التجار: المستهلك يسأل عن الأسعار فقط.. والأتربة تغطى الأرفف
ارتفعت أسعار الأقمشة بنسب تراوحت بين 50 و100%، بسبب أزمة الدولار، نظراً لاستيراد 60% منها، وتختلف النسبة من نوع لآخر حسب الخامات.
ورصدت البورصة فى جولة بمنطقتى «الغورية، وشبرا الخيمة»، زيادة أسعار الأقمشة، بنحو 10 جنيهات للمتر فى أغلب الأنواع بصورة شبه شهرية.
وارتفعت أقمشة الملابس بما يتراوح بين 33 و37 جنيهًا ليسجل المتر من 60 إلى 70 جنيهًا، فى حين تخطت بعض الأنواع حاجز 100 جنيه مقابل 40 جنيهًا.
وقال محمد الدمرداش، تاجر أقمشة بشارع شبرا، إن المستهلكين يسألون على الأسعار فقط، ونسبة الشراء ضعيفة، وأحيانًا لا يبيع المحل أى قطع لمدة تزيد على الأسبوع، حتى غطت الأتربة الأرفف.
وأوضح أن القوى الشرائية ضعيفة، فى ظل ارتفاع أسعار كافة السلع الأساسية، وتدنى مستويات الدخول الشهرية، وأجبرهم ضيق الحال على الاتجاه للمنتجات الأرخص دون النظر إلى الجودة.
وطالت الزيادات جميع أنواع الأقمشة ليرتفع متر «الكابتونية» المستخدم فى صناعة الجواكت من 25 قبل التعويم إلى 35 جنيهًا، ويتراوح متر الستائر بين 25 و240 جنيهًا مقابل 15 و150 جنيهًا، والملائات بين 20 و25 جنيهًا مقابل 10 و15 جنيهًا.
وقال المهندس أيمن الخواجة، صاحب محال للستائر والمفروشات، إن الإقبال على الأقمشة تراجع بنحو 60%، نتيجة ارتفاع الأسعار، فى ظل موجة التضخم التى تواجه المستهلكين.
وأضاف أن نسبة الأقمشة المستوردة تصل إلى 60%، وتأثرت بأسعار صرف الدولار، خاصة بعد تعويم الجنيه، الذى تسبب فى زيادة الأسعار.
وأوضح مصطفى نجاح، تاجر أقمشة بمنطقة الغورية، أن الأسعار ظلت ثابتة حتى شهر يونيو الماضى، لكن وتيرة الزيادة بدأت فى التسارع بعد تفاقم أزمة الدولار.
وأضاف أن معدلات الزيادة وصلت إلى 20 جنيهًا للمتر شهرياً فى بعض أقمشة «السوارية»، ليرتفع بعضها الآخر بنسب تتراوح بين 50 و80%.
وارتفعت أسعار أقمشة «التول المطرز» واللازم لطرح فساتين الأفراح من 80 إلى 150 جنيهًا، و«الجبير» من 120 إلى 240 جنيهًا، و«الكورد السادة» من 100 إلى 160 جنيهًا، ووصل البارز منه إلى 200 جنيه مقابل 140 قبل 6 أشهر.
وسجل «الدانتيل» و«الشيفون» زيادة أقل نسبياً ليرتفع من 12 إلى 18 جنيهًا للمتر، فيما ارتفع متر «الستان» من 15 إلى 25 جنيهًا، و«الترامودا» من 30 إلى 50 جنيهًا.
وقال بلال سيد، ترزى، إن ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة، خاصة فساتين الأفراح والسهرات دفعت نسبة من المستهلكين الاتجاه للتفصيل.
وأوضح أن فساتين السهرات تحتاج فى المتوسط لنحو 3.5 متر من القماش، بما يتراوح بين 100 و400 جنيه وفقاً للنوع، و150 جنيهًا اتعاب التفصيل.
وأضاف أن فستان الفرح يحتاج قماش بنحو 3 آلاف جنيه وتكاليف تفصيل 350 جنيهاً، ليصل السعر النهائى 3500 جنيه بعد التطريز، وأن أسعار التفصيل تقع فى منطقة وسطى بين المنتجات الجاهزة والتأجير، وتتراوح أسعار فساتين السهرات فى محال البيع بين 400 و2000 جنيه، وفساتين الأفراح بين 4 و9 آلاف جنيه.
وتسببت حالة الركود وارتفاع الأسعار فى توقف عدة مصانع عن العمل، لعدم قدرتها على مواجهة أعباء تكاليف الإنتاج.
قال سعيد سيد، صاحب مصنع «إم أند إن» لتفصيل الملابس: «توقفت عن العمل منذ عدة شهور مع ارتفاع تكلفة الإنتاج بأكثر من 50% بسبب المادة الخام وتكاليف النقل وأجور العمالة، والمصنع يعمل منذ العام 1985».
وأوضح أن المصنع عمل لمدة شهرين دون ان يُحقق أى مبيعات، ما اضطره للتوقف عن العمل لحين وضوح الرؤية بالأسواق، وفقًا للوعود الحكومية.