عفيفى: البعثة تستكمل الحفائر للعثور على باقى أجزاء التمثال
قال مؤمن عثمان مدير عام الترميم بالمتحف المصرى بالتحرير، إنه من خلال التقييم البصرى فإنه تبين وجود جزء مفقود ما بين منطقة الجبهة وبين الجزء السفلى من وجه تمثال الملك رمسيس الثانى الذى تم اكتشافه بسوق الخميس بمنطقة المطرية.
وأضاف لـ«البورصة»، أنه فى حال وجود منطقة ارتكاز بين رأس وجسم التمثال سيتم وضعها فى الاعتبار أثناء عملية الترميم ليتم لزق جسم التمثال بالرأس، وإذا لم توجد سيتم عرض أجزاء التمثال بشكل منفصل وهذا السيناريو هو المرجح.
وأكد أن خامات الترميم متوفرة سواء بمتحف التحرير أو بمركز ترميم المتحف المصرى الكبير، ولكن ليست بالقدر الكافى، وأن معظم خامات الترميم ذات الجودة العالية يتم استيرادها من الخارج تحديداً من إيطاليا، ألمانيا، إنجلترا واليابان وهناك جزء يتم انتاجه بمصر ويعتمد المرمميون على استخدامه بشكل كبير فى معظم أعمال الترميم.
وتابع عثمان، أنه لم يتم رصد تكلفة معينة لترميم التمثال باعتبار أنه حدث مفاجئ ويتم التعامل معه تحت مسمى «الطوارئ» حيث يتم استخدام المخزون المتاح لدى الوزارة ومراكز الترميم من خامات للعمل على الترميم الأولى.
ولفت إلى أن التكلفة الأكبر تكون لصالح عملية الانتشال والحفر والمعدات والعمالة بموقع الاكتشاف فى حين أن عملية الترميم لا تتكلف سوى بضعة آلاف نظراً لتوافر معظم الخامات إلى جانب الاستعانة بمرممى الوزارة للقيام بجميع أعمال الترميم الدقيق.
وأوضح أن جميع أعمال الترميم يقوم بها الجانب المصرى وفى بعض الأحيان يتم التعاون مع بعض البعثات الأجنبية، مؤكدا أن المرممين المصريين يتمتعون بخبرة ومهارة عالية فى مجال الترميم.
وقال مدير الترميم، إن أول خطوة بعد انتشال التمثال هى التهيئة البيئية باعتبار أنه كان فى بيئة طينية ومحاط بالمياه الجوفية.
وأضاف أن مرحلة التهيئة تأخذ فترة، لذلك تمت تغطية التمثال بالشاش والقطن المبلل وبعد ذلك تم تغطيته بطبقة من «البولى ايثلين» للمحافظة على رطوبة السطح إلى أن تتم عملية التنظيف ويليها الإعداد لعرضه بالمتحف المصرى بالتحرير.
وأشار إلى أن هناك العديد من المعوقات واجهت الفريق الأثرى اثناء عملية انتشال التمثال، من بينها أن التربة طينية مع وجود مياه جوفية، إلى جانب ضيق المساحة وتكدس المنطقة بالسكان.
وفسر اكتشاف التمثال على مقربة من التربة بعمق 2 إلى 3 أمتار فقط بأنه أمر غريب، إلا أن ذلك قد يرجع إلى أن منطقة المطرية وعين شمس تضم مدينة «اونو» من عصر الدولة القديمة ومن الطبيعى وجود القطع الأثرية وبقايا المدينة على مقربة من التربة.
ورجح وجود باقى أجزاء التمثال على مسافات متباعدة من موقع الاكتشاف حيث أن الجزء السفلى وباقى اليد اليمنى واليد اليسرى بالكامل لم يعثر عليهم.
وقال محمود عفيفى رئيس قطاع الآثار المصرية، إن البعثة ستستكمل باقى أعمال الحفائر بالمنطقة لحين العثور على باقى أجزاء التمثال.
وأضاف أن فريق المرممين المصريين يجرى حالياً أعمال الترميم الأولية للتمثال بموقع اكتشافه، وذلك لحين نقله يوم الأربعاء المقبل للمتحف المصرى بالتحرير لعرضه لمدة 4 أشهر تقريباً وبعدها سينتقل لمكانه الأخير بالمتحف المصرى الكبير.
وقال عيسى زيدان مدير الترميم الأولى بمركز ترميم المتحف المصرى الكبير، إن أكبر تحد كان يواجه الفريق هو محاولة شفط المياه الجوفية وإزالة الطبقة الطينية التى كانت تغطى التمثال والذى يزن 8.5 طن.
وكانت البعثة المصرية الألمانية تجرى حفائرها بالمنطقة منذ فترة وهو ما يفسر وجود التمثال على مقربة من التربة.
وأوضح أن أول محاولة لانتشال التمثال فشلت، إلا أن الثانية نجحت وهى تختلف عن طريقة انتشال رأس التمثال التى تمت يوم الخميس الماضى، موضحاً أن الطريقتين صحيحتان مع الأخذ فى الاعتبار أن فريق العمل واجه صعوبات عديدة.
وتابع انه بعد إجراء اللجنة الأثرية المختصة معاينة التمثال، تبين أنه بحالة جيدة ولا يوجد به خدش واحد، مضيفاً أنه لن يستلزم اعمال ترميم كثيرة وبالتالى التكلفة التقديرية لترميمه ستكون ضئيلة حيث يتكون التمثال من حجر الـ«كوارتزيت الصلب».