زارت أعداد قياسية من السياح الصينيين، كوريا الجنوبية العام الماضى، رغم تحركات بكين، لتقليص التدفقات السياحية؛ بسبب قرار سيول، تثبيت الدرع الصاروخية الباليستية للولايات المتحدة على أراضيها.
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إن عائدات السياحة الصينية إلى كوريا الجنوبية بلغت أكثر من 3.8 مليون دولار فى الربع الأخير من العام الماضى، أى بزيادة قدرها 27% فى العام على أساس سنوى.
وقال بعض المحللين، إن قرب كوريا الجنوبية إلى الصين وتقارب الثقافة يدعم استمرار النمو فى عام 2017.
جاء ذلك بعدما أبلغت الحكومة الصينية العام الماضى وكالات السياحة الكورية الجنوبية عن خططها لخفض السياحة الوافدة من الصين بنسبة 20%، والحد من أيام التسوق فى العطلات الرسمية.
وقال روى شو، مدير أبحاث الصين فى «مينتل»، وهى شركة استشارية، إن التوترات السياسية بين الصين وكوريا الجنوبية لم تكن فى الحقيقة العامل لتحديد أعداد السياح العام الماضى.
أكدّ أن العلامات التجارية فى كوريا الجنوبية تلفت أنظار السياح الصينيين، وخاصة مستحضرات التجميل المحلية. وتابع «البيانات تتحدث عن نفسها».
وذكرت صحيفة «جلوبال تايمز» التى لديها علاقات وثيقة مع الحزب الشيوعى الحاكم فى الصين أغسطس الماضى، أن صناعة السياحة فى كوريا الجنوبية ستعانى رياحاً عكسية قوية مع نمو الشعور العدائى للصين.
ومع ذلك، أوضح دانيال ميساك، لدى شركة «جينج» للسياحة والسفر التى تراقب السياح الصينيين، أنه رغم دعم وسائل الإعلام الصينية هذه الأجندة، لكن الزيارات السياحية تحركت فى اتجاه مختلف.
وقامت بكين، بإلغاء تطبيقات شركات الطيران الكورية الجنوبية لإضافة رحلات الطيران العارضة بين البلدين فى يناير وفبراير، وهو موسم ذروة السفر التى تشمل عطلة السنة القمرية الجديدة.
ومن المقرر، أن تعطى قرارات العديد من الشركات التى تديرها الدولة المزيد من التأثير.
ولكن هذه الشركات أصبحت أقل أهمية للمسافرين الصينيين بعد تحولهم نحو حجز السفر عبر شركات مستقلة من خلال بعض المواقع الإلكترونية الخاصة.
وكانت الصين قد أعربت علناً عن استيائها الشديد إزاء قرار كوريا الجنوبية نشر النظام الصاروخى الأمريكى.
وأكدّ خبراء، أن بكين قد تتطرق فى ردها على هذا الإجراء إلى عرقلة جهود الكوريين الجنوبيين فى القيام بأعمال تجارية فى الصين.