قالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن المحللين قد يختلفون حول القيمة السوقية لشركة «أرامكو» عملاق الطاقة السعودي، ولكن عملية طرح أكبر شركة فى العالم لا تقدر بثمن بالنسبة لأسواق المملكة.
وأضافت أن بيع حصة من «أرامكو» يمثل رمزاً لتحول اقتصاد المملكة وفتح أبوابها للمستثمرين الأجانب.
وذكرت «بلومبرج»، أنه بغض النظر عن قيمة الشركة التى اقترحها ولى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، والبالغة 2 تريليون دولار أو حتى قيمة 400 مليار دولار التى قدرتها شركة «وود ماكينزي»، فإن إدراج الشركة له القدرة على خلق موجات فى الأسواق من طوكيو إلى تورونتو.
وقال مايكل بوليجر، رئيس توزيعات أصول الأسواق الناشئة فى بنك «يو بى إس» لإدارة الثروات، إن الخصخصة الجزئية ستجلب الكثير من الاهتمام للمملكة العربية السعودية.
وأضاف أن برنامج الخصخصة، سيعزز استراتيجية المملكة العربية السعودية الهادفة لتطوير رأس المال المحلى، وفتحه تدريجياً للمستثمرين الدوليين.
وفيما يلى نظرة على مدى تأثير إدراج «أرامكو» على الأسواق:
أولاً: أسواق الأسهم
أوضحت الوكالة، أن القيمة السوقية الإجمالية لبورصة المملكة العربية السعودية المحلية والمعروفة باسم «تداول» تبلغ 440 مليار دولار، وهو ما يجعلها الأكبر فى الشرق الأوسط.
وأضافت أن بيع من 5% فقط من شركة «أرامكو» قد يجمع أكثر من 100 مليار دولار، وفقاً لبعض التقديرات. وهذا من شأنه أن يجعله الطرح الأكبر على الإطلاق، ما يعنى أن امتصاص البورصة السعودية للصفقة كاملة أمر شبه مستحيل.
وأشارت الوكالة، إلى أن نقص المشاركة الأجنبية فى البورصة المحلية «تداول» التى لا تتجاوز ملكية الأجانب بها 4%، لا يترك للسعودية خياراً سوى إدراج «أرامكو» مع شريك دولى واحد على الأقل.
ونقلت الوكالة عن بعض المصادر، أن سنغافورة أكبر مركز لتجارة البترول فى آسيا، تحرص على استضافة إدراج «أرامكو» فى بورصتها.
كما تدرس، أيضاً، دعوة واحدة من الشركات الاستثمارية للدولة، فى أن تصبح مستثمراً أساسياً فى عملية الطرح العام الأولي.
وأضافت المصادر، أن الدولة تتطلع، أيضاً، إلى التعاون مع الحكومة السعودية فى الاستثمارات المستقبلية.
وتلقت «أرامكو» عروضاً، أيضاً، من بورصة هونج كونج. لكن أشار مسئولون فى الشركة إلى أنها تدرس طرح الأسهم فى بورصات لندن أو نيويورك أو طوكيو أو تورونتو.
ثانياً: مؤشرات الأسهم
أوضحت الوكالة، أن طرح «أرامكو» الذى يعد الأكبر فى العالم، سيتخطى تأثيره مكان الإدراج، ويمتد إلى مؤشرات الأسهم التى يتتبعها المستثمرون حول العالم.
وتوقع المدير التنفيذى للبورصة السعودية انضمام السوق السعودى لمؤشر «إم سى إس آى» للأسواق الناشئة فى المستقبل القريب.
وقال محمد الحاج، خبير استراتيجيات الاقتصاد الكلى لدى المجموعة المالية «هيرميس» فى دبى، إن طرح 5% من «أرامكو» ستجعلها تشكل حوالى 2.4 من مؤشر مورجان «ستانلى كابيتال إنترناشونال». وهذا شأنه أن يدفع بها لتكون ضمن أكبر 5 شركات من بينها شركة «سامسونج للإلكترونيات» ومجموعة «على بابا».
كما أن طرح «أرامكو» سيضاعف تواجد السعودية على المؤشر، والذى سيكون حوالى 2.8%، وفقاً لحجم سوق «تداول» حالياً.
ويقدر «الحاج»، أن طرح «أرامكو» سيؤدى إلى تدفقات بقيمة 6.6 مليار دولار من متتبعى مؤشر «مورجان ستانلى كابيتال إنترناشونال»، و2.5 مليار دولار من متتبعى مؤشر «فوتسي».
ثالثاً: أسعار البترول
قالت المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للبترول فى العالم، إن «أوبك» وافقت فى وقت سابق على خفض إنتاجها من البترول للمرة الأولى منذ أكثر من ثمانى سنوات.
وأوضحت الوكالة، أن سعر البترول سيكون مفتاح تسعير طرح «أرامكو»، وبالتالى نجاح الطرح.
ورغم تحول العالم إلى الطاقة النظيفة، فإنَّ البترول سوف يواصل توفير ثلث الطاقة فى العالم خلال العقدين المقبلين.
رابعاً: العملات
برزت العقود الآجلة للريال السعودى كمكان للمراهنة ضد ربط البلاد لعملتها بالدولار الأمريكى لأكثر من ثلاثة عقود، وتراجعت الاحتياطيات الأجنبية التى تحتفظ بها مؤسسة النقد العربى السعودى بأكثر من 200 مليار دولار منذ أغسطس 2014 إلى 528 مليار دولار نهاية ديسمبر الماضى؛ بسبب استخدام المملكة الاحتياطيات لدعم المالية العامة.
وساعد إصدار السعودية سندات دولية بقيمة 17.5 مليار دولار على تقليل العقود الآجلة لأجل عام إلى أدنى مستوى فى 18 شهراً.
ومن المتوقع أن يؤدى طرح «أرامكو» إلى تدفقات نقدية هائلة من شأنها ردع مزيد من الرهانات ضد تثبيت سعر العملة.
خامساً: الإقراض بين البنوك
قالت الوكالة، إن طرح «أرامكو» يمكن أن يوفر سيولة للبنوك، ويقلل أيضاً من فائدة الاقراض بين البنوك التى ارتفعت إلى أعلى مستوياتها فى أكتوبر الماضى منذ الأزمة المالية العالمية.