المستثمرين فى «أوفير إنيرجي»، أن المياه العميقة لا تزال تعمل، ولكن تحتاج الشركات إلى التأكد من أن الشروط المالية فى البلد الذى تعمل به ستولد عائداً فى ظل بيئة أسعار السلع الأساسية الحالية.