جيران اللاجئين تعاملوا معنا بودية.. وكريم «السوري»: سأعمل في بنك.. وصديقه «علي»: أحلم بحياة جديدة
كتب: عماد السيد و هاله بهاء
رغم تجاوزها الستين من عمرها، إلا أن السيدة الألمانية، لا تتوقف عن متابعة أحوال اللاجئين السوريين، وزيارتهم في منازلهم حاملة معها ما يحتاجونه ما تستطيع جمعه من ألاجهزة كهربائية، والسلع المعمرة التى قد يحتاجونها، تقول السيدة، التي تقابلنا معها بمحض الصدفه فى احد بيوت اللاجئين، بعد لقاءنا مع لاجئين سوريين في إحدى الأماكن التي يتجاورون فيها مع الألمان: «أنا من اسره لاجئه قديمة، قادمة من إحدى دول شرق أوروبا، لذا أعرف معاناتهم».
وتوضح السيدة: «لقد هاجرت إلى ألمانيا منذ عقود، وكنت في بداية إقامتي أحتاج للمساعدة، لذلك أرى أن من واجبي مساعدة اللاجئين، لأرد الدين لمن ساعدني في بداية حياتي».. قبل أن تضطر للاستئذان والمسارعة بالمغادرة بعد هطول الأمطار أثناء حديثنا معها .
لقاؤنا مع السيدة الألمانية، جاء فور خروجنا من مبنى يسكن به مجموعة من اللاجئين السوريين، مجاورين للسكان الألمان فى واحد من المشاريع القليلة التى تستهدف ادماج اللاجئين فورا كجيران وليس كمجموعة منفصلة عن الشعب المستقبل، ولذلك فلقد كان حرصنا علي زيارة هذا المشروع لمعرفة كيفية تعامل الألمان مع اللاجئين عن قرب، وكثيرا ما تقابلنا مع الجيران الألمان خلال تحركنا بالتجمع السكني، وبادر أغلبهم لإلقاء التحية الباسمة، ولم نشعر بأي رفض لوجود العرب بالمباني التي يقطنوها.
نفس الترحيب، قابلنا به شابان سوريان من اللاجئين في أوائل العشرينيات من عمرهما، إلا أنهما تحفظا على نشر اسمائهما الحقيقية، وأحدهما رفض الظهور بوجهه في الصور او الكاميرا، خشية أن يتم استهداف من تبقي من أسرتيهما في سوريا.
«كريم م»، من طرطوس، هكذا عرف أول الشباب نفسه، مشيراً إلى أن لديه أخ يعمل في شركة «بي ام. دبليو» بجانب الدراسة، أما هو فكان يدرس الهندسة الزراعية بسوريا، ولم يكن يحب تلك الدراسة لذا قرر أن يبحث عن مجال آخر.
يقول الشاب: «والدي ووالدتي توفيا قبل سنوات، وقبل الحرب كانت أمورنا جيدة، لكن الحرب قضت على كل شيء، فهربت إلى ألمانيا حيث يعيش أخي الذي استقبلني، وبعد 6 أشهر التقطت فيها أنفاسي، قررت تسليم نفسي للمسئولين عن اللاجئين ».
عن سبب اختياره لألمانيا يقول: «في بادئ الأمر لم أفكر في ألمانيا، لكن من سبقونا إلى السويد اشتكوا من صعوبة الدراسة هناك».
ويتهم ابن العشرين عاماً المخابرات التركية بتسهيل تهريب اللاجئين بمقابل مادى: «المهربون بتركيا يعملون بعلم المخابرات التركية التي تسهل الموضوع لهم، وتحصل على نسبة من أموالنا التي ندفعها لهم».
وعن أولوياته، قال: «رغم أن السكن أزمة، إلا أن الحكومة الألمانية تعمل على حل الموضوع، وأهم شيء أن أتعلم اللغة، وبعدها سأبحث عن عمل في البنوك والمكاتب السياحية».
«على»، 21 عاما، من حماه، هكذا فضل الشاب الثاني تعريف نفسه، قائلا إنه «كان يعمل سائقا في سوريا، وجاء إلى ألمانيا بعد أن انفق 3500 دولار، لان له أقارب يعملون بها منذ عقود، فخاله كان مهندسا معماريا ثم سافر إلى ألمانيا وعمل بها حلاقا، وهو يحمل الجنسية الألمانية منذ سنوات طوال».
وعن أحلامه يقول: «أود بناء حياه جديدة وأعيش»، قبل أن يعود ليقارن على مضض الوضع الحالي بوضعه في سوريا قائلا: «والدي كان سائق تاكسي في حماه، كان كل شيء متوفر وحياتنا جيدة، وحتى الآن مدينتنا لا تعانى شيئا سوى الخطف، أما هنا فلا نعانى من أي شيء، والألمان يعاملوننا بشكل جيد».