توقع الدكتور عبد التواب حجاج، المستشار الاقتصادى السابق بهيئة قناة السويس، أن تتحسن إيرادات قناة السويس خلال 2017 مدفوعة بتحسن معدلات التجارة العالمية وارتفاع أسعار النفط التى سترفع من تكلفة الرحلات البحرية ما يرفع جدوى المرور من القناة بالنسبة لشركات الملاحة التى تسعى لتقليص مصروفاتها.
وأظهرت البيانات المجمعة لإيرادات القناة عن الفترة من أول يناير وحتى نهاية نوفمبر 2016 تراجعا نسبته 3.3% تقريبا، وبقيمة 155.5 مليون دولار، حيث سجلت أربعة مليارات و590.6 مليون دولار، مقابل أربعة مليارات و746.4 مليون دولار بنهاية نوفمبر 2015.
وتوقع المهندس تامر حماد رئيس وحدة الدعم الفنى برئاسة هيئة قناة السويس فى يونيو الماضى، أن تصل الإيرادات الإجمالية للقناة بنهاية 2016 لنحو 5.7 مليار دولار.
من جانب آخر خفضت منظمة التجارة العالمية توقعات نمو التجارة العالمية خلال 2016 إلى 1.7% سبتمبر الماضى، مما يعكس التباطؤ فى الصين وتراجع مستوى الواردات للولايات المتحدة.
وأضاف حجاج، أن حركة التجارة والبضائع المتداولة عالميا فى زيادة مستمرة بدافع من زيادة الطلب الاستهلاكى، ما يؤكد فرص تحسن إيرادات القناة.
قال، إن إيرادات قناة السويس تعرضت للعديد من المؤثرات السلبية خلال العام الماضى والتى تراجعت بقيمتها الإجمالية.
أعقب حجاج، أن تراجع أسعار النفط لأقل من 30 دولارا للبرميل، وتداعيات الأزمة المالية العالمية فى 2008 التى أوجدت طلبا كبيرا على بناء السفن العملاقة وتراجع قيمة الـSDR (وحدات حقوق السحب الخاصة) والتى يحتسب على أساسها رسوم المرور بالقناة، بجانب تراجع حجم التجارة العالمية تضافرت جميعا ما ادى إلى هذا التراجع.
وأوضح المستشار الاقتصادى السابق بقناة السويس، أنه بعد تراجع أسعار البترول فى 2015 والتى قاربت على الـ50 دولارا للبرميل خلال 2016 خفضت تكلفة الرحلة البحرية من مستوى 100 ألف دولار إلى 50 ألف دولار ما قلل جدوى المرور من القناة وتحمل رسوم العبور ودفع العديد من شركات الملاحة لاتخاذ طرق أطول.
أضاف أن الأزمة المالية العالمية فى 2008 زادت من الطلب على السفن العملاقة ومع تراجع معدلات نمو الاقتصاد العالمى أصبح المعروض من السفن والناقلات اكبر من حجم التجارة المراد نقلها ما خفض قيمة نوالين الشحن وبالتالى تعرضت العديد من شركات الملاحة إلى الإفلاس او الاندماج والبقية التى صمدت اتجهت إلى الاندماج مع مثيلاتها لتقليل التكاليف.
على جانب آخر أدى ارتفاع قيمة الدولار مقابل عملات سلة صندوق النقد إلى تراجع قيمة الـSDR الذى تحتسب على أساسه رسوم العبور فأصبحت الرسوم المقدرة بـ150 ألاف دولار تحصل بواقع 135 ألف دولار بعد تلك الزيادة.
ورهن الدكتور رفعت رشاد رئيس الجمعية العربية للملاحة، تحسن إيرادات قناة السويس خلال 2017 بمستوى أسعار النفط، التى تعد المحدد الرئيسى لتفضيل شركات الملاحة للعبور من القناة سعيا لقليص مصروفات الرحلة البحرية مقابل الطرق البديلة.
واتفقت منظمة الدول المنتجة للنفط «أوبك» نوفمبر 2016على خفض انتاجها بنحو 1.2 مليون برميل يوميا بدءا من يناير 2017 ولمدة 6 أشهر سعيا لدعم الاسعار والحد من تخمة المعروض العالمى من النفط والذى تراجع بأسعاره خلال العامين الماضيين.
وقال رشاد، المتغيرات التى تشهدها حركة التجارة العالمية تدعو للتفاؤل خاصة مع تغير الإدارة الأمريكية والتى ستكون لها رؤية اقتصادية مختلفة على اعتبار السوق الامريكى الأكثر استهلاكا على مستوى العالم.
أضاف أن تراجع النمو الصينى أثر بشكل كبير على حركة التجارة العالمية ولكن مختلف التوقعات متفائلة بشأن تحسن معدلات التبادل التجارى بين الشرق والغرب خلال العام المقبل.
وتوقعت منظمة التجارة العالمية فى تقرير لها سبتمبر الماضى تباطؤ أكبر لنمو التجارة فى 2017 مقارنة بتوقعاتها السابقة وقدرت أن التجارة ستنمو بما بين 1.8 و3.1 فى المئة مقارنة مع توقعات بنمو 3.6 فى المئة فى أبريل.