تاجر: الشركات لم تلتزم بإرسال قوائم البيع منذ تعويم الجنيه
سيطرت حالة من العشوائية على سوق الأجهزة الكهربائية منذ بداية الشهر الحالى نتيجة تغير الأسعار من قبل الشركات بصورة سريعة، كل يومين أو ثلاثة، وهو ما رفع نسبة التفاوت فى الأسعار من منطقة لأخرى بفارق يصل إلى 400 جنيه للمنتج الواحد.
ورصدت «البورصة»، التعليقات، فى جولة على الأسواق والمناطق المخصصة لبيع الأجهزة الكهربائية، إذ اختلفت آراء أصحاب المحال.
فبينما يرى البعض أن التجار يضحون بهامش الربح من أجل تحريك المبيعات والقضاء على حالة الركود التى تسيطر على السوق منذ منتصف العام الماضى وتضاعفت بعد قرار تعويم الجنيه.. يرى آخرون أن اختلاف الأسعار سببه وجود مخزون لدى بعض التجار.
ويرفض بعض التجار، تطبيق الزيادات بمجرد وصولها من الشركة، فى حين يرفع آخرون الأسعار بصورة تدريجية.
قال كريم قاطوش، تاجر بشارع عبدالعزيز، إن أغلب الشركات تبلغ التجار بزيادة الأسعار شفهيًا عبر الهاتف.. الأمر الذى جعل تغير الأسعار وفقاً لرؤية كل تاجر للسوق، وتحديد هامش الربح المناسب له.
وأوضح أن الشركات لا تلتزم بإرسال القوائم السعرية منذ قرار تعويم الجنيه، نظرًا لتعرضها لأزمة فى تكاليف الإنتاج واختلاف عملية التسعير بصورة شبه يومية.. ولم يحصل التجار على القوائم الشهرية، كما هو معتاد.
وأشار محمد رؤوف تاجر أجهزة كهربائية بشارع شبرا، إلى أن الاختلاف فى الأسعار بين التجار، ومن منطقة لأخرى يتوقف على حجم المخزون لدى كل تاجر، والناتج عن حالة الركود التى يعانيها السوق منذ فترة طويلة، وتوقف البعض كليًا عن شراء كميات جديدة من الشركات، والبعض الآخر جزئيًا.
كما توقفت الشركات عن التعامل مع التجار، قبل بيع جزء من المخزون الذى تسبب فى حالة الركود التى ضربت الأسواق قبل منتصف العام الماضى، لارتفاع الأسعار بصورة غير مسبوقة نتيجة أزمة العملة الصعبة وتوقف البنوك عن فتح اعتمادات مستندية للاستيراد.
أضاف رؤوف: «نسبة الإقبال على الشراء ضعيفة جدًا، وأكاد أبيع جهازاً واحداً كل يومين أو ثلاثة، مقابل أكثر من 3 أجهزة يومياً فى الأوقات الطبيعية.
والمستهلكون يسألون عن الأسعار للعلم فقط.. ولا أحد يعلم هل لديهم خطط للشراء فى المستقبل، أم لمجرد العلم بالشىء؟»
ورصدت «البورصة»، فى جولتها، تفاوت أسعار المنتجات، إذ تراوحت أسعار «الثلاجة كريازى 14 قدم» بين 7200 و7550 جنيهًا، وتليفزيونات «توشيبا 32 بوصة» بين 3600 و3900 جنيه، و«LG» من الحجم نفسه بين 3800 و4200 جنيه.
كما تراوحت أسعار بوتاجازات «فريش _تانجو استانلس كامل»، بين 3400 و3600 جنيه، و«وايت بوينت العبد 5 شعلة» بين4200 جنيه و4450 جنيهًا.
قال محمد جنيدى، رئيس مجلس إدارة شركة جى إم سى للأجهزة الكهربائية، إن الشركات تواجه أزمة فى تسعير المنتجات، لاختلاف تكاليف الإنتاج من يوم لآخر وفقاً لسعر الدولار الجمركى، قبل تثبيته مؤخراً.
وأوضح أن قرار وزارة المالية بتثبيت الدولار الجمركى، سيساهم فى ضبط الأسواق نسبياً، ويسمح للشركات بحساب التكلفة بصورة أفضل.. لكن الوضع يحتاج مزيدًا من الانضباط.
أضاف أن الشركة رفعت أسعارها خلال شهر يناير بنسبة 10%، مقارنة بأسعار شهر ديسمبر، نتيجة طرحها منتجات انتهت من تصنيعها مطلع الشهر الحالى.
وأشار محمد المنوفى، رئيس شركة إليكتروستار للأجهزة الكهربائية، إلى انتهاء المواد الخام التى استوردتها الشركات العام الماضى، وتعمل بمواد خام جديدة وبأسعار جديدة، مضيفاً أن ارتفاع الأسعار الحالية ناجم عن ذلك.
وكشف أن تكلفة الإنتاج زادت بنسبة كبيرة بعد «تعويم الجنيه»، بجانب ارتفاع أجور العمالة مع بداية العام الجديد، وهى تكلفة إضافية أجبرت الشركات على زيادة الأسعار.
ورصدت «البورصة» زيادات تتراوح بين 10 و15% مقارنة بأسعار شهر ديسمبر الماضى، إذ ارتفعت أسعار «سخان فريش 15 لتراً» إلى 770 جنيهًا، مقابل 690 جنيهًا فى شهر ديسمبر، و«غسالة ملابس فريش 6 كيلو» إلى 4 آلاف جنيه بدلاً من 3600 جنيه.
وزادت أسعار «بوتاجاز يونيون إير 4 شعلة» إلى 4745 جنيهًا، مقابل 4170 جنيهًا، و«بوتاجاز زانوسى 4 شعلة» من الفئة نفسها إلى 2600 جنيه، بدلاً من 2340 جنيهًا.