الإدارة التنفيذية لـ”عبورلاند” لـ”البورصة”:
الإدخار الإجبارى سيمنح فرصة لمراجعة ثقافة الاستهلاك النهم للمصريين
إيقاف مشروع عائلى لإنشاء مزرعة أبقار بسبب الطرح واستكماله مرهون بقرار المساهمين
الصادرات تغطى 2-3% من الاحتياجات الدولارية وسنظل نعتمد على السوق السوداء للتمويل
الشركة ستخفض أسعارها 15% حال تراجع الدولار لمستوى 15 جنيهًا
250 مليون جنيه قيمة المخزون بنهاية سبتمبر 2016 وتسهيلات بنكية لشراء احتياجات 3 أشهر
ارتفاع الأسعار سيؤثر سلباً على التسويق والتوزيع بسبب ضعف القدرة الشرائية
“حامد”: إنشاء مصنع للزبادى الخطوة التالية للتوسعات
نستهدف الوصول بمبيعات الألبان لـ200 طن يومياً خلال 5 سنوات
15% زيادة استثنائية للرواتب بعد التعويم وقد يشهد العام الحالى زيادة مماثلة
أسعار اللبن البودرة تسليم مايو تنخفض إلى 2050 دولار/طن وتوقعات بمواصلة الهبوط
“شريف”: رعاية الكرة المصرية حقق الهدف من تسويق العلامة التجارية
نتصدر مبيعات الجبنة البيضاء بحصة سوقية 39%
الإدخار الإجبارى قد يكون المحول فى الثقافة الاستهلاكية خلال السنوات المقبلة، فى ضوء العادات السيئة التى خلفت جيلاً لا يقدر الفرص ولا يمكنه استغلالها، ومن الممكن أن تكون معدلات التضخم الحالية مفتاحاً لتغير كبير فى ثقافة المصريين، هكذا يرى محمد حامد رئيس مجلس إدارة شركة «عبورلاند للصناعات الغذائية» التحولات الأخيرة فى السلوك الاستهلاكى.
فعلى الرغم من تباطؤ مبيعات القطاع الغذائى بعد رفع الأسعار نتيجة التعويم، يرى «حامد» أن المستويات المرتفعة من التضخم ستخلق نوعاً من الإدخار الإجبارى يغير من الثقافة الاستهلاكية النهمة.
قال حامد لـ«البورصة»: «النجاح عملية متواصلة من المحاولات والتخطيط السليم تتكون خلاله العديد من الخبرات ثم تكون هناك مرحلة لجنى ثمار هذا الجهد تمثل العلامة الفارقة».
ويرى أن قطاع الأجبان والأغذية بشكل عام لن تتأثر كثيرا، وان تغير ثقافة الاستهلاك سيؤدى فى النهاية لنمو حجم المبيعات ولكن بشكل متوازن بعد إمتصاص الآثار الأولى للتضخم الناتج من التعويم، مبينا أن السوق المصرى يتمتع بتوافر 90 مليون مستهلك، وهو ما يمثل الفرصة الأكبر لمواصلة النمو، مع إمكانية زيادة الصادرات السنوات المقبلة لتوفير مصادر دخل بالدولار، حيث يوفر التصدير حالياً 2 إلى 3% من احتياجات الشركة الدولارية.
وأكد رئيس مجلس إدارة «عبورلاند» أن الارتفاعات الحالية لسعر صرف الدولار أمام الجنيه رغم كونها مفاجأة فإن التجربة تؤكد تكرارها بين حين وآخر، مشيرا إلى أنه فى أوائل التسعينيات لم يكن أحد يتصور أن تتضاعف قيمة الدولار أمام الجنيه 3 مرات، ثم حدث مرة أخرى فى 2003، ثم 2016، وخلال كل تلك السنوات ظلت القطاعات الاستهلاكية فى نمو متزايد.
اضاف: «البداية كانت فى بعض الأعمال التجارية الخاصة بجانب وظيفتى الحكومية، والتى تركتها فى الثمانينات بعدم وصل راتبى الشهرى 100 جنيه وأرباح أعمالى التجارية نحو 1000 جنيه شهرياً، ثم اتجهت لنشاط الاستيراد تبعه صناعة الآيس كريم ثم بداية مصنع عبورلاند للجبن».
