3285 دولاراً سعر شحن حاوية 40 قدماً من شرق آسيا لأمريكا الجنوبية
تسود حالة من التفاؤل بشأن النمو وعودة الاستثمار على خلفية زيادة الطلب الصينى لكن يعكر صفو هذه الحالة المخاوف من بعض المشكلات فى المستقبل.
فقبل أقل من عام كانت شركة فالى للتعدين البرازيلية تترنح حيث هبطت أسعار خام الحديد سلعة التصدير الرئيسية لديها إلى أدنى مستوياتها، وكان المستثمرون يتخلصون من أسهمها بينما كانت الصين السوق الأكبر للخام، كما لو أنها متجهة إلى تباطؤ سريع وخارج عن السيطرة.
لكن بعدر مرور 13 شهراً من هذا الانهيار التاريخى عاد سوق خام الحديد أشد صلابة وأنتجت شركة فالى كميات قياسية، على خلفية تضاعف الأسعار إلى ما يقرب من 90 دولاراً للطن، وكشفت الشهر الماضى عن أرباح فى 2016 بلغت نحو 4 مليارات دولار بعد خسارة 12 مليار دولار فى عام 2015، وقفز سعر السهم فى ساو باولو لرابع أكبر ارتفاع مطلع السنة الجديدة لأكثر من 35 ريالاً برازيلياً بما يعادل 11 دولاراً ليغسل آثار الانخفاض لأدنى مستوى فى يناير 2016 عندما هبط لأقل من 7 ريالات برازيلية.
ووصل السوق لذروة الانتعاش مع مطلع العام الجديد بفضل التحسن فى الأداء الصينى لكنه ليس السبب الوحيد الذى يقود إحياء ثروات شركات الاقتصادات النامية.
وعمت الفائدة قطاعات أخرى حيث ارتفعت أسعار شحن الحاويات، التى تستخدم عادة لنقل البضائع المصنعة بدلاً من السلع الأساسية مثل الحديد الخام، فقد ارتفع متوسط تكلفة شحن حاوية 40 قدماً من شرق آسيا إلى الساحل الشرقى من أمريكا الجنوبية للعقد قصير الأجل من أقل من 500 دولار فى العام الماضى إلى 3285 دولاراً وفقاً لـ«زينيتا» وهى شركة نرويجية تتعقب معدلات الأسعار.
وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز فى تقريرها، إن التجارة بين الغرب والشرق مرت بحالة ركود عميقة خلال السنوات الخمس الماضية، لكنها بدأت تتعافى، فعلى سبيل المثال شهدت صناعة الملابس فى فيتنام صعود الإيرادات من 7 مليارات دولار فى عام 2009 إلى 26 دولاراً العام الماضى.
ويقول مايكل لاسكيو العضو المنتدب لشركة نيهاب للملابس فى مدينة «هو تشى مينه» التى تمد تجار التجزئة مثل كالفين كلاين وتومى هيلفيجر ورالف لورين، أن طفرة المبيعات جاءت من الولايات المتحدة.
وأشار إلى أنه ليس هناك شك فى أن نمو قطاع الملابس الفيتنامية قادم من الطلب القوى فى الولايات المتحدة مع استمرار نقل القدرة التصنيعية من الصين للاستفادة من انخفاض التكاليف فى فيتنام.
ويقول المتشككون، إن هذه الأخبار الجيدة مجرد موجة مرتفعة من الاضطرابات الاقتصادية داخل البلدان الناشئة ولكن آخرين يصرون على أنه يقدم دورة ثانية من النمو المستدام القادم للأسواق الناشئة حيث تهدد سلطة حكم الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب بفصل الولايات المتحدة عن الاقتصاد العالمى مما يجعل الساحة مستعدة لدور أكبر للأسواق الصاعدة فى الصفقات التجارية العالمية.