قالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن المنشآت فى مراكز المدن والممتدة إلى الريف أصبحت الآن ممتلئة بأجهزة كمبيوتر متصلة بشبكات الإنترنت.
أضافت أن مراكز البيانات التى تعد محركات غير مرئية أصبحت ضرورية فى العالم الرقمى والأعمال التجارية الكبيرة الأخرى، بل ربما أصبحت واحدة ضمن عدد قليل من القوى العظمى فى التطور التكنولوجى.
وكشفت الوكالة عن أحدث موجة فى عالم مراكز البيانات والمتمثلة فى إعلان شركة «فيريزون» للاتصالات، أنها تعتزم بيع 29 من مراكز بياناتها بقيمة 3.6 مليار دولار.
وتعتقد «فيريزون» مثل العديد من شركات الاتصالات الأخرى، أن مراكز البيانات قد تكون سبباً رئيسياً لنمو الأعمال التجارية المربحة لخدمة عملائها، وتدفع العديد من الشركات المال لـ«فيريزون» لتشغيل أجهزة الكمبيوتر فى مراكز بياناتها فى بعض الأحيان.
أشارت الوكالة إلى أن الأعمال التجارية لمراكز البيانات فى شركة «فيريزون» والعديد من نظرائها فى قطاع التكنولوجيا والاتصالات لم تسجل معدلات نمو كبيرة كعمالقة التكنولوجيا الآخرين مثل شركة «أمازون» التى أحدثت تغييراً جذرياً فى ديناميات هذه الصناعة.
وتسببت خيبة الأمل فى إحداث موجة من التنازلات من قبل أصحاب مراكز البيانات، ويخطط العديد من الشركات مثل «سنشرى لينك» و«وايندستريم» و«تاتا» للاتصالات المحدودة فى الهند لبيع كل أو بعض عمليات مراكز البيانات الخاصة بها.
ووافقت «راك سبيس»، واحدة من كبرى شركات مراكز البيانات المستقلة، على عملية البيع فى الصيف الماضى.
وتحاول شركة «إيه تى آند تى» بيع الأعمال التجارية لمركز البيانات التابع لها.
وأوضحت الوكالة أن المشكلة التى واجهت الشركات تتمثل فى أن تشغيل مراكز البيانات يعد أحد جوانب الأعمال التجارية فى قطاع التكنولوجيا، فهى لعبة تستخدمها القوى العظمى، وتمتد مزاياها لأكثر من أى شخص آخر.
أضافت أن تشغيل هذه المراكز مكلف ومعقد للغاية لخوادم الكمبيوتر ووصلات الإنترنت، وتمكن العديد من الشركات بما فى ذلك «أمازون» و«ألفابت» و«مايكروسوفت» من إيجاد الوسائل الكبيرة والصغيرة لضمان عمل مراكز بياناتها بأكبر قدر من الكفاءة.
وتعد شركة «فيريزون» خبيرة فى بناء وتشغيل شبكة الاتصالات الخاصة بها لكن لا يمكنها تحقيق تناسب بين الخبرة فى مراكز البيانات لشركات الإنترنت مع الملايين من مستخدمى شبكة الإنترنت ومحافظها المالية.
وباعت «فيريزون» مراكز بياناتها إلى «إيكونيكس»، وهى شركة ليست عملاقة فى قطاع الإنترنت؛ حيث إنها فى الأساس شركة عقارية، ولكنها أصبحت حلقة وصل رئيسية إلى القوى العظمى فى التطور التكنولوجى.
وتسعى شركات مثل «جوجل» و«بنوك وول ستريت» لتأجير مراكز البيانات التابعة لشركة «إيكونييكس» فى كثير من الأحيان إلى جانب شبكات الإنترنت فائق السرعة لضمان كفاءة تشغيل الخدمات على شبكة الإنترنت أو المعاملات المالية.
وفى المستقبل سيكون هناك عدد قليل من الشركات التى سوف تملك مراكز البيانات والجميع سوف يدفع ثمن الحوسبة التى يحتاجونها.
وقارن المدراء التنفيذيون لأعمال الحوسبة فى «أمازون» بين هذه الرؤية وطريقة سداد الأفراد والشركات فواتير الكهرباء التى يستخدمونها بدلاً من تشغيل الشبكات الكهربائية الخاصة بهم.
وذكرت «بلومبرج»، أننا بعيدون عن ذلك المستقبل، وهذا السيناريو لا يمكن أن يحدث أبداً.
ولكن فى لحظة تاريخية أعلنت شركة «إنتل» التى تعمل أجهزتها فى ما يقرب من جميع مراكز البيانات العام الماضى أن أكثر إيراداتها جاء من بيع الأجهزة لمراكز البيانات.
وتوقعت أن أكبر عمليات الشراء خلال العام الجارى سوف تأتى من قبل شركات الحوسبة السحابية.
وكان بيان «إنتل» علامة على مدى تماسك حجم صناعة مراكز البيانات لصالح القوى العظمى وعلى حساب أصحاب أصغر مراكز البيانات مثل «فيريزون» التى لا يمكنها الحفاظ على صدارة المشهد.