عن تجربة الطرح فى البورصة أكد حامد، أن بعض خطط التوسعات فى مشروعات خاصة بالعائلة خارج عبورلاند كان أحد الدوافع لتوفير السيولة عبر بيع حصة من الشركة فى السوق، فضلاً أن سوق المال سيتيح المجال للشركة للنمو ذاتياً وبطريقة مؤسسية، إلا أن التجربة مع القيد أظهرت نوعية مختلفة من المستثمرين يضاربون على الأوراق المالية بغض النظر عن قيمة ما يحمله هذا الاستثمار من فرص فى المستقبل.
تابع: «استثمارانا فى «عبورلاند» عملية مستمرة نسعى لزيادة باستمرار وخلال النصف الأول من العام الحالى سيتم افتتاح مصنعين جديدين على مساحة 10 آلاف متر مربع أحدهما للعصائر والألبان والآخر للجبن المطبوخ والموتزاريلا، يتم العمل حالياً على تركيب الخطوط، والتى تم تمويلها عبر «تمويل موردين» من شركة تتراباك.
أضاف أن أرض عبورلاند فى مدينة العبور تصل مساحتها إلى 27 ألف متر مربع تقريباً منها 7 آلاف مستغلة عبر مصنعين للجبن حالياً بهما 13 خط إنتاج، وسيتم إضافة مصنعين آخرين، فيما يتم دراسة فرصاً استثمارية فى قطاع الأغذية لاستغلال باقى المساحة والتى تسع لثلاث صالات إنتاجية.
واستبعد حامد إتجاه الشركة لإنشاء مصانع لها خارج أرضها فى مدينة العبور بشكل قاطع مفضلاً أن تكون مصانع الشركة متقاربة و بالقرب من الإدارة.
وكشف حامد عن خطط لعائلة شريف فى الماضى عبر استثمارات خاصة قبل الطرح فى البورصة بإنشاء مزرعة أبقار لتوفير جزء من إحتياجات الشركة من الألبان، والتى قدرت الوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتى خلال 10 سنوات من بداية المشروع، إلا أن توقفت عند مرحلة إنشاء البنية التحتية للمزارع بسبب خطط طرح الشركة فى البورصة.
ورفض رئيس «عبورلاند» استكمال تلك الخطط بعيداً عن مظلة الشركة، مشيراً إلى أمكانية عرض القرار على المساهمين بالشركة فى الجمعية العمومية لدراسة استكمال المشروع خاصةً فى ظل تأمين قطعة الأرض اللازمة له والمملوكه للعائلة.
من جانبه قال أشرف حامد، العضو المنتدب للشركة والمالك لحصة 15%، إن إنشاء مزرعة ألبان وارد، إلا أنه ينتظر طرح منتج الشركة من اللبن والعصير المقرر له مايو المقبل، وستتم دراسة المشروع بعدها على مستوى مجلس الإدارة وعرضه على المساهمين.
اشار إلى أن العائلة لديها مساحات أراضٍ تكفى احتياجات الشركة وقت اتخاذ قرار بالاستثمار فى منطقة العادلية على بعد 20 كيلو من مدينة العبور وقريبة من المناطق الزراعية التى ستوفر العلائق للأبقار.
أضاف أن الشركة تسعى لإضافة 9 خطوط إنتاج جديدة ثلاثة منهم للجبنة البيضاء بطاقة إجمالية 65.3 ألف طن سنوياً لإنتاج عبوات أوزان 1 كجم و500 جم و250 جم، بالإضافة إلى 3 خطوط للعصير بطاقة 99 مليون لتر سنوياً وخط للألبان بطاقة 27 مليون لتر سنوياً، جميعها يجرى العمل على تركيبها، متوقعا بدء الإنتاج خلال الربع الثانى، فضلاً عن خط للجبنة الموتزريلا بطاقة 3.6 ألف طن سنوياً وآخر للجبن المطبوخ بطاقة 3.6 ألف طن سنوياً، جميعها فى مجمع عبورلاند على مساحة إجمالية 10.8 ألف متر مربع، على أن تتبقى مساحة 14.17 ألف متر مربع للتوسعات المستقبلية.
ويرى العضو المنتدب إن المستقبل يحمل الكثير من فرص التوسع فى القطاع الغذائى خاصةً الصناعات المتشابهة مع أعمال الشركة وشبكة الموزعين وأسلوب البيع، وقد يكون الزبادى أحد هذه التوسعات بعد الوصول لحصة سوقية كبيرة من مبيعات الألبان، حيث تستهدف الشركة الوصول لمبيعات تقدر بنحو 200 طن/يوم خلال 5 سنوات.
وعن تمويل التوسعات قال حامد: إن الأراضى مملوكة للشركة بالفعل والعمليات الإنشائية يتم تمويلها ذاتياً، وتم شراء خطوط الإنتاج الجديدة من خلال تسهيلات ائتمانية من «تتراباك» تتراوح بين 4 و5 سنوات، ونسعى أن تستحوذ مبيعات الخطوط الجديدة على 30% من مبيعات الشركة بحلول عام 2020.
وتتراوح القيمة العادلة التى قدرتها بحوث بنك الاستثمار سى اى كابيتال القابضة، بين مستويات 2.06 مليار جنيه إلى 2.481 مليار جنيه، وذكرت أن نقطة المنتصف فى التقييم تفترض مضاغف ربحية متوقع للشركة خلال العانم الحالى عند 13.7 مرة.
وفيما يتعلق بسياسة المخزون، أوضح شريف أن الشركة مستمرة فى سياسة بناء مخزون لتغطية احتياجات الشركة لفترة تتراوح بين 3 و4 أشهر لمواجهة تذبذبات الأسعار والتحرك بمتوسط سعرى مناسب تستطيع معه رفع أسعارها بشكل تدريجى دون التأثير على حجم المبيعات.
وأوضح أن الشركة لم ترفع الأسعار بما يقابل ارتفاع التكاليف، إلا أن المؤشرات الحالية من تراجع أسعار اللبن البودرة عالمياً من مستويات 2350 دولار/طن بداية العام ونهاية 2016، إلى مستوى 2100 دولار للطن مؤشر جيد، كما أن تسليمات شهرى ابريل ومايو إنخفضت إلى 2000 دولار للطن، مضيفاً: «أتوقع هبوطها إلى 1900 دولار».
وتابع الدولار بدأ هو الآخر فى التراجع واتوقع أن يهبط لمستوى 16 جنيها خلال الأسبوعين المقبلين، وإذا ما حدث هذا السيناريو فلن يتم رفع الأسعار مرة أخرى، وحال وصول الدولار لمستويات 15 جنيها، ستخفض الشركة أسعارها 15%.
وأشار حامد إلى أن المنافسة القوية سواء على مستوى الموزعين أو التجار وحتى الشركات ستدفع الأسعار للنزول مرة أخرى حال تراجع التكاليف، إلا أنه من السذاجة قياس تراجع الدولار اللحظى على أسعار البيع والتى تم تحديدها بناءً على تكاليف مسعرة لأشهر سابقة.
وأوضح أن تغير سياسة المخزون بالشركة من شهر إلى 3 أشهر، والتى تم اتباعها العام الماضى استهلكت سيولة كبيرة بلغت نحو 250 مليون جنيه بنهاية سبتمبر 2016، ما دفع الشركة للجوء للبنوك لتمويل رأس المال العامل لفترة بين 5 إلى 6 أشهر بإجمالى تسهيلات 300 مليون جنيه تم توقيع عقود مع 4 بنوك هى الأهلى ومصر وكريدى أجريكول والاستثمار العربي، بإجمالى 170 مليون جنيه لم يتم استخدامها بالكامل.
وبيّن إن الشركة تحاول الحفاظ على هامش مجمل ربح بين 20 إلى 23%، وبنهاية العام 2016 بلغ هامش مجمل الربح 23.7% ونستهدف تحقيق 22% خلال العام الحالى والذى سيعتمد فى الأساس على مدى تقبل السوق للتسعير.
وبلغت مبيعات الشركة فى نهاية 2016، 1.450 مليار جنيه، وجاءت أقل من المستهدف وبإجمالى 97 ألف طن بنسبة 73% من الطاقة الإنتاجية القصوى لخطوط الإنتاج.
اوضح حامد أن نسبة التشغيل ترجع فى الأساس إلى موسمية سوق الجبن فى مصر وبالتالى ففى بعض الشهور تعمل الشركة بالطاقة القصوى بسبب الطلب الكبير وتتراجع فى أشهر أخرى ما يجعل نسب التشغيل دائماً أدنى من الطاقة القصوى.
رفعت «عبورلاند» أسعارها بنحو 50% منذ يناير 2016 وحتى نهاية العام لمقابلة ارتفاع سعر الدولار سواء قبل التعويم أو بعده.
وكشف شريف عن رفع الشركة مرتبات العاملين بها بشكل استثنائى عقب تعويم الجنيه بنحو 15% على إجمالى المرتبات، فضلاً عن الزيادة السنوية فى يناير الماضى بنحو 7%.
وتصل متوسطات مضاعفات ربحية شركات الأغذية فى منطقة الشرق الأوسط الى 19.6 مرة السنة الحالية، و15.9 مرة خلال العام 2018.
وقالت سى اى كابيتال فى دراسة بحثية عن الشركة، أن الطلب على منتجات الجبنة فى السوق المصرى ارتفع بنسبة 13.3% خلال الفترة من 2010 وحتى 2015، وبلغ حجم الطلب نحو 12.9 مليار جنيه.
وأضاف حامد إن الشركة ستقوم بتوزيع 50% من أرباح العام الحالى 2017 على المساهمين، وسيتم دراسة توزيعها نقدية، أو إصدار أسهم مجانية حسب احتياجات الشركة للسيولة بنهاية العام.
وقال أيمن شريف مدير التسويق والمبيعات بشركة «عبورلاند»: إن رعاية نادى الزمالك والكرة المصرية كان استثماراً قوياً بالنسبة للشركة، وجاء مردوده قوى على المبيعات والتى ارتفعت بشكل كبير بنهاية 2016.
وأوضح أن سياسة التسويق بالنسبة للمنتجات الجديدة ستختلف نسبياً، وستركز بصورة أكبر على حملات التذوق مع العودة لرعاية البرامج والمسلسلات بعيداً عن كورة القدم، والتى حققت المستهدف منها بتسويق العلامة التجارية لتقابل حجم مبيعات الشركة.
وأشار شريف إلى أن الشركة اتجهت لزيادة التركيز على مناطق القاهرة والأسكندرية خلال الأعوام القليلة الماضية لزيادة حصتها بهما، والتى تأتى فى المرتبة الثانية، حيث اعتمدت الشركة على الأقاليم فى البداية وبنت قاعدة عملاء قوية خلال السنوات الماضية.
ويرى أن هناك منافسة قوية لاختراق بعض المحافظات خاصةً الإسكندرية ودمياط واللتين تعتمدان بشكل رئيسى على تصنيع محلى غير مميكن والمستهلك بهمها له مزاج خاص، مبينا أن الشركة لن تقوم بالاستحواذ على أى من تلك المصانع للحفاظ على مستوى جودة ثابت.
وأكد مدير التسويق والمبيعات أن الشركة تحتل حالياً المرتبة الأولى فى السوق المصرى فى مبيعات الجبنة البيضاء بحصة سوقية 39%.
وكشف شريف، عن مفاوضات بين شركته وموزعين فى الأسواق العربية لتصدير منتجاتها والتى تركز بشكل رئيسى على المصريين العاملين بالخارج، مع صعوبة المنافسة مع علامات تجارية محلية بها، ويجرى حالياً العمل على تصنيع منتج جديد باسم «بريميم» لمخاطبة شريحة دخل أعلى بمواصفات أعلى من حيث زيادة نسب البروتين والدهون الطبيعية فى الجبن.
وعن المنتجات الجديدة، أوضح شريف أن إنتاج اللبن والعصير سيكون فى حدود 5 إلى 15 طنا يومياً فى البداية بهدف بناء قاعدة من المستهلكين تنمو بشكل متوازن، على أن يعتمد تصنيعها على حليب محلى الصنع، وندرس إنشاء مزرعة ألبان على أراضٍ مملوكة للعائلة، إلا أن القرار ما زال تحت الدراسة، وسيتكلف ما بين 30 و40 مليون جنيه ويسع نحو 500 رأس، ويتم العمل حالياً على إعداد البنية التحتية للمزارع.