«بلومبرج»: «جازبروم» لاتزال تحتكر التصدير للقارة العجوز
رغبت أوروبا فى فطم نفسها عن الغاز الطبيعى الروسى، منذ أن تراجعت مخزونات موسكو خلال البرد القارس عام 2009، لكن بعد ما يقرب من عقد من الزمان لم تتمكن المنطقة من تحقيق هذا الحلم الكبير.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن شركة «جازبروم» الروسية لاتزال تحتكر عمليات التصدير إلى القارة العجوز، وشحنت كمية قياسية من الغاز إلى الاتحاد الأوروبى العام الماضى، ليشكل نحو 34% من استخدام الكتلة للوقود.
وأعلنت شركتا «رويال دتش شل» و«بريتش بتروليوم»، أن روسيا ستظل أكبر مصدر للإمدادات حتى عام 2035.
وسعى أعضاء البرلمان الأوروبى لتنويع إمدادات الغاز الطبيعى المسال، إذ تحولوا نحو الولايات المتحدة التى زادت إنتاج الوقود العام الماضى، ولكن حتى الآن فشلت الشحنات القادمة من أمريكا فى تحقيق الأمل المنشود، فى ظل عدم وجود عقود ثابتة وارتفاع أسعار خارج أوروبا.
جاء ذلك فى الوقت الذى وقعت فيه شحنات الغاز الطبيعى المسال من دولة قطر إلى المنطقة، وسط حالة من الركود العام الماضى.
وقال فلاديمير ديربنتسوف، كبير الاقتصاديين فى شركة «بريتيش بتروليوم»، إن روسيا ستبقى بالتأكيد أكبر مورد للغاز فى أوروبا لمدة سنتين على الأقل، حتى إذا تم استيفاء معظم المكاسب الإضافية فى واردات الاتحاد الأوروبى من الغاز الطبيعى المسال من مكان آخر.
وأضاف أن تنويع إمدادات الطاقة هو واحد من الأولويات الرئيسية للمفوضية الأوروبية، وتوقع رئيس مجلس إدارة شركة «غازبروم» فيكتور زوبكوف، أن تكون الصادرات الأوروبية فى 2017 قريبة من مستويات العام الماضى، ولكن الشركة قد تواجه منافسة أكبر من الغاز الطبيعى المسال هذا الصيف، بسبب أسعارها التى أصبحت أقل جاذبية بالنسبة إلى أسعار السوق وفقاً لمحللين فى لندن لدى «إنيرجى اسبكتس» شركة أبحاث الطاقة.
وأشارت الوكالة إلى أن المزيد من الغاز الطبيعى المسال، سيصل إلى أوروبا بحلول منتصف العام، مع بدء المصانع الجديدة عملية إنتاج الوقود فى الولايات المتحدة وأستراليا التى بدورها ستزيد خيارات العرض للعملاء.
ونقلت الوكالة عن مصادرها أن الشركة لديها الوسائل لتظل قادرة على المنافسة.
وتراجع الناتج المحلى الأوروبى بسبب الشيخوخة الطبيعية من الحقول فى بحر الشمال وحدود الإنتاج فى حقل «جرونينجن» الهولندى الأكبر فى أوروبا.
وقال كريستوفر هاينز، رئيس البترول والغاز لدى «بى إم آى» للأبحاث: «يجب أن تكون هناك مساحة لكل من زيادة الغاز الطبيعى المسال والغاز الروسى، فى ضوء تقلص الإنتاج المحلى بالاتحاد الأوروبى وتحسن الطلب».
وأشارت «بلومبرج» إلى أن حدوث أى تقلبات فى الإمدادات الروسية إلى أوروبا قد يسبب انخفاضاً حاداً فى الأسواق، وفى يناير 2009 عندما عطل الخلاف مع أوكرانيا الإمدادات ارتفعت أسعار المملكة المتحدة بقدر 27% فى يوم واحد.
وكان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، قد أعلن فى ديسمبر الماضى، أن روسيا لديها احتياطيات كافية لتبقى مزود الغاز الرئيسى فى أوروبا لسنوات قادمة.
وأوضح أن «جازبروم» قادرة على توريد المزيد من الغاز إلى أوروبا ولدينا ما يكفى من الغاز لأنفسنا بغض النظر عن الاحتياجات المتزايدة للاقتصاد الروسى.
وأوضحت شركة «شل» التى تسيطر على نحو 20% من تجارة الغاز الطبيعى المسال فى العالم، أن الغاز الطبيعى المسال سيتجاوز الغاز النرويجى بحلول 2025.
وأعلنت « بريتيش بتروليوم»، أن حصة روسيا من استهلاك الغاز فى الاتحاد الأوروبى سترتفع إلى 40% بحلول 2035، مقارنة بأكثر من 30% فى الوقت الراهن.
وقال أوليغ اكسيوتن، لدى «غازبروم» أن مبيعات الغاز من قبل الشركة فى الخارج تمثل أكثر من 10% من إجمالى الصادرات الروسية، مضيفاً: «نرى أن حصتها فى السوق ستشهد ارتفاعاً طفيفاً إلى نحو 35% بحلول 2025».
وأكدّ نائب الرئيس التنفيذى الكسندر ميدفيديف، أن أوروبا ستظل سوق الأولوية للشركة، ولا يمكن لأحد آخر أن يوفر الغاز بالسعر نفسه.
وأوضح اكسيوتن، أن الغاز الطبيعى المسال فى الولايات المتحدة يتكلف أكثر نحو 30%، مقارنة بغاز شركة «جازبروم» التى توفره من خلال خطوطها عبر أوكرانيا.
وقال جيمس هندرسون، المحلل فى معهد «أكسفورد» لدراسات الطاقة: «يوجد الكثير من التحركات الآن، وهناك مزيد من الأشياء تحدث فى جميع أنحاء العالم، سيكون لها تأثير على سوق الغاز الأوروبية».