18% يغادرون عملهم فى الأشهر الثلاثة الأولى فى بريطانيا
عرضت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، فى تقرير لها، عن طريقة تعامل شركة الخدمات اللوجستية «دى إتش إل» مع الموظفين الجدد قبل بدء العمل بفترة طويلة.
فى البداية، ترسل الشركة العقد المبرم بينها وبين الموظف فى مجلد جذاب، وقبل أسبوعين من بدء العمل يتلقى كل موظف حقيبة تسمى شركة «دى إتش إل» فى صندوق، تحتوى على فيديو ونسخة من برنامج التعلم وبطاقة ترحيب من مديره وزملائه، وحرصت الشركة على اختيار حامل الحقيبة من موظفيها لكى يرحب بهم أيضاً.
ويقول ريجين بوتنر، الرئيس العالمى لإدارة الموارد البشرية فى شركة دى إتش إل إكسبرس، إن هذا له تأثير كبير على الموظف الجديد حيث يخلق لديه انطباعاً ايجابياً، وعندما ينضم أخيراً، يتم إعطاء الموظف مجلة بها تفاصيل كل ما يحتاجه مديره منه للقيام به، وكذلك برامج التدريب فى الشركة.
ويحذر التقرير من أن هناك فرصة واحدة فقط لجعل أول انطباع جيداً وهى أول التعاملات، ولكن العديد من المنظمات يعطى اهتماماً محدوداً بهذا الأمر، وكثيراً ما يشكو الموظفون الجدد من التعاملات فى اليوم الأول مثل التأخير فى توفير مستلزمات العمل التى يطلبها.
كل هذه الأمور مهمة لسببين، الأول: هو أن أعداداً كبيرة من الموظفين يغادرون الشركات فى عامهم الأول، فوفقاً لمسح أجرته شركة برمجيات مقرها ولاية يوتا، فإن ما بين 16و17% من التعيينات الجديدة يتركون العمل فى الأشهر الثلاثة الأولى، والسبب الثانى هو أن استبدال الموظفين أمر مكلف.
ويشير معهد تشارترد للأفراد والتنمية إلى أن قرار التوظيف السيئ الذى يخلف الاضطرابات، ويضعف الإنتاجية، بالإضافة إلى نفقات البحث عن بديل يكلف فى المتوسط الشركات 8200 إسترلينى، وقد ترتفع إلى 12 ألف إسترلينى للمناصب العليا، ويرتفع مبلغ الخسائر فى بعض الأحيان إلى 100 ألف إسترليني.
وعادة ما يتخذ الموظفون الجدد قرار البقاء فى غضون 90 يوماً، كما تقول لويز براونهيل، الرئيس التنفيذي للتعليم فى شركة برايس ووترهاوس كوبرز للاستشارات.
ووضعت برايس ووترهاوس كوبرز تعريفاً للفترة التأهيلية بأنها تبدأ من لحظة التعيينات الجديدة، وقبول عرض العمل، وتمتد لستة أشهر تالية، وقد تمتد إلى سنة فى بعض الظروف.
وتقول «براونهيل»، إن الفترة التأهيلية الجيدة هى مزيج من جعل الموظفين الجدد يشعرون أنهم موضع ترحيب بالإضافة إلى جعلهم منتجين فى أسرع وقت ممكن؛ لأن ذلك يحفزهم ولو بأشياء بسيطة مثل توفير جهاز كمبيوتر وتعريفهم بمكان الحصول على القهوة فى مقر العمل سريعاً.
ويذهب آخرون لطقوس تأهيلية أكثر عصرية مثل تشغيل الأغانى المفضلة للموظفين الجدد أو تزيين المكتب بالبالونات الملونة.
ويقول إيان جودين، الرئيس التنفيذى لاستشارات الموارد البشرية تشينموتو، إنه على الرغم من أن هذه الأنواع من الأنشطة قد تبدو تافهة فإنها تخدم الغرض الحقيقي، فعندما يأتى شخص ما لأول مرة عند باب الشركة يكون لديه مزيج هائل من الإثارة والخوف، وبالتالى يجب التأكد من الحفاظ على الإثارة وتقليص الخوف بفعل شيء ممتع يدل على أن مكان العمل يهتم بما فيه الكفاية به.
وملخص رسالة التأهيل إذا كنت من الخارج سنجعلك فرداً من الداخل وبسرعة.