أديس أبابا تجهز نفسها لإطلاق عصر جديد لقطاعها الزراعى
تسعى القارة السمراء إلى حل أزمتها المزمنة المتعلقة بنقص الاسمدة والمواد الخام المستخدمة فى الزراعة وقد كان اعلان الشركة المغربية لانتاج الفوسفات أو سى بى أكبر مصدر للخام فى العالم توقيع اتفاق مع إثيوبيا لبناء مصنع للأسمدة بقيمة 3.7 مليار دولار ثمرة لجهود كبيرة فى هذا السياق.
وقال مصطفى كوافى المدير العام للمجموعة المغربية «او سى بي» إن حالة المنشأة الصناعية الفنية تسمح لإثيوبيا بتحقيق الاكتفاء الذاتى فى إنتاج الأسمدة.
واضاف ان هذا المشروع المشترك جلب مجموعة من منتجات الأسمدة بأسعار معقولة كما تم تكييفها خصيصا لتلبية احتياجات المحاصيل والتربة المحلية، وبالتالى ضمان إمدادات موثوق بها وبأسعار معقولة من المغذيات النباتية للمزارعين فى اثيوبيا.
واكد أن المشروع جاء ثمرة رؤية متجذر ومشتركة لدى قيادة المغرب واثيوبيا بانه ينبغى تسخير الموارد الطبيعية الافريقية لدفع عجلة التنمية والرخاء المشترك فى دول لها أولا.
وقال فيصل بن عمرو، المدير العام لفرع إثيوبيا إنه حان الوقت لأفريقيا أن تثق افريقيا. فهذا يجب أن يكون التزام على المدى الطويل من الجميع وهو مشروع اثيوبى لتستفيد منه إثيوبيا قبل غيرها.
وتمتلك اثيوبيا 95% من المشروع وفيما يعد الاتفاق من أكبر المشاريع المشتركة فى أفريقيا بين اثنين من الاقتصادات النامية فإنه يخلق أيضا واحدة من أكبر مصانع الأسمدة فى العالم، بقدرة أولية 2.5 مليون طن.
ومن المتوقع ان يبدأ المصنع الإنتاج فى منتصف عام 2022، وهو ما سوف يحدث فارقا كبيرا لقطاع الزراعة فى إثيوبيا الذى يمثل حاليا 45% من الناتج المحلى الإجمالى للبلاد و90% من صادراتها.
وقالت شركة او سى بى إن إثيوبيا واحدة من أسرع الاقتصادات نموا فى العالم وتستهلك نحو 57 كجم من الاسمدة لكل هكتار من القمح و34 كجم لكل هكتار من الذرة مقابل 150 كجم و300 كجم فى اوروبا على التوالي.
وتعتبر نسبة الاستخدام منخفضة بسبب استيراد الأسمدة من الخارج عن طريق الحكومة التى تسيطر على جزء كبير من الاقتصاد، ولديها نقص كبير من العملات الأجنبية.
وسوف يشمل الاستثمار بناء مصنع فى دير داوا شرق العاصمة أديس أبابا فيما يتم تطوير البنية التحتية فى ميناء جيبوتى لمعالجة حمض الفوسفوريك، والتى سوف يتم شحنه من المغرب وسيتم تزويد المصنع محليا من اثيوبيا من النيتروجين والبوتاس وهما المكونان الرئيسيان الآخران.
ومن المنتظر ان يصل اجمالى انتاج الشريك المغربى داخليا وخارجيا من الأسمدة إلى 12 مليون طن بحلول عام 2017 بدلا من 7 ملايين طن فى عام 2014، ليصبح أكبر منتج فى العالم.
وادى تراجع الاسعار العالمية للاسمدة الى هبوط الارباح بنسبة 23.2% فى النصف الأول من 2016 الى حوالى 317 مليون دولار.
وقالت الشركة إن المرحلة الأولى من المشروع الإثيوبى ينطوى على استثمارات بقيمة 2.4 مليار دولار 60% قادمة من تمويل الديون والباقى حصص متساوية من الشريكين. وستشمل المرحلة الثانية استثمارا إضافيا بقيمة 1.3 مليار دولار وسوف يزيد من قدرة الانتاجية الى 3.8 مليون طن بحلول عام 2025.
وعندما يعمل المصنع بكامل طاقته الانتاجية فإنه من المتوقع أن يفوق الطلب الإثيوبى ليدخل مرحلة التصدير للخارج.