البرازيل وتركيا وجنوب أفريقيا وفنزويلا الأكثر عرضة للخطر
عانى المستثمرون فى الأسواق الناشئة على مدى 12 شهرًا الماضية بسبب القلق والتوتر الناجمين عن الشكوك حول الاقتصاد الصينى وتراجع أسعار البترول والكثير من الاضطرابات السياسية الأخرى.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن الأسواق الناشئة على مشارف استقبال عام 2017، وما زال هناك العديد من القضايا التى تبعث القلق لا سيما ارتفاع الدولار واحتمال زيادة أسعار الفائدة الأمريكية والوعود الحمائية للرئيس دونالد ترامب.
ولكن على الجانب الإيجابى فأسعار السلع قوية بالفعل، وهناك دلائل تشير إلى قيام بعض البلدان بالإصلاحات الهيكلية فى وقت يجنى فيه المستثمرون أفضل العوائد من الاستثمار فى سندات شركات الأسواق الناشئة.
وقال لوكا باولينى، كبير الاستراتيجيين فى «بيكتيت» شركة إدارة الأصول: «نحن متفائلون بشأن التوقعات طويلة الأجل للأسواق الناشئة بسبب التقييمات الجذابة والإصلاحات الهيكلية وحدوث انتعاش فى أسعار السلع الأساسية وتدفقات الاستثمار الكبيرة».
ولكن بالنظر إلى 2017 هناك أسباب تجعل مستثمرى الأسواق الناشئة يتأهبون لاستقبال سنة جديدة متقلبة كما كان الحال فى 2016 وهو العام الذى بدأ بخسارات حادة بفضل مخاوف النمو فى الصين والبترول الذى تعافى بشكل جيد بعد اتفاق خفض الإنتاج إضافة إلى انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن علاقات الولايات المتحدة مع الصين سوف تتسبب فى بث روح القلق للأسواق الناشئة العام المقبل بعد أن تجاهل السوق إلى حد كبير تراجع الرنمينبى بنسبة 6.7% فى عام 2016.
ولكن اختلفت المعادلة فى الوقت الراهن مع إعلان ترامب، أن الصين تتلاعب بالعملة بالتزامن مع فترة من التوتر الجيوسياسى سيؤثر فى الأرجح على الأسواق الآسيوية، التى تقع بالفعل تحت ضغط من ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية وتراجع توقعات النمو فى أوروبا والولايات المتحدة واليابان.
ومن بين النتائج المباشرة لانتخاب ترامب، رئيسًا للولايات المتحدة هو تدفق الأموال من سندات الأسواق الناشئة ورفع تكاليف الاقتراض والضغط على الدول، التى تقترض بالدولار الأمريكى.
وكشفت بيانات شركة «إى بى إف آر» أن المستثمرين سحبوا 1.2 مليار دولار من صناديق السندات فى الأسواق الناشئة الأسبوع الماضى وهو الأسبوع السادس على التوالى من هروب تدفقات رأس المال.
وارتفعت العائدات فى مؤشر «جى بى مورجان» لسندات الأسواق الناشئة بالعملة الصعبة لأول مرة فى ثلاث سنوات أواخر الصيف الماضى لتسجل أعلى مستوى فى ثمانية أشهر بنسبة 6% فى منتصف نوفمبر الماضى.
وكشف بنك «أوف أميركا ميريل لينش» للبحوث العالمية عن بروز «ثلاث دول هشة» هذا العام البرازيل وتركيا وجنوب أفريقيا الأكثر اعتمادًا على الاستثمار الأجنبى وستكون الاقتصادات الأكثر عرضة للخطر فى 2017.
ففى الوقت الذى تحسن فيه البرازيل العجز فى الحساب الجارى لا تزال تكافح كلا من جنوب أفريقيا وتركيا.
ووفقًا لتوقعات بنك «ستاندرد تشارترد» سوف تبعث فنزويلا القلق الكبير حيث تعد أكثر البلدان عرضة للوقوع فى أزمة ديون لتنضم إلى القائمة التى تضم الأردن والأرجنتين واليونان.
وقال الفوة جها، رئيس قسم الأبحاث فى بنك «ستاندرد تشارترد»: إن عدم تنويع فنزويلا لاقتصادها خلال سنوات الطفرة يجعل المهمة صعبة للغاية للتعامل مع انخفاض أسعار البترول، التى مازالت أقل بنسبة 50% عن الذروة، التى سجلتها منذ ما يقرب من عامين.
وبعيدًا عن نقاط الضعف فهناك أسباب للتفاؤل عبر الاقتصادات الناشئة ككل حيث من المتوقع ارتفاع إجمالى النمو الاقتصادى إلى 4.7% وفقا لبنك «أوف أمريكا» بقيادة الهند والصين ودول أمريكا اللاتينية.
وأكدّ كارلوس هاردينبيرج، العضو المنتدب فى مجموعة «تمبلتون» للأسواق الناشئة أن العديد من البلدان سوف تستفيد إلى حد كبير من أسعار السلع الأساسية التى ارتفعت بمستويات معقولة مقارنة بما كانت عليه فى الماضى.
وفى الوقت الذى توقع فيه مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأسبوع الماضى وضع مسار حاد لأسعار الفائدة فى العام المقبل فإن عملات الأسواق الناشئة سوف تكون عرضة للتراجع من جديد.
فالقوة الحالية للدولار الأمريكى قد تضاعف التدفقات الخارجة من الأسواق الناشئة خلال العام المقبل.