الكويت – البورصة نيوز
تعاني العمالة الوافدة في الكويت خلال الفترة الحالية، من ارتفاع مستويات التضخم، وغلاء المعيشة بشكل غير مسبوق، يتزامن معها صدور قرارات برفع بعض الرسوم على الوافدين، وانتظار دخول قرارات أخرى حيز التنفيذ خلال الأشهر القليلة المقبلة، يقابل كل ذلك تدني ملحوظ في الرواتب.
وأدى تزايد الأعباء المعيشية، وانتهاء عصر الادخار، وتآكل القدرة الشرائية، إلى قيام المغتربين بإحداث تغييرات جوهرية في حياتهم، وعلى رأسها تسفير عائلاتهم للتخفيف من وطأة التحديات المتصاعدة، بدءاً من إيجار المنزل، مروراً بالأقساط المدرسية المتضخمة، وصولاً إلى فاتورة الجمعية، التي باتت تنهش الراتب المحدود.
شعار المرحلة
ويعتبر الكثير من الوافدين أن عبارة “العيش عزباً إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا” هي شعار المرحلة الحالية، فقد أكد عدد منهم لصحيفة الراي في عددها الصادر اليوم الخميس 2 مارس 2017، أنهم قاموا بالفعل بإرسال عائلاتهم إلى بلدهم الأم، لاسيما وأنهم يعتقدون القادم سيكون أسوأ.
ويقول هاني أبوخطاب موظف بقسم التسويق في إحدى الشركات، إنه أجبر على ترحيل عائلته المكونة من 4 أفراد، والعيش عزباً بعد أن أرهقت جيبه متطلبات المعيشة، لاسيما وأن الرجل لا يتقاضى أكثر من 600 دينار (الدولار يعادل 0.305 دينار).
وأضاف أنه أرغم على إعادة أسرته إلى مصر، بعد أن شعر أنه غير قادر على تلبية متطلبات أفرادها من دفع رسوم سنوية للإقامات، ومصاريف مدارس، فضلاً عن إيجار المسكن الذي يبتلع أقل من نصف الراتب بقليل.
ويشير أبوخطاب وهو متواجد في الكويت منذ 10 سنوات إلى أنه كان يفكر بهذه الخطوة منذ عامين تقريباً، إلا أنه اتخذ القرار الصعب نهاية أكتوبر الماضي، رغم التبعات السلبية والسيئة لهذا القرار ولكن ما باليد حيلة، صحيح أن زوجتي وأبنائي بعيدون عني اليوم، ولكن ما يعوّض هذا الحرمان، هو فرحتي بتأمين كامل متطلباتهم، فقد استطعت توفير أكثر من 60% من الراتب بعد الانتقال إلى حياة العزوبية.
العودة النهائية
وكشف أبوخطاب أن كثيراً من أصدقائه تشجعوا على اتخاذ الخطوة نفسها، لافتًا إلى أن هذا الأمر يشكل حلاً مقبولاً في المدى القصير بانتظار اتخاذ القرار المنتظر بالعودة النهائية إلى البلد.
من جهته، يشير مصطفى عطية إلى أنه قرر بعد طول تفكير العيش عزباً، والانتقال من شقة مؤلفة من غرفتين وصالة، كانت تكلفه بالشهر الواحد 280 ديناراً، إلى غرفة لا تزيد تكلفتها الشهرية عن 40 ديناراً فقط.
ورغم أن عطية يعمل طباخاً في أحد المطاعم الشهيرة، إلا أن راتبه لا يتجاوز 500 دينار، في وقت تتألف فيه عائلته من 3 أفراد، وبالتالي فإن تلبية متطلباتهم إلى جانب دفع الإيجار بات شيئاً مستحيلاً.
وفي حين يبدي عطية خشيته الكبيرة من التصريحات والنبرة الأخيرة تجاه زيادة الرسوم على الوافدين، يؤكد أن هذا الأمر لن يكون محل اعتراض لو كان مقروناً بزيادة في الرواتب، إلا أن راتبي على حاله منذ 5 أعوام، وهذا ظلم كبير.
وأضاف “أمور كثيرة دفعتني إلى قرار العيش أعزباً، ومنها صعوبة توفير ثمن تذاكر طيران العائلة سنوياً لقضاء الإجازة في الوطن، وأيضا الايجارات المرهقة، وأقساط المدارس، ورسوم الإقامات السنوية للعائلة، ورفع البنزين وقريباً الكهرباء والماء، كل هذه الأمور لا يمكن تغطيتها بـ 500 دينار، بل تحتاج إلى أكثر من 800 دينار شهرياً”.
عودة العائلة
وأكد أن العيش عزباً سيكون أفضل بكثير لجهة التوفير، كاشفاً أنه لا يصرف حالياً سوى 150 ديناراً فقط من راتبه، في حين يستطيع توفير مبلغ جيد لإرساله إلى العائلة حتى تعيش بشكل مريح.
ويقول أبو كريم وهو يعمل في شركة للمواد الغذائية إنه قرر منذ شهرين أن يبدأ رحلة العيش عزباً، معتبراً أن القرار صعب ولكن للضرورة أحكام.
ويرى أن تلبية متطلبات العيش في الكويت مع العائلة في الوقت الراهن تحتاج إلى راتب لا يقل عن 700 دينار على الأقل، لافتا إلى أنه عانى كثيرا خلال الفترات الماضية من ارتفاع الإيجارات وأسعار المواد الغذائية وبقية الاحتياجات الأخرى.