كم تفكر سيادتك هى تكلفة إنشاء 1 كليومتر من الطرق (حارتين فى كل اتجاه)؟ هل حوالى 100 ألف جنيه أم مليون جنيه أم غير ذلك؟
لتقريب ذلك إذا كانت ثمن السيارة الفيرنا اليوم يقترب من الـ200 ألف جنيه، فكم سيارة فيرنا تساوى تكلفة رصف 1 كليومتر طرق؟
الإجابة هى حوالى 1.5 مليون دولار أى حوالى 25 مليون جنيه حالياً. بمعنى آخر أن الكيلومتر طرق يكلف الدولة فوق تكلفة 100 سيارة فيرنا.
من أين تحصل الدولة على إيراداتها لتغطية تلك المصاريف؟ معظم الدول تحصل على حوالى 70-80% من الإيرادات من الضرائب والتى معظمها من ضريبة المبيعات أو القيمة المضافة، والباقى من إيرادات أخرى مثل شركات البترول أو قناة السويس أو غير ذلك.
المشكلة أن إيرادات الحكومة المصرية قليلة ومصروفاتها كثيرة وبالتالى كل عام تستلف من البنوك فتزيد الديون ويزيد الضغط على إيرادات الدولة ونخسر سنوياً حوالى 320 مليار جنيه وفقاً لبيانات وزارة المالية لعام 2015-2016.
وما هو الحل؟ الحل هو خطة ملزمة للجميع لمضاعفة إيرادات الدولة للحاق بتركيا التى تحقق 6 أضعاف مصر أو كوريا التى تحقق الآن 10 أضعاف ما نحققه بالرغم أن عدد سكانهم النصف تقريبا، ذلك يتطلب زيادة فى الاستثمارات الناجحة التى تدفع ضرائب للدولة، والاستثمارات الناجحة لن تنجح على حجم السوق المصرى ولكن بالتصدير، لأن السوق المصرى الآن فى الكثير من المنتجات يعتبر صغيراً على عكس ما يعتقد الكثيرون. مثلا نشترى 200 ألف سيارة سنوياً بينما أصغر مصنع جديد لتصنيع سيارة كاملة يعمل على طاقة 200 ألف سيارة سنوياً لذلك لابد أن يكون جزءاً كبيراً من إنتاجه موجه للتصدير لأنه لن يستطيع بيع كل السيارات فى السوق المحلى.
إذا كان كيلومتر الطرق يكلف حوالى نفس ثمن 200 سيارة فيرنا فإن الكارثة الكبرى إذا سمعت عن تكلفة كيلومتر مترو الأنفاق (تحت الأرض). كم تعتقد عدد سيارات الفيرنا التى تكفى لسداد 1 كيلومتر مترو؟
1 كيلو مترو = 140 مليون دولار (أى حوالى 93 ضعف ثمن واحد كيلومتر طرق)، وبما إن الكيلومتر طرق يساوى تكلفة حوالى 100 سيارة فيرنا فإن كيلومتر مترو يكلف حوالى 9.300 سيارة فيرنا!!
العبء الذى على الدولة أكبر بكثير مما نتخيله، وللأسف أكبر بكثير مما كانت تتخيله معظم القيادات بالدولة.
فمصر تحاول إنشاء حوالى 5 كيلومترات كل عام برغم ذلك الضغط رهيب على ميزانية الدولة.
ولكن يوجد الكثير من الحلول، أهمها توجيه البنية التحتية لخدمة تنمية الصناعة والصادرات أولاً وغير ذلك ثانياً.
لأن البنية التحتية تكلف الدول الكثير، لابد أن نفهم ذلك جيدا.
ولذلك فلابد من توجيهها فى أكبر اتجاه يستطيع تحقيق إيرادات ضريببة للدولة ومنها نستطيع تحقيق مشاريع أخرى، وأكبر وسيلة لتحقيق إيرادات ضريبية هى عن طريق تحقيق تنمية فى الصناعة والصادرات ولذلك لابد أن يتم توجيه البنية التحتية أولا لخدمة ذلك الغرض.
كيف نتأكد من ذلك؟ عن طريق وضع خطة تفصيلية بالورقة والقلم. هكذا تقدمت الدول الأخرى بوضع خطط ملزمة للجميع ينفذها أحسن الكفاءات التى تتابع التنفيذ وتتعلم من الأخطاء ولا تخاف من إعلان الفشل فى مشروع والنجاح فى مشروع آخر